مقتل 7 جنود إسرائيليين بانفجار ناقلة جند مدرعة في خانيونس

25 يونيو 2025آخر تحديث :
مقتل 7 جنود إسرائيليين بانفجار ناقلة جند مدرعة في خانيونس

قتل سبعة جنود إسرائيليين في انفجار استهدف ناقلة جند مدرعة من طراز “بوما” تابعة للجيش الإسرائيلي، في منطقة خانيونس جنوبي قطاع غزة، في واحدة من أعنف الضربات التي تتعرض لها القوات الإسرائيلية منذ بدء العملية العسكرية الأخيرة، على ما أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي في بيان، الأربعاء.

ووقع الحادث مساء الثلاثاء، حوالي الساعة 5:20، في منطقة خانيونس جنوب قطاع غزة، وأسفر عن مقتل سبعة جنود من كتيبة الهندسة القتالية التابعة للجيش الإسرائيلي، على ما أفادت صحيفة “يديعوت أحرونوت”.

ووصفت وسائل إعلام إسرائيلية الانفجار الذي دمّر ناقلة الجند المدرعة “بوما” في خانيونس، بأنه أخطر حادث تشهده الساحة الغزية منذ أكثر من عام، وتحديدا منذ 15 حزيران/يونيو 2024، عندما قتل ثمانية جنود من وحدة هندسية إثر إصابة ناقلة من طراز “نمر-E” بصاروخ مضاد للدبابات في رفح.

وتشير التحقيقات الأولية إلى أن مسلحين فلسطينيين تمكنوا من إلصاق عبوة ناسفة بناقلة جند مدرعة، قبل أن يفروا من المكان دون أن يتم رصدهم.

وأظهرت نتائج التحقيق الأولي أن العبوة الناسفة التي استهدفت ناقلة الجند المدرعة من طراز “بوما” انفجرت بشكل مباشر وألحقت بها أضرارا جسيمة، ما أدى إلى احتراقها بالكامل ومقتل جميع الجنود الذين كانوا بداخلها.

المدرعة كانت تشارك في هجوم بري ضمن عملية هجومية نفذها فريق القتال المشترك من كتيبة الهندسة 605، التابعة للواء 188 ضمن الفرقة 36، وذلك في إطار العمليات العسكرية الجارية في منطقة خانيونس.

الناقلة من طراز “بوما” لا تحتوي على أنظمة حماية نشطة من نوع “معطف الريح”، وهو النظام الدفاعي المستخدم في ناقلات الجند الحديثة مثل “نمر”، والتي تنتشر في وحدات الجيش النظامية وتعتبر أكثر تطورا من حيث الحماية ضد التهديدات القريبة والمباشرة.

ووفقا لمصادر عسكرية، فإن الانفجار وقع خلال تقدم القوة نحو هدف ميداني، حين تم تفعيل العبوة التي يرجح أنها زرعت أو أُلصقت مسبقا على المدرعة. ونتيجة الانفجار الهائل، اشتعلت النيران في ناقلة الجند، لتتحول إلى كتلة من اللهب وسط ساحة المعركة.

الجنود المتبقون من القوة عملوا تحت نيران التهديدات المحتملة على مدار دقائق طويلة لمحاولة السيطرة على الحريق، مستخدمين وسائل الإطفاء اليدوية، إلى جانب فرق إطفاء خاصة أُرسلت على وجه السرعة إلى موقع الانفجار.

كما شاركت في جهود إخماد النيران جرافة مدرعة من طراز D-9، نفذت بروتوكول الطوارئ المتبع في مثل هذه الحالات، وقامت بسكب كميات كبيرة من الرمل على المدرعة المحترقة لتقليل ألسنة اللهب وتبريد الهيكل.

في المقابل، عادت مروحيات الإخلاء التي وصلت إلى الموقع خالية، بعدما تبيّن أن الجنود السبعة قد لقوا حتفهم على الفور داخل المدرعة نتيجة الانفجار والنيران الكثيفة، ما منع تنفيذ أي عمليات إنقاذ أو إجلاء طبي.

وسحبت ناقلة الجند المدرعة من طراز “بوما” إلى داخل الأراضي الإسرائيلية، حيث تخضع لفحص تقني دقيق ضمن التحقيقات الجارية. وتواصل قوات الجيش البحث المكثف عن منفذي الهجوم، الذين يعتقد أنهم زرعوا العبوة الناسفة أو نفذوا الهجوم باستخدام سلاح مضاد للدروع، قبل أن يلوذوا بالفرار.

في المقابل، لم يستبعد بعد احتمال أن يكون الحادث ناجمة عن إطلاق صاروخ من طراز آر بي جي من مسافة قريبة، استهدف المدرعة بشكل مباشر وأدى إلى تدميرها واحتراقها بالكامل.

ويجري التحقيق حاليا لتحليل طبيعة الأضرار وآثار الانفجار، في محاولة لتحديد ما إذا كان مصدره عبوة ناسفة مزروعة أم هجوم مباشر بصاروخ مضاد للدبابات.

ويعد الحادث من أخطر الهجمات التي تستهدف قوات الجيش في جنوب القطاع منذ بدء العمليات العسكرية، وأثار الحادث مجددا تساؤلات حول ملاءمة استخدام هذا الطراز من المدرعات في مناطق القتال المكشوفة والمعرضة لعبوات ناسفة شديدة الانفجار، وحماية الطواقم الهندسية العاملة في الخطوط الأمامية.

وأعاد الحادث تسليط الضوء على المخاطر الكبيرة التي تواجهها وحدات الهندسة في الخطوط الأمامية، وعلى التحديات التي يفرضها القتال في بيئة حضرية مزروعة بالعبوات الناسفة، ما يستدعي مراجعة تكتيكية وعملية لاستخدام المركبات وتدابير الحماية في مثل هذه المهام عالية الخطورة.

وتضاف هذه الحادثة إلى سلسلة من الضربات الدامية التي تلقاها الجيش الإسرائيلي منذ بدء الحرب على غزة في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، والتي أسفرت حتى الآن عن مقتل 879 جنديا، في حصيلة ثقيلة تعكس شدة المعارك وتعقيد البيئة القتالية، خاصة في المناطق الجنوبية من قطاع غزة حيث تنتشر العبوات الناسفة والأسلحة المضادة للدروع بشكل مكثف.