حديث القدس
الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة تسير من سيئ الى أسوأ جراء ممارسات وانتهاكات الاحتلال الاسرائيلي التي ترقى لمستوى جرائم الحرب التي يعاقب عليها القانون الدولي الانساني ومحكمة جرائم الحرب في لاهاي.
فالأوضاع في الضفة الغربية، بما فيها القدس، حدث ولا حرج. فهدم المنازل شبه يومي، ومصادرة الاراضي وبناء المستوطنات وتوسيعها هي الأخرى يومية، واعتداءات قطعان المستوطنين على البلدات والقرى واقتلاع الأشجار وكتابة الشعارات العنصرية المعادية للفلسطينيين هي الأخرى يومية، الى جانب الحواجز العسكرية التي هدفها إذلال ابناء شعبنا، وكذلك اعتداءات القوات التي على هذه الحواجز باتت لا تطاق.
وفي القدس، فإن محاولات تهويدها وطمس معالمها جارية يومياً، وقد تضاعفت في أعقاب اعتراف الادارة الاميركية بالمدينة عاصمة لدولة الاحتلال، كما ان استفزازات المستوطنين للأهالي يومية الى جانب الاعتداءات على المسجد الأقصى والاستيلاء على المنازل في البلدة القديمة وسلوان والشيخ جراح، وكذلك عمليات الهدم والتجريف وغيرها من الانتهاكات التي تجري وسط صمت دولي رهيب، وكأن دولة الاحتلال هي الحاكم بأمره على مستوى العالم.
وفي قطاع غزة فإن الحصار البري والبحري المتواصل منذ حوالي ١٤ عاماً، خلف الفقر المدقع والامراض ووصلت نسبة البطالة هناك الى اكثر من ٦٥٪ وهي أعلى نسبة في العالم، لدرجة ان الاوضاع اذا ما بقيت عليه فإن هذه البقعة من الارض الفلسطينية ستصبح خلال سنوات قليلة غير صالحة للعيش الآدمي.
وجميع ممارسات الاحتلال تهدف الى جعل المواطنين يرفعون الراية البيضاء، بعد ان يتم تهجير ما يمكن تهجيره، الى خارج بلادهم، إما طوعاً بسبب عدم قدرتهم على تحمل هذه الممارسات والجرائم المرتكبة بحق الجميع أو إرغامهم على ذلك من خلال مواصلة وتصعيد الاعتداءات، سواء من قبل قوات الاحتلال أو من قبل قطعان المستوطنين الذين تعتبرهم دولة الاحتلال القوة الضاربة أو الذراع الضارب للمواطنين في الضفة الغربية بدعم وحراسة قوات الاحتلال التي تساندهم وتغض الطرف عن جرائمهم المرتكبة.
كما ان هنالك الاعتقالات اليومية التي تمارسها سلطات الاحتلال ضد ابناء شعبنا والتي تطال الصغار والكبار والنساء والامهات، ومحاصرة البلدات والقرى وإطلاق النار على الشبان خلال المواجهات مع هذه القوات أثناء اقتحامها لهذه البلدات والقرى وكذلك المدن.
غير ان دولة الاحتلال تتجاهل أن شعبنا، الذي قدم التضحيات الجسام على مذبح قضيته الوطنية، لديه الاستعداد لتقديم المزيد منها حتى تحقيق أهدافه الوطنية في الحرية والاستقلال الناجزين، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. وهو مؤمن إيماناً مطلقاً بأن هذه الأوضاع السيئة والتي تسير الى الأسوأ لا يمكنها ان تستمر، مهما حاول الاحتلال من تصعيدها.
فشعبنا سيبقى صامداً فوق تراب وطنه ولن يرحل كما يتوهم قادة الاحتلال، وانه سيتغلب على كافة الصعاب والعراقيل التي يفرضها عليه الاحتلال الغاشم. والزمن هو في النهاية لصالح الشعوب ولصالح شعبنا. فشعبنا لن يهزم ولن يستسلم ولن يرفع الراية البيضاء مطلقاً.