رغم بُعدها إلا أنه كان يسهل الوصول إليها، فسواء كانت المكسيك أو الولايات المتحدة أو كينيا أو فيتنام أو نيوزيلندا، صارت الدول التي كانت على مسافة ساعات قليلة بالطائرة بعيدة المنال حاليا لكثير من السياح.
ما أثر هذا على هؤلاء ممن يحنون للسفر؟
تقول إليسافيتا شادرين-إسه: “قبل فيروس كورونا، كان حب السفر ظاهرة إيجابية بحتة بالنسبة لي، وطريقة للهروب من الحياة اليومية في ذهني، وأحلام بالسفر يمكن تنفيذها بكل شكل من الأشكال”.
وتمضي قائلة: “خلال كورونا، عرفت الشوق المحبط للسفر، الشوق للعالم الأجنبي الذي تقيده قوى خارجية ويجب أن يظل معلقا، لفترة مؤقتة على الأقل”. ولهذا السبب، بالنسبة لها، لا يمكن وصف الشعور الحالي حقا بأنه رغبة قوية في السفر.
تعرف شادرين-إسه ما تتحدث عنه فهي ناشرة ورئيسة تحرير مجلة السفر الألمانية “فيرنفيه كوليكتيف” ومقرها برلين.
وفي الواقع، الرغبة في السفر هو شعور غامض يعيد المسافرون استكشافه حاليا في وسط الجائحة العالمية.
ولكن ما هي المسافة التي تحرك الرغبة في السفر؟
تقول شادرين-إسه إن البعد عن المكان الذي تعيش فيه ليس المحك، ولكن فرصة المرور بتجربة مختلفة. وتضيف “بالتالي أفترض أن الرغبة في السفر إلى هيدينسي أو تيرول غير نموذجية للأشخاص الذين يعيشون في ألمانيا”، في إشارة إلى جزيرة ألمانية في بحر البلطيق ومنطقة الألب النمساوية. وترى السفر إلى مناطق قريبة كرغبة في استكشاف المحيطات المحلية.
هل الرغبة القوية في السفر كافية لقضاء العطلات لبدء السفر إلى قارات جديدة عندما تنحسر الجائحة؟ هذا ليس معروفا بعد.
ويعتقد الباحث في مجال السياحة، هورست أوباشوفسكي أن الأشخاص الذي يأخذون الكثير من العطلات قد يعيدون التفكير في نهجهم .
ويقول: “إنهم سوف يدركون أنه خلال أزمة فيروس كورونا، لم تعد رحلات المسافات الطويلة في المتناول”.
ويتوقع أن البعض من المحتمل سوف يبدؤون في اعتبار تبني أسلوب حياة وأسلوب سفر جديدين، أسلوب يشمل السفر بشكل أقل تكرار وإلى مقاصد أقرب إلى الديار.