خلت العائلات الإيطالية في بلدة ريفيلو عن تقليدها المرور أمام التوابيت المفتوحة لإلقاء الوداع الأخير على المتوفى خلال مراسم الجنازة.
فقد أصبحت التوابيت تغلق مباشرة في مشرحة أحد المستشفيات قرب هذه البلدة الصغيرة الواقعة على الحدود الفرنسية.
ويدرك الجميع في ريفيلو أن الأمر أكثر أمانا بهذه الطريقة، إذ إن العديد ممن لقوا حتفهم في شمال إيطاليا الذي ضربه الوباء أولا، أصيبوا بفيروس كورونا المستجد.
وقال جانبييرو بالميرو صاحب مكتب يقدم خدمات دفن الموتى في ريفيلو لوكالة فرانس برس “الأمر أصعب من الناحية العاطفية”.
وقد حظرت الجنازات الكبيرة في إيطاليا منذ أكثر من شهر بسبب المرض الذي أودى بحياة أكثر من 26 ألف شخص في البلاد منذ شباط/فبراير.
ولا يعرف عدد الضحايا الحقيقي لأن العديد من المسنين الذين توفوا لم يخضعوا لفحص كورونا.
وتعني ترتيبات الجنازة السريعة أن العائلات المحزونة لا تملك الوقت الكافي لتوديع أحبتها.
وقال بالميرو “نحن نعيش في أوقات غير طبيعية. هناك طلب متزايد على خدماتنا”.
وتقترب إيطاليا بحذر من اللحظة التي تكون فيها مستعدة لرفع بعض القيود المفروضة على الحياة اليومية.
وقد يسمح للأشخاص بالعودة إلى الشوارع بدءا من الرابع من أيار/مايو، كما من المحتمل إعادة فتح عدد أكبر من المتاجر والكنائس.
لكن إيطاليا لم تصل بعد إلى هذه المرحلة وما زال بالميرو يجمع الجثث في المستشفى في سالوتسو القريبة.
وهو أوضح أن “الجثث ملفوفة في كفن. نضع الجثة في التوابيت ونغلقها فورا”.
وقد لوحظ تطبيق تدابير التباعد الاجتماعي في محرقة الجثث حيث يسمح بدخول شخص واحد فقط في كل مرة.