في حين أن 40 ساعة أسبوعيا من العمل المكتبي كانت العرف، فإن ترتيبات مكان العمل أصبحت أكثر مرونة في السنوات الأخيرة.
تعرض الكثير من الشركات على موظفيها خيار العمل من المنزل والكثير منهم يقبلون هذا العرض بسعادة، نظرا لأنه يوفر لهم الوقت المهدر في المواصلات.
وبحسب أستاذ علم النفس الألماني كوني أنتوني، يتيح العمل من المنزل للمرء أن يكون أكثر مرونة ويحسن الميزان بين الحياة والعمل وكذلك خفض التوتر الناتج عن قضاء وقت في قطار مكتظ أو معلق في اختناق مروري يوميا.
غير أن العمل من المنزل يأتي بتحديات جديدة.
عندما يتحول منزلك فجأة إلى مكان للعمل قد يكون من الصعب تقرير متى يمكنك إيقاف كونك متاحا للعمل.
ويوصي خبير اقتصاديات العمل الألماني أوفوك ألتون بوضع قواعد صارمة للعمل في المنزل مسبقا. فوضع إطار زمني ثابت تكون متاحا فيه، مثلا، يسهل عليك غلق حاسبك الآلي في نهاية اليوم.
حتى أن بعض الشركات تغلق بشكل أوتوماتيكي مزودي البريد الإلكتروني من السادسة مساء أو لا توجه رسائل بريد إلكتروني عندما يكون الموظف في عطلة.
ويقول ألتون إنه إذا لم يكن هناك قواعد، يميل الموظفون للمبالغة في العمل. وأظهرت الدراسات أنه إذا لم يتم ترسيم الحدود بين العمل والوقت الحر بوضوح، يفقد الموظفون الحافز سريعا.
وفي حين أن بعض الأشخاص يمكن أن يستمتعون بالسلام والهدوء الناتجان عن العمل من المنزل، قد يفتقد آخرون الدردشة الملهمة مع الزملاء. وبالإضافة لذلك، قد يكون الأمر أكثر صعوبة لتقييم مساهماتك في الفريق عندما تكون تعمل من المنزل فقط.
وينصح أنتوني بالمزج بين الاثنين؛ فبدلا من العمل بالكامل من المنزل يمكن القيام بهذا مرتين أو ثلاث مرات في الأسبوع، ما يترك لك ما يكفي من الوقت للحاق بزملائك بينما تقلل أيضا الوقت الذي تقضيه في المواصلات.