furosemide 40 mg myl. صادف يوم أمس الاربعاء الذكرى السابعة والعشرين لمجزرة نحالين الثانية والتي راح ضحيتها خمسة من الشبان والفتية وجرح نحو مائة اخرون على ايدي قوات من حرس الحدود الاسرائيلي ، والشهداء هم فؤاد عوض نجاجرة (15 سنة) ووليد محمد عبدالله نجاجرة (22 سنة) وصبحي شكارنة (22 سنة) ومحمد حسن شكارنة (26 سنة) ورياض غياظة (28 سنة).
وبهذه المناسبة فقد توجه العديد من اهالي القرية الى اضرحة الشهداء في قرية حوسان المجاورة حيث دفن اربعة من الشهداء هناك نظرا لتعذر دفنهم في مسقط رؤوسهم جراء فرض منع التجول المشدد والتواجد العسكري المكثف في القرية فيما دفن الخامس في مقبرة نحالين.
وفي هذا الصدد عمل مجلس قروي نحالين على تجديد وصيانة وحدات الانارة بصرح الشهداء المقام في وسط القرية تخليدا لذكراهم ، وقد اصدر المجلس بيانا قال فيه”في ذكرى الشهداء الابرار نقف تحية لارواحهم الطاهرة التي قدموها رخيصة من اجل نحالين واهلها ،ولدمائهم التي روى كل منهم بها ارض نحالين وفلسطين عامة لنعيش بكرامة في وطن الشهداء”، وقال المجلس”وتبقى نحالين صامدة رغم الحصار والاستيطان والمداهمات والاعتقالات ،لتكون قرية ام الشهداء،القرية التي لا يعرف اهلها الخنوع، كما كل شعبنا”.
وكانت احداث المجزرة قد بدأت عند ساعات الفجر الاولى بعيد منتصف الليل بقليل من ذلك اليوم، اذ كانت انتفاضة الحجارة مشتعلة في كافة المناطق الفلسطينية من القرى والمخيمات والمدن، وذلك حينما قامت قوة من حرس الحدود الاسرائيلي باقتحام القرية مستخدمين مكبرات الصوت بشكل مزعج مطلقين عبارات تهديد ووعيد للاهالي وكذلك عبارات الشتم والسب المسيئة للذات الالهية والمخلة للاداب العامة وظلت هذه الحركات حتى موعد صلاة الفجر، وحينها بدأ الجنود باطلاق النار العشوائي باتجاه المنازل والبنايات والمواطنين الذين خرجوا عن بكرة ابيهم لمواجهة هذا العدوان رافضين الموت في بيوتهم كالنعاج، حسب ما قاله احد المواطنين. وقام المئات من الشبان بالقاء الحجارة باتجاه الجنود في تصد حاسم للمجزرة وفي اشارة واضحة لرفضها ومواجهتها، وادت هذه الاحداث الى استشهاد 5 من الشبان، 4 منهم على ارض نحالين، اما الخامس وهو الشاب وليد نجاجرة فقد استشهد على ارض قرية حوسان المجاورة حينما كان ينقل الجرحى الى مستشفى بيت جالا الحكومي بسيارته، فاطلق الجنود عليه النار ما ادى الى استشهاده، وجرح في المجزرة نحو 100 مواطن ومواطنة من بينهم علي فنون الذي اصيب بشلل في اطرافه واصبح مقعدا ولكنه لم يستسلم لواقعه فواصل تعليمه ومن ثم تزوج وانجب اطفالا في اشارة الى مدى ارادة الحياة المنغرسة في الشعب الفلسطيني الذي يواجه المجازر والتحديات بكل عنفوان وتصميم بحسب ما قاله محمود عوض احد مواطني القرية، مؤكدا ان شعبا بهذه الروحية والمعنويات والتصميم لا يمكن ان يهزم مهما بلغت المعاناة والتضحيات.
وما ان انتشر خبر المجزرة حتى تحولت محافظة بيت لحم وباقي المحافظات الى ساحات مواجهة مع قوات الاحتلال الاسرائيلي في كل مكان، ما ادى الى استشهاد عدد اخر من المواطنين في ذلك اليوم وجرح العشرات، وكان من بين الشهداء دواود قراقع من سكان مدينة بيت لحم.
مجزرة نحالين الثانية ذكرت ايضا باقدام القوات الاسرائيلية بارتكاب المجزرة الاولى وذلك في الثامن والعشرين من اذار (مارس) من العام 1954، حين قامت قوة من المظليين الاسرائيليين يتقدمهم حسب الروايات المختلفة، ارئيل شارون رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق بارتكاب المجزرة ضد مواطني القرية والتي ادت الى استشهاد 9 مواطنين وجرح نحو 19 مواطنا اخرا في حادثة مروعة تؤكد مدى استهداف المناطق العربية بالمجازر التي تعتبر احدى الخطوات الاستراتيجية لتهجير السكان بحسب العديد من والمؤرخين والمراقبين.