هل يعود خالد مشعل قائداً لحماس؟

بقلم: محمد خروب

ليس من المُبكر الحديث عن «ملف» كهذا بات قيد التداول, مع اقتراب موعد نهاية ولاية اسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي للحركة في أيَّار القريب، خاصة في ظل النشاط اللافت الذي يُبديه مشعل في هذا الإتجاه, وما تحظى به طروحاته من تغطية إعلامية بعد تراجع الأضواء عنه إثرصعود الثنائي «الغَزِّيّ» هنية ويحيى السنوار, حيث الأخير احتل الموقع الذي شغلَه هنية قبل تصعيده إلى رئاسة المكتب السياسي, وهو قائد حماس في القطاع.



لم يعد خافيا على أحد مغادرة هنية «المُربع» الذي استقرّ فيه مشعل طوال «عقدين» من رئاسة مكتب حماس السياسي (تولى رئاسته منذ 1996 حتى أيَّار 2017), وتبدّى في عمل هنية الدؤوب لوصل ما قطعّه مشعل مع عواصم عربية وإقليمية, وفي مقدمتها طهران (زارها هنية) وبيروت والى حد ما دمشق (دون نسيان أنقرة كـ«مرجعية»)، ما أثار قلق ومخاوف بعض العواصم الإقليمية, وما قد يترتّب على التموضع الجديد لحماس في محور المُمانعة.



وإذ لفت هنية الذي اختار البقاء خارج قطاع غزة والاستقرار (وعائلته) في عاصمة خليجية, لإدارة ملف العلاقات الخارجية بعد التطورات الإقليمية المُتلاحقة, وبروز تداعيات صفقة القرن على المشهدين الفلسطيني والاقليمي وبخاصة مُخطّط الضم، نقول: لفت هنية في ردٍ على سؤال ما إذا كان مشعل سيُنافس على رئاسة المكتب السياسي, قائلاً باقتضاب: من حق كل عضو في حماس ترشيح نفسه للموقع، فإن ما بدأ مشعل يطرحه من مواقف وبخاصة ما قاله على هامش «منتدى الفكر العربي» الذي عُقد في لندن, والذي حظى بمتابعة إعلامية لافتة محمولة على إقرار خفي بأنَّ ذلك يعكس تصاعداً في حدة التنافس على الرئاسة, إذ اقترح مشعل، تفعيل برنامج وطني يقوم على “إطلاق المقاومة الفلسطينية والمواجهة الشاملة مع الاحتلال”، في الوقت ذاته الذي أعاد فيه إنتاج طروحاته السابقة في شأن معالجة “أزمة المشروع الوطني الفلسطيني”، عبر “خريطة طريق تعيد له الاعتبار, من أجل تعزيز الوحدة وإطلاق الطاقات من أجل التحرير والاستقلال”.



وإذ تبدو اقتراحات مشعل مكرورة وعمومية, طالما نادى بها أكثر من مسؤول بمن فيهم مشعل وهنية والسنوار, فإن اعادتها بالمفردات والمصطلحات ذاتها في هذا الوقت الخطير الذي يمر به المشروع الوطني الفلسطيني, يستدعي التساؤل عن سر التوقيت الذي اختاره مشعل لإمتطاء برنامج “مُقاوِم” يتبنى المقاومة الشاملة مع الاحتلال، رغم انخراط حماس والجهاد الإسلامي في الاجتماعات التي تعقدها السلطة الفلسطينية في رام الله بمشاركة الفصائل كافة, وما يدور داخلها من نقاشات تبدو في ظاهرها مُجمعة على رفض الضم وإدانة محاولات التطبيع, وتنحو نحو تفعيل المقاومة الشعبية ومقاطعة الادارة الاميركية بانتظار حدوث “إنقلاب” في البيت الأبيض يطيح ترامب وعصابته.



عودة مشعل لن تكون مُعبّدة بالورود, رغم الدعم الذي قد توفره له بعض العواصم الإقليمية, في ظل ارتفاع اسهم هنية وارتياح «نسبي» لمواقفه، مع عدم استبعاد «نزول» بعض المُنافِسين قد يكون لبعضهم, هدف تشتيت الأصوات وضمان بقاء هنية أو ترجيح كفّة مشعل.



عن “الرأي” الأردنية

عن Amer Hijazi

شاهد أيضاً

العرب وإسرائيل وبناء السلام الإيجابي

بقلم:د. ناجي صادق شراب الفرضية الرئيسية التي يقوم عليها البناء الإيجابي للسلام، هي العمل على …