ا افتتحت وزيرة التربية والتعليم خولة الشخشير، ورئيس الجمعية الأرثوذكسية الإمبراطورية الفلسطينية، رئيس المحاسبة لجمهورية روسيا الاتحادية سيرجي ستيباشين، نيابة عن الرئيسين محمود عباس وفلاديمير بوتين، اليوم الاثنين، المدرسة الروسية الثانوية للبنين في مدينة بيت لحم.
وقالت الوزيرة الشخشير في كلمتها نيابة عن الرئيس محمود عباس: ‘لقد شرفني الرئيس محمود عباس بأن أنوب عنه اليوم لحضور هذا الحفل لافتتاح المدرسة الروسية، هنا في مهد السيد المسيح في مدينة بيت لحم، ولأنقل تحياته للرئيس فلاديمير بوتين وللحكومة وللشعب الروسي الصديق، وتمنيات سيادته لكم بالتوفيق والنجاح، ومرحبا باسم سيادته بدولة الصديق العزيز سيرجي ستيباشين والوفد المرافق له، راجين لكم طيب الإقامة في هذه الأرض المقدسة’.
وشكرت جمهورية روسيا الاتحادية، وتقدير شعبنا لمثل هذه المبادرات، التي تؤكد عمق علاقات الصداقة التاريخية الفلسطينية الروسية التي هي محل اعتزاز شعبنا وقيادته، والذين يقدرون عاليا المواقف الروسية المؤيدة والداعمة لحقوق شعبنا الفلسطيني في الحرية والسيادة والاستقلال، وكنا نزداد قوة على مواجهة التحديات بالدعم المتعدد الأشكال الذي لم تبخلوا به يوما على شعبنا وقضيتنا، فكنتم معنا دوما صديقا مخلصا لم يخذلنا ولم يتوقف عن دعمنا.
وقالت الشخشير: ‘نأمل أن تشكل هذه المدرسة حلقة في سلسلة من المشاريع الريادية المتوالية التي تدعمها وتمولها جمهورية روسيا الاتحادية الصديقة، ونحن واثقون بأن هذا الإنجاز المتميز هو تأكيد على عمق الشراكة والمستوى العالي الذي تشهده العلاقات الروسية الفلسطينية، وبأن الحكومة الروسية تولي منظومة التعليم الفلسطينية بكافة مكوناتها وعناصرها اهتماما ملحوظا، خاصة فيما يتعلق بالبنى التحتية والمادية والبنية المعنوية، وتنفيذ العديد من برامج التنمية المهنية وكذلك المنح الدراسية التي تقدمها لطلبتنا، ونأمل أن يتضاعف عددها مستقبلا’.
وأضافت: ‘إننا شعب يحب الحياة ويكره العنف رغم كل المعيقات والعراقيل والمعاناة التي يفرضها استمرار الاحتلال، شعب لديه من الإرث والتراث الثقافي والحضاري والإنساني، ما يمكنه من التعامل بجدارة وثقة مع كل التحديات والمعوقات، شعب لا يعرف الكلل أو الملل أو الضعف في سبيل تحقيق أهدافه وتطلعاته بالعيش بحرية وكرامة في وطنه، فما تقومون به هو وسام فخر واعتزاز، ليس لبلدية بيت لحم وحدها، بل لكل شعبنا الذي يدافع عن حقوقه بصبر وصمود وثبات’.
وقالت ‘إن أيدينا ما زالت ممدودة لبناء السلام، رغم كل الجرائم والحصار والاعتقالات والجدران والحواجز، باعتبار أن السلام يضمن وحدة الأمن والاستقرار وحسن الجوار لكافة شعوب منطقتنا ولشعبنا الفلسطيني في استعادة حقوقه في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية’.
وألقى ستيباشين كلمة نيابة عن رئيس روسيا الاتحادية فلاديمير بوتين، قال فيها: ‘أحييكم قلبيا لمناسبة افتتاح المدرسة الروسية الثانوية في بيت لحم، والتي ستُدرس فيها اللغة الروسية، والتي تم تشييدها بمعاونة روسيا الاتحادية والدعم النشيط من طرف رئيس دولة فلسطين محمود عباس.
