بقلم: جودت مناع
شعب جنوب أفريقيا والعالم أجمع المناضل الشجاع نيلسون مانديلا في مراسم غير مسبوقة شارك بها عشرات من زعماء العالم وتنتهي الأحد حيث سيوارى جثمان الراحل الكبير مثواه في القرية التي نشأ فيها طفلا. ومن الملفت للنظر أن رحيل مانديلا أعقبه بعض التصريحات المثيره للجدل ومن أبرزها التصريح الذي أدلى به رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي في فلسطين المحتله ومفادها أن مانديلا كان قدوه. فهل يعني تصريح نتنياهو أن مانديلا كان قدوة له؟ بالطبع أبدا لم يكن هذا القائد الفذ كذلك. عام 2003 تلقى الزعيم الراحل مانديلا دعوة من الكيان الإسرائيلي لزيارة القدس المحتله فرفض الدعوه واشترط أن يتلقى دعوة من الزعيم الراحل ياسر عرفات. في تلك الأيام اتصل بي الصحفي البريطاني جون باتريسبي الذي كان رئيسا لتحرير صحيفة (The Sun) وانتقل للعمل في فلسطين المحتله كمراسل لصحيفة “كريستشن ساينس مونيتور” ودعاني لمشاركته طعام الغداء مع سفير جنوب أفريقيا آنذاك. في غضون ذلك طرح موضوع دعوة مانديلا من قبل الكيان الإسرائيلي وطلب مني نقل رساله للزعيم عرفات كي يوجه دعوة له لزيارة فلسطين المحتله. التقيت بالرئيس عرفات في مكتبه المطل على شاطئ البحر المتوسط في مدينة غزه وتناولت معه وكبار معاونيه طعام الغداء ونقلت له تلك الرساله فأجاب عرفات: “إن توقيت الزياره لن يخدم القضية الفلسطينيه” وهو ما نقلته لسفير جنوب أفريقيا لاحقا ولم يقم مانديلا بزيارة فلسطين أبداَ. بد أن غادر مانديلا سجن “روبن آيلند” حيث أمضى فيه نحو 28 عاما، تلقى دعوة عام 1992 لزيارة الولايات المتحدة التي كانت أدرجت اسمه على قائمة “الإرهاب” واستقبل من قبل زعماء نيويور وشخصيات أمريكيه وقد حظيت بحضور اللقاء. خلا ذلك اللقاء وجه رئيس الجاليه اليهوديه اللوم لمانديلا بطرحه سؤال يطلب توضيحا حول علاقته بالزعيم الراحل ياسر عرفات زاعماً أنه (مانديلا) يقيم علاقة مع “إرهابي”. كان مانديلا واضحا في رده داعيا الزعيم اليهودي بأن لا يلقي عليه محاضره وواصفا الرئيس عرفات بأنه مناضل يدافع لأجل حرية شعبه وأنه
