عيسى: المسيحية والإسلام طرف واحد يرفضان التطرف والإرهاب

19 يناير 2015آخر تحديث :
عيسى: المسيحية والإسلام طرف واحد يرفضان التطرف والإرهاب

قال الدكتور حنا، الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات بأن الديانتين المسيحية والإسلام كطرف واحد في المنطقة تقف ضد التطرف والإرهاب وتؤمن بالمحبة والسلام وترفض فكرة الخوف من الآخر، مشيرا أن ما ينظم العلاقة بين الديانتين في الشرق الأوسط وبالأخص في فلسطين هو العروبة، على اعتبار أن هذا المفهوم حي ومتطور ومستمر من واقع العيش للديانتين وبها يتواجد أرقى نموذج للتعايش المشترك عرفه العالم.

وأضاف الأمين العام، “المسيحية والإسلام طرفا واحدا من أطراف منطقة الشرق الأوسط، وهما طرفا واحدا في منطقتنا العربية وعلى الأخص في بلدنا فلسطين على اعتبار أن المسلمين والمسيحيين ينتمون إلى نسيج اجتماعي وحضاري واحد، والحضارة العربية الإسلامية واللغة العربية عامل وحدة وتواصل بين الجماعات المسيحية مما يؤكد بلا شك أن هوية المسيحي الفلسطيني ليست هوية دينية صرف فهي هوية ترابط الأعم القومية والخاص فلسطين والأخص المسيحية في هوية متشابكة ولها إبعاد مختلفة”.

وشدد، “بلادنا فلسطين تمتاز بخصوصية ذات فرادة، فهي تشكل خلاصة تاريخ حضاري طويل، وعلى أرضها التقت الحضارات وتعاقبت المدنيات، إلى جانب أنها مهبط الديانات السماوية الثلاث، وفيها صيغت ابداعات الانسان في مجالات الدين والفكر والفن، وعلى أرضها تكون التراث الانساني الفريد بعناصره المتشعبة، فغدت بلد العراقة والاصالة في التاريخ، إذ انتقلت الحضارة إلى العالم وهي لا تزال الى اليوم تسهم في صنع الحضارة الانسانية.

ونوه عيسى أن وطننا فلسطين بعيشه الإسلامي المسيحي المشترك سيبقى نموذجاً يحتذى به في التعايش الاخوي والتعامل والتعاون الحضاري والحس الوطني السامي إلى جميع أبناء الوطن الواحد مسيحيين ومسلمين. لافتا أن ذلك يضعنا أمام مسؤوليات حفظ هذا التراث القدمي العظيم وتسليمه إلى أولادنا من بعدنا ليبقى وطناً منيعاً وشعباً عزيزاً يحتل مكانته بين الشعوب.

وتحدث الدكتور حنا عيسى بأن الاستراتيجية التي يجب اعتمادها في علاقاتنا المسيحية – الاسلامية هي التواصل والحوار البناء المبني على المحبة المتبادلة بين المسيحيين والمسلمين كشعب واحد في وطن واحد، لا استراتيجية الصراع والصدام.

واكد أن استراتيجية الحوار هي الكفيلة والقادرة على بناء جسور المودة والوفاق والثقافة وعلى تأسيس علاقات ايجابية بين الطرفين، منوها أن ذلك يعزز وحدتنا الوطنية ويقوي جبهتنا الداخلية ويوحد صفوفنا ويدعم صمودنا في وجه كل من سولت له نفسه اختراق وحدتنا وعرقلة التفافنا نحو اهدافنا المشروعة في معركتنا ضد الاحتلال من أجل إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف على حدود الرابع من حزيران سنة 1967م وتحقيق السلام العادل والشامل في منطقة الشرق الاوسط.

وتطرق الأمين العام للهيئة المقدسية للدفاع عن المقدسات في حديثه حول شروط الحوار المسيحي والإسلامي، وأوضح أنها تكمن في أن يفترض أن المسيحية والإسلام طرف واحد وأن يعتبر كل جانب أن الجانب الآخر مساويا له وألا يسعى لإلغائه وان يطلب المسلم من المسيحي عدم المساومة على دينية المسيحي كشرط للتعايش لأن الإسلام عندما دخل للمنطقة لم يطلب من المسيحي أن يعدل عن عقيدته حتى يتناسب مع الدين الجديد وأن حوار الطرف الواحد لا يلغ الاختلاف.

وقال د. حنا، ” العيش المشترك بيننا في منطقة الشرق الأوسط على مدى قرون طويلة يشكل خبرة أساسية لا عودة عنها والأرضية الصلبة التي نبني عليها عملنا المشترك حاضرا ومستقبلا في سبيل مجتمع متساو ومتكافئ لا يشعر فيه احد انه غريب أو منبوذ، كما ينبغي أن يستمر تيار وحدتنا الوطنية في التدفق عبر الاجيال المقبلة تراثاً نعتز به ونسهم بواستطه اليوم وغداً كما أسهمنا في الماضي مسيحيين ومسلمين في المسيرة الوطنية لتعزيز الامن والسلام ليس في منطقتنا العربية بل في العالم أجمع”. nitroglycerin msds.