وأضاف ‘إن العلاقات بين بلدينا لها تاريخ قديم، وإن مدينة بيت لحم لها مكان خاص في هذا التاريخ، وكانت روسيا تقيم دائما حسن ضيافة الحجاج الروس هنا، وفي القرنين التاسع عشر والعشرين بنت الجمعية الأرثوذكسية الإمبراطورية الفلسطينية عشرات المدارس والمستشفيات في الأرض المقدسة’.
وقال ‘لقد تحصل آلاف الفلسطينيين على التعليم العالي المجاني في الاتحاد السوفييتي، فأصبحوا أطباء ومهندسين وخبراء في كثير من المجالات، وقد خدموا ولا يزالون يخدمون وطنهم، واليوم تخصص روسيا أكثر من 100 منحة دراسية لتعليم الطلاب الفلسطينيين في الجامعات الروسية، وإن دولة فلسطين مستقلة وذات سيادة، والتي لا تزال روسيا الاتحادية في تأييدها تحتاج إلى معارفهم وخبراتهم’.
واعتبر افتتاح المدرسة الروسية إسهاما بارزا في تعزيز العلاقات الإنسانية بين البلدين، حيث يستطيع الطلاب الفلسطينيون من طلاب المدرسة توسيع آفاق أفكارهم بشكل ملحوظ، والتعرف على الإنجازات الكبيرة للثقافة الروسية الغنية للغاية، وسيرغب خريجو المدرسة في مواصلة الدراسة في روسيا.
واختتم الرئيس الروسي ‘أتمنى من صميم قلبي وروحي السلام والازدهار لأهل بيت لحم وللفلسطينيين جميعهم، ولطلاب المدرسة الجديدة النجاح في الدراسة’.
كما ألقى ستيباشين كلمة نيابة عن رئيس حكومة روسيا الاتحادية دميتري ميدفيديف، قال فيها: ‘يسرني أن أهنئكم بفعالية بارزة ألا وهو افتتاح مدرسة روسية في الأرض المقدسة، ستدرس فيها اللغة الروسية بشكل معمق’.
وأضاف: ‘إن تاريخ المدارس الروسية في فلسطين ابتدأ منذ عدة قرون، وقد ساعدت مدارس أسستها الجمعية الأرثوذكسية الإمبراطورية الفلسطينية في انتشار التعليم في الشرق الأوسط، ودرس مئات من الفلسطينيين في تلك المدارس وصاروا نخبة المثقفين العرب- علماء ومترجمين وشعراء وكتاب ومعلمين مشهورين’.
وقال ‘اليوم، وبعد 100 عام تقريبا، يعود هذا التقليد وتفتح مدرسة روسية جديدة أبوابها في مدينة بيت لحم القديمة المذكورة في الكتاب المقدس. ويستطيع أكثر من 500 طالب سنويا أن يحصلوا هنا على المعارف المعاصرة ويدرسوا اللغة الروسية وهي لغة الأدب الكلاسيكي العظيم والاكتشافات العلمية الشهيرة والاتصالات الدولية. وسيساعدهم ذلك في التعرف بروسيا وتاريخنا وثقافتنا بشكل أحسن’.
وأضاف ‘إنني على يقين أن افتتاح المدرسة الروسية لن يصبح رمزا للصداقة فحسب، بل سيساعد في مواصلة تطوير العلاقات الطيبة والقلبية بين شعبينا’.
وشكر كل من ساهم في إنجاز هذا المشروع بعمله وطاقته ومعرفته وخبرته، وتمنى لكل من سيعلم وسيتعلم في هذه المدرسة النجاح وكل التوفيق.
