بقلم: الدكتور فايز الربيع
ليس أسرع ولا اجرأ من العرب حكاماً ومحكومين من إدانة الإرهاب أياً كان مصدره وحيثما كان مكانه والأصل في الأرهاب هو بضاعة ثم صناعتها وتغليفها وتوريدها من غير البيئة الحاضنة لها وهو الإسلام النقي الذى يرفض كل اشكال التطرف ويعيب على الآخرين إن سلكوا هذا المسلك.
إرهاب الدول والمنظمات المدعومة من الحركة الصهيونية على مستوى العالم ما تم ممارسته في البلدان العربية بكل الحجج الواهية كان ارهاب دول تم تبريره بدم بارد بأنه كان خطأ تاريخياً، المسلمون الذين يذبحون عبر العالم وعلى مرأى من العالم لم يسم الارهاب الذى مورس عليهم لا ارهاباً بوذياً ولا هنديا ولا مسيحياً وأنا لا ابرر فقط عندما يتصرف مسلم لنقل ذلك تصرفاً فردياً مدانا يسمى الإرهاب الاسلامي علانية وتعلن الحرب المستترة الى العلن (الإسلام يعيش في أزمة) عن أي ازمة يتحدث الرئيس؟ عن ازمة العقيدة ام الاخلاق ام الفكر ام النظره الى الانسان والكون والحياة؟
المسلم متصالح مع نفسه، اقرأ ان شئت ما يتكلم به عشرات الالاف من الذين يسلمون في بلادكم ماذا يقولون كنا في أزمة وأصبحنا في نعمة هكذا هم يقولون. الاسلام لا يبرر القتل العمد بأي حال من الأحوال ولا يعطي الفرد حق القصاص لنفسه. الإسلام حرم قتل الطيور وقطع الشجر في فترة زمنية محددة الاسلام يعتبر حق غير المسلم ان كان في دياره واجب الحماية ولكنه ايضاً اسلام يحمى نفسه ومواطنيه.
لقد أقام الرسول صلى الله عليه وسلم اول وثيقة مكتوبة في الجزيرة هي دستور المواطنة بغض النظر عن الدين . أعود فأقول إنكم تخافون من هذا الإسلام رغم ضعف ابنائه وتآمرهم عليه.. لقد اسميتموه الخطر الاخضر وحذرتم من انتشاره في اوروبا واميركا ولذا اعلنتم الحرب عليه وتدفعون المليارات للأعلام والمنظمات المعادية وهو يحارب وحده بقوته الذاتية وبساطته ونقائه وأحياناً بجهود فردية من الغيورين عليه الذين تحاصرونهم أيضاً وتحاصرون كل منظمة او جمعية مهما صغرت بحجة دعم الإرهاب.
المسلمون يعتقدون ان المستقبل لهذا الدين ولن نستطيع ان نقدم التكنولوجيا المتقدمة والحضارة المادية الواسعة ولكن نستطيع ان نقدم هذا الدين ضمن تعارف الحضارات وتآلف الحضارات وتفاهم الحضارات وليس ضمن صراع الحضارات. نحن نعلم أن في الغرب مفكرين عقلاء بعكس الساسة الذين يرون الحروب سبيلاً للاقتصاد ونهب الثروات لا بد من تلاقي مفكري المسلمين ومفكري الغرب مجدداً تحت اي مظلة يمكن أن نسميها (العقول تتحاور) (ابناء الحضارات يتحاورون) ووضع ميثاق شرف لمستقبل أفضل للعالمين الإسلامي والغربي.
عن “الرأي” الأردنية