يعشق الأطفال رقائق البطاطا المقرمشة التي تعرف باسم «تشيبس»، فهي من أكثر الأطعمة المحببة عندهم على الإطلاق نظراً إلى طعمها اللذيذ، ونكهتها التي يسيل لها اللعاب، وربما لصوت القرمشة الذي ينبعث من طحنها بين الأسنان وتستسيغه الآذان.
وتفيد دراسة بريطانية بأن 50 في المئة من صغار بريطانيا يتناول الواحد منهم كيساً واحداً من تشيبس يومياً.
قليلون هم الذين يدققون في محتويات كيس تشيبس، التي تضم إضافات أقل ما يقال عنها إنها تؤذي صحة آكليها من الكبار، فما بالكم بالصغار؟
ويصنع تشيبس من البطاطا بعد فرمها شرائح رقيقة، وبعد إضافة الكثير من المواد الحافظة والمنكهات والزيوت والسكريات إليها، ومن ثم يجرى قليها بالزيت بحرارة عالية قد تبلغ 180 درجة مئوية، وهذا كله يشكل خطورة على الفئة الأكثر استهلاكاً لها ألا وهي الأطفال، ويمكن تبيان هذه الخطورة من خلال المعطيات الآتية:
– تعطي رقائق البطاطا سعرات حرارية عالية تعد من أهم أسباب السمنة عند الأطفال، وغالباً ما يتم تناول تلك الرقائق مع جرعات كبيرة من المشروبات الغازية والسكرية التي تزيد من رصيد السعرات الحرارية.
– تحتوي رقائق البطاطا على نسبة عالية من النشويات، وإذا ما اعتمد الأطفال على هذه الرقائق كمصدر رئيس لغذائهم، فإن هذا يحرمهم من تناول أغذية صحية هم في أمس الحاجة إليها كونهم في طور النمو والتطور. وعلى هذا الصعيد كشفت دراسة قام بها علماء من جامعة كولورادو الأميركية، أن الأطفال الذين يكثرون من أكل النشويات المكررة هم أكثر تعرضاً لقصر النظر من غيرهم، أما السبب فعزاه البحاثة إلى تحريض النشويات على تحرير كميات غزيرة من هرمون الأنسولين، وهذا ما يترتب عنه انخفاض أحد البروتينات الذي يشارك في نمو العين وتطورها.
– إن رقائق البطاطا المقرمشة هي غذاء ثقيل يحتوي على نسبة عالية من الدهون، عدا عن أنها دهون مهدرجة سيئة السمعة ذات تأثير سلبي في صحة الطفل لأنها رديئة الجودة، ومعالجتها حرارياً يزيدها سوءاً، وقد تؤدي إلى مشكلات عدة، مثل ارتفاع الدهون في الدم، وعسر الهضم، والإمساك، والإسهال أحياناً. وهناك من يعتقد بأنها تسبب على المدى البعيد الإصابة بأمراض القلب الوعائية والسرطان.
– في رقائق البطاطا الكثير من الملح وعدد لا بأس به من المواد الحافظة والمنكهات والمواد الصبغية، التي غالباً ما تضاف إليها من دون التقيد بأية قيود وضوابط مدروسة، وهذا بلا شك له تأثيرات سلبية في الصحة.
– تمكن البحاثة من العثور على مادة الأكريلاميد في رقائق البطاطا المقرمشة، وهذه المادة التي اكتشفها باحثون سويديون هي مركب كيماوي يتكون في شكل طبيعي في مجموعة كبيرة من الأطعمة أثناء طهوها، ومن بينها رقائق البطاطا المقلية، وقد وجد الباحثون في التجارب التي أنجزت على حيوانات التجارب وجود رابط ما بين المستويات العالية من تلك المادة والسرطان وحدوث تلف في الخلايا العصبية.
إن موقف الأهل اللامبالي يساهم في إدمان الأطفال المرعب على تشيبس. صحيح أنه قد لا يمكن مقاومة الطفل ومنعه نهائياً عنه أمام الاستعطاف والتوسل، لكن يمكن على الأقل الحد من تناوله لمرة واحدة في الأسبوع، وحبذا لو تم إقناعه برفق ولين في هجرها نهائياً وتوجيهه صوب بدائل أخرى أكثر نفعاً للصحة. وقد يكون الحل الأفضل أن تصنع الأم بنفسها رقائق البطاطا، بحيث تختار مكوناتها، وتضيف إليها النكهات الطبيعية الصحية، وتقليها في الفرن بدلاً من غمرها بالزيت.