وقال ستيباشين في كلمته: ‘يسرني افتتاح هذه المدرسة التي بنتها روسيا، لتصبح رمزا لعودتنا ونقلة نوعية جديدة في التعاون بيننا، وللصداقة بين الشعبين الروسي والفلسطيني التي تمتد لقرون’.
وأضاف ‘لقد افتتحنا منذ سنتين المركز الروسي للثقافة والعلوم، واليوم نفتتح المدرسة حيث ستدرس اللغة الروسية، وقريبا سيبرز مجمع متعدد الأهداف يقوم بإنشائه رجال أعمال روس، ليكتمل مثلث الثقافة الروسي حول شارع ودوار الرئيس بوتين’.
وعبر ستيباشين عن امتنانه الخاص للسيد الرئيس محمود عباس وللأطراف الفلسطينية كافة، الذين لولا مشاركتهم ودعمهم لهذا المشروع لما أنجز، مشيرا إلى أن فكره إنشاء مدرسة تدرس فيها اللغة الروسية كانت من أحلام الرئيس عباس، وشكر رئيسي بلديتي بيت لحم الحالي فيرا بابون والسابق فكتور بطارسة عضوي الجمعية، لما بذلاه من جهد كبير لترى المدرسة النور.
بدورها قالت رئيس بلدية بيت لحم فيرا بابون: ‘بالنيابة عن مجلس بلدية بيت لحم أرحّب بكم جميعا في مدينة بيت لحم، في هذا الصرح العلمي الذي نحتفل بافتتاحه اليوم، نتقاسم معا لحظات من الفرح والفخر’.
وأضافت ‘نعم، لقد كانت وستبقى فلسطين بلادا ورسالة، إننا أبناء الرسالة السماوية والتاريخية وموطنها وأهلها، رسالة كان العالم ولا يزال بحاجة ماسة لها؛ ضحّينا جميعا من أجل دولة نستحقها، وهذه الدولة ليست فقط الأرض، إنها الشعب والحضارة والتاريخ والثقافة، فبالعلم نبني الدولة والإنسان، ونحافظ على الثقافة، وننقل لأجيالنا تاريخنا المجيد، وللمدرسة الروسية أهمية كبيرة في هذا المجال.
وقالت ‘إن هذه المدرسة لم تكن لتبصر النور لولا الدعم الكبير من رئيس دولة فلسطين محمود عباس، الذي قدم قطعة الأرض لبناء المدرسة عليها، وبارك البدء بعملية البناء، واسمحوا لي أن أنوب عن أهالي مدينة بيت لحم بتقديم الشكر والتقدير لفخامته؛ وأود أن أشكر أيضا رئيس دولة روسيا الاتحادية فلاديمير بوتين على دعمه المتواصل وتقديم التمويل لإقامة المدرسة، والشكر أيضا لرئيس الحكومة الروسية ديمتري ميدفيديف لدعمه وللبدء بهذه العملية سابقا، والشكر أيضا لكل الشعب الروسي الذي أضاف بدعمه هذا حلقة جديدة في العلاقة الفريدة التي تربط فلسطين بروسيا، وكذلك إلى رئيس بلدية بيت لحم السابق فكتور بطارسة.
وأشادت بابون، بدور الجمعية الإمبراطورية الأرثوذكسية الفلسطينية، التي سعت منذ تأسيسها لفتح المدارس التي توفر التعليم لأبناء المنطقة، فرسالتها هي رسالة إنسانية ثقافية تهتم ببناء الإنسان، وشكرت بشكل خاص رئيس الجمعية سيرجي ستيباشين على دوره وجهوده في هذا المجال.
وحضر حفل الافتتاح رئيس ديوان الرئاسة حسين الأعرج، ومحافظ بيت لحم جبرين البكري، ووزيرة السياحة رولا معايعة، والمستشار زياد البندك، ونواب محافظة بيت لحم، والسفير الفلسطيني لدى روسيا فائد مصطفى، وممثل روسيا الاتحادية لدى فلسطين الكسندر روداكوف، ومدير المركز الروسي للعلوم والثقافة، ورجال دين مسيحيون.