نجح الشاب العشريني محمد النفار، في نشر ثقافة تناول القهوة الأثيوبية والإيطالية في قطاع غزة، بعد أن افتتح أول مشروع متخصص لبيع وتحضير القهوة المستوردة باحترافية عالية.
وأطلق النفار، وهو فلسطيني من مدينة غزة، يبلغ من العمر (28 عاما) وأب لطفل، اسم “كابريسو” على مشروعه، مختصرا لكلمتي (كوب- اسبيرسو)، كي تكون أكثر جذبا للزبائن.
ويقول النفار لوكالة أنباء “شينخوا” بينما كان يحضر كوبا من القهوة الإيطالية (الاسبريسو) “يوجد لدينا أكثر من 150 نوعا من القهوة يتم استيرادها معظمها من إيطاليا، وحوالي 33 نوعا من القهوة الخضراء يتم استيرادها من دول أخرى”.
وتتراوح أسعار الكيلو الواحد من القهوة ما بين 12 إلى 50 دولارا أمريكيا (الدولار يعادل 3.46 شيكل إسرائيلي).
ويضيف الشاب الذي يتمتع برشاقة وخفة أثناء إعداد الأكواب لزبائنه، “تعتبر القهوة الخضراء أكثر مبيعا في القطاع، خاصة الأثيوبية التي تتميز بطعم كلاسيكي ولذيذ يجذب الزبائن له”.
وتعتبر قهوة الأرابيكا الأثيوبية هي الأكثر رواجا بين سكان القطاع، الذين يفضلون تجربة مذاقها الغريب عليهم، على حد قول النفار.
ويوضح أن “الأسواق الغزية لم تكن تبيع سوى أربعة أنواع من القهوة وهي الهندية والكولومبية والبرازيلية والروبيستا”، معربا عن فخره وسعادته بجلب أكثر من 150 نوعا مختلفا لسوق القطاع.
ويشكو النفار من أن الحصار المشدد الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة منذ 13 عاما أثر بشكل سلبي على غالبية الصناعات، لكن ذلك لم يؤثر على مبيعات القهوة.
وما إن تطأ أقدام الزبائن المقهى حتى يشعرون بالفرح حيث تفوح رائحة القهوة الذكية التي يتم تحضيرها مختلطة مع رونق وتصميم وديكور المكان، حيث يتيح للزبائن التنقل بين أروقته بأريحية للإطلاع على أنواع القهوة المتنوعة التي يتم عرضها بأسماء غريبة لم يسمع بها من قبل.
وتطالع ياسمين أحمد (24 عاما) وهي من عشاق القهوة السمراء، الأنواع المختلفة أمامها وتتفحص أسماءها لتشتري ما يحلو لها.
وتقول ياسمين لـ”شينخوا” بينما تلتقط أحد أنواع القهوة بيديها، “أعشق القهوة وأفضل أن أجرب كل الأنواع التي من الممكن أن تتواجد في القطاع”، مشيرة إلى أن قيود السفر المفروضة على الفلسطينيين تمنعهم من زيارة بلدان أخرى وتجربة ثقافات أخرى في شرب القهوة.
وأضافت باستمتاع أن “تجد مكانا متخصصا لبيع القهوة المستوردة، والتي يتم تحضيرها وفق ثقافة البلد المنشأ، يساهم بشكل كبير في منحك شعور بأنك زرت تلك البلد يوما ما”.
وتتابع، بينما كانت تحمل في يدها كوبا من القهوة الإيطالية، “سعيدة جدا بتجربة نوع جديد من القهوة، فنحن كنا نفتقد أن نتعرف على أشخاص متخصصين بأنواعها، وتقديم نصيحة لي بتجربة ما هو غير مألوف في قطاع غزة”.
وأوضحت أنها تتناول يوميا ما لا يقل عن 70 جراما من القهوة، خاصة وأنها تعمل في شركة محلية لساعات طويلة، وتقول “نحن اعتدنا على هذا المشروب الذي يساهم بشكل كبير في زيادة التركيز”.
ويعتبر مشروب القهوة، من أساسيات الحياة اليومية لدى الغزيين، حيث يأتي قطاع غزة في المرتبة الثانية بعد لبنان في استهلاك القهوة.
ومن المتعارف عليه “بأن بلاد الشام من أكثر المستهلكين للقهوة في العالم العربي”، على حد تعبير النفار.
ويستهلك سكان قطاع غزة من 6-7 أطنان من القهوة يوميا، حسب ما صدر عن وزارة الزراعة في غزة، مشيرة إلى أن القطاع يستورد حوالي 2500 طن من حبوب القهوة سنويا.
واعتبرت الوزارة في بيان أن استهلاك القطاع للقهوة يأتي ضمن المعدلات الطبيعية، على الرغم من وجود زيادة نسبية في استهلاك القهوة في الآونة الأخيرة.