حديث القدس
نحن نمر حالياً في مرحلة من أصعب مراحل نضالنا وتطلعنا لإقامة دولتنا وعاصمتها القدس والخلاص من نير الاحتلال المتغطرس.
بداية نلاحظ تصاعد التطبيع بين اسرائيل وعدد من الدول العربية، وقد وقعت دولة الامارات العربية قبل يومين، اربع اتفاقيات تطبيع مع اسرائيل وسيتم قريباً فتح سفارتين في تل أبيب وأبو ظبي، كما ان السودان دولة مرشحة لإقامة علاقات مع اسرائيل بعد البحرين والامارات، كما ان دولاً عربية خليجية اخرى هي ايضاً على طريق التطبيع.
ولقد اثارت اسرائيل خطراً مزعوماً يتمثل بإيران، وقد اخذته دول الخليج ذريعة للتطبيع، كما ان السعودية سمحت للطيران الاسرائيلي بالعبور في اجوائها الطويلة، انطلاقاً من تل أبيب باتجاه ابو ظبي.
والادارة الاميركية برئاسة ترامب تقدم كل ما يمكن من الدعم والتأييد لإسرائيل، ومع اقتراب انتخابات الرئاسة فإن الركض وراء دعم وتأييد اللوبي الصهيوني يجعل هذه الادارة أداة في يد الاحتلال، وكان ترامب، كما هو معروف، اقترح مبادرة اطلقوا عليها بـ «صفقة القرن» لتحقيق السلام الفلسطيني الاسرائيلي ولقد رفضناها لانها تتنكر لأبسط حقوقنا، وهم رغم ذلك يدعون اننا لا نريد السلام.
نحن اذن نواجه هرولة عربية نحو التطبيع وانحيازاً اميركياً أعمى لإسرائيل، ومع هذا يظل الانقسام سيد الموقف رغم كل الأحاديث عن مشاورات واتصالات لتوحيد الصف واستعادة الوحدة الوطنية.
اننا نسمع كلاماً وتصريحات شبه يومية من كثير من المسؤولين ولكنها صارت مكررة جداً وليس لها أي قيمة أو أهمية ولم يعد المواطن يعيرها أي اهتمام. ومسؤوليتنا الكبيرة تتمثل باستعادة الوحدة الوطنية سريعاً وعقد اجتماعات جادة وبموضوعية وبمشاركة كل القوى والمنظمات، واتخاذ القرارات والمواقف الواجبة التي تعيد الاهتمام العربي والاقليمي والدولي لقضيتنا ولكي نقف بقوة وصمود حقيقي أمام هذه التحديات المصيرية، وكفانا خطابات وتصريحات …!!