هكذا تحدث طلال أبو غزالة عاشق فلسطين

25 يونيو 2020آخر تحديث :
هكذا تحدث طلال أبو غزالة عاشق فلسطين
هكذا تحدث طلال أبو غزالة عاشق فلسطين

بقلم: يوسف محمود

فلسطين أرضي وروحي وَعِرْضِي.. أموتُ لفرضي ويحيا الوطن
.

حين يتحدث طلال أبو غزالة، على كل فلسطيني داخل فلسطين أو خارجها أن ينحني إجلالاً لصاحب هذه القامة الوطنية العملاقة لأن حديثه يخاطب الوعي الإنساني.


قبل أيام اسمتعت إلى حديث مستفيض له عبر محطة RT، كان حديثه موضوعياً يردّ فيه على تخرّصات رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو بأن لإسرائيل تاريخاً في فلسطين يرجع إلى ألفي سنة وحتى العام 1948.


تساءَل أبو غزالة: أَرِني أية وثيقة تثبت ذلك، ولماذا تركتم هذه الأرض! 
كيف يتم التفاوض مع محتل احتل أرضك! 
كل عمليات التفاوض مرفوضة في رأيه لأنه محتل أرضاً لا يملكها.


وفي نقده لصفقة القرن تساءَل الرجل وهو يشير إلى الرئيس الأمريكي ترامب: كيف يسمح لنفسه أن يعطي من لا يملك أرضاً لمن لا يستحق! 
انتقد طلال أبو غزالة الخطأ الاستراتيجي حين أصرّ الجانب الإسرائيلي المفاوض في أوسلو على تسمية «السلطة» بالفلسطينية دون وصفها بـ”الوطنية”. لأن صفة «السلطة الفلسطينية الوطنية» تمنح الفلسطينيين حق الأرض وهذا ما ترفضه اسرائيل المحتلة.


ابن يافا المحتلة تحدث عن النبوغ الفلسطيني والأعداد الكبيرة ممن حقّقوا إنجازات علمية خدمت الحضارة الإنسانية من عمالقة في الطب والهندسة وشتى المجالات العلمية الأخرى.
 هذا الوطني البارّ تسكنه فلسطين، مفتاح بيتهم في مدينة يافا المحتلة يحتفظ به مُعلقاً أعلى مكتبه. متفائل بعودة هذا الشعب إلى أرضه السليبة طال الزمان أم قصر.


هو يثق بقدرات هذا الشعب وإصراره على العودة إلى أرض أجداده. هو ليس ضد التعايش مع اليهود الذين كانوا يسكنون فلسطين إبان الانتداب البريطاني عليها وليس عُنصرياً بالمطلق. لكنه ضد الاحتلال البربري وطرد وتهجيز الفلسطينيين من أرض آبائهم وأجدادهم. ما حدث في الماضي – كما يرى أبو غزالة – من تهجير قَسْري لن يتكرّر.

وهنا يستذكر امرأةً فلسطينية عجوزاً هدم الاحتلال بيتها ورفضت الجلاء عنه مُتشبّثةً بحجر من حجارة البيت جلست عليه مُبديةً إصراراً منقطع النظير. تذكّرتُ حينها مشهداً مماثلاً لحاج من قباطية يدعى عبد الرحمن نزال – رحمه الله – حين أراد أفراد العصابات الإسرائيلية هدم بيته بحجة أنه يُؤوي الفدائيين. وإزاء رفضه جَرّوه إلى خارج البيت وداسوا على عنقه ليستسلم، لكنه أبى وهو يقول لهم: لن تهدموه إلاّ على جثّتي!

أيّ انتماء للأرض يفوق هذا الانتماء! 
هذه نماذج من بطولات هذا الشعب الذي يأبى أن يكرّر مأساة 1948 بتمسك دياره ولو قَسْرياً. 
شعب يؤثر الموت على أرضه دون أن يغادرها.

طلال أبو غزالة عاشق لفلسطين. لا تغيب لحظةً عن ذاكرته. ملاعب طفولته فيها. حنينه إلى هذه الملاعب لا يعدله حنين. لسان حاله يقول دوماً «لا شيء يعدل حبّ الوطن».
ساحل فلسطين الوضّاء يضاعف من هذا الحنين.


طلال أبو غزالة تحية من الأعماق.

عن “الدستور” الأردنية