آباء يعيقون تطور أطفالهم بتصرفاتهم

18 أغسطس 2020آخر تحديث :
آباء يعيقون تطور أطفالهم بتصرفاتهم

يميل الآباء الحريصون على مساعدة أطفالهم إلى التدخل سريعا. فعند مشاهدتهم خلال معاناتهم في ارتداء ملابسهم بأنفسهم، على سبيل المثال، قد يقوم الأب بسحب الجورب لجعل العملية كلها أسهل وأكثر سلاسة. أو عندما يتشاجر الأطفال، سرعان ما تتدخل الأم.

والمصطلح الذي يطلق على هذه المساعدة حسنة النية هو الآباء كاسحو الثلوج، حيث يمهدون الطريق أمام الطفل حتى لا يعترض طريقه شيئ.

ويقول الخبراء إن هذا غير مفيد على الإطلاق ويمكن أن يقلل إيمان الطفل في قدراته على حل المشاكل.

يقول المعالج النفسي رالف شليفينتس إن الأطفال يمكن أن يشعروا بالاطمئنان إذا ما أصلح الآباء كل مشاكلهم، مضيفا “ولكن في النهاية هذا النوع من السلوك لن يساعد الطفل على التطور”. ولن يساعد صغيرك على أن يصبح قادرا على حل المشاكل، وخاصة عندما تكون كبيرة ، فالحياة مليئة بالتحديات.

الأطفال الذين يتغلبون على التحديات بأنفسهم يشعرون بالفخر والسرور. وبدون هذا الرضا قد ينمو الطفل قلقا وساخطا.

غالبا ما يريد الصغار فعل الأشياء بأنفسهم، وأحيانا يمكن لطموحهم ان يخرج عن السيطرة قليلا. ولكن الآباء الذين يقيدون هذه النزعة سوف يجدون أطفالهم قد صاروا أقل اعتمادا على النفس .

لا يمكن للآباء البدء مبكرا للغاية بالسماح للصغار بفعل أشياء دون مساعدة. فعلى سبيل المثال يمكن مساعدة الأطفال على الطهي وبالطبع في مهام ملائمة لتطورهم، بحسب أولريك ريتسر زاكس وهو مستشار توجيه تربوي. ويقول: “لن تعطي طفل في الثالثة من العمر سكينا حادا، ولكن قد تسمح لطفل في الخامسة من العمر بتقطيع الأشياء”.

ويقول ريتسر زاكس الذي يعمل لصالح هيئة الاستشارات الإلكترونية في الرابطة الألمانية للاستشارات التربوية، إن مسألة إشراك الأطفال والسماح لهم بالقيام بالأشياء بأنفسهم تظل مهمة خلال مرحلة التطور الكامل للطفل.

وهذا يعني لا تنتظر حتى يصبح الصغير مراهقا لتسمح له بفعل الأشياء دون مساعدة. ويقول الخبراء هذا متأخر للغاية.

وفي النهاية يحتاج الآباء إلى التفكير لأن كونهم كاسحو الثلوج هو أسهل خيار، بحسب شليفينتس.

ويقول إن الأمر لن يكون سهلا هكذا للأبد، ففي مرحلة ما سوف ينتهي بالمطاف بالآباء قائلين: “لن أصلح ما أفسدته”. وقد يسألون أنفسهم حينها هل قيامهم دوما بتسهيل الأمور على أطفالهم كان يستحق الوقت الذي تم توفيره؟