باتت السعودية الخميس ثالث دولة في منطقة الشرق الأوسط تستضيف جائزة ضمن بطولة العالم للفورمولا واحد، بعد الإعلان رسمياً وللمرة الأولى عن إقامة سباق ليلي في مدينة جدة على البحر الأحمر في تشرين الثاني/نوفمبر 2021.
وسيقام السباق الافتتاحي في ثاني أكبر مدن المملكة من حيث عدد السكان، على كورنيش المدينة الساحلية، لكن هناك خططاً للانتقال إلى حلبة مخصصة مستقبلاً، بحسب موقع فورمولا 1، ولا يزال يتعين تأكيد المسار النهائي للجائزة.
وقال وزير الرياضة السعودي الأمير عبد العزير بن تركي آل سعود في مؤتمر صحافي لإعلان الحدث إن “هذه الاستضافات مكملة لحزمة من الاستضافات الرياضية (…) في ظل رؤية المملكة 2030 وبدعم لا محدود من قيادتنا الكريمة وبالأخص من سمو ولي العهد” محمد بن سلمان”.
وأضاف الوزير “كنا نحلم بمشاهدة هذه الأحداث الرياضية على الشاشة، والآن أصبحت على أرض الواقع”، مشيراً إلى أن الاستضافة “تؤكد وجودنا في الأحداث العالمية الكبرى”.
وتابع أن هذا الحدث “لن يكون تسلية (…) بل سيأتي أيضاً بأهم مصنعي السيارات في العالم”، مؤكداً أن ذلك “يضيف إلى مكانة المملكة واستعدادها لاستضافة أكبر الأحداث الرياضة والثقافية وغيرها”.
بدوره، أكد رئيس الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية الأمير خالد بن سلطان العبدالله في تغريدة أن السباق سيقام في 28 تشرين الثاني/نوفمبر 2021.
واعتبر بن سلطان خلال المؤتمر الصحافي أن “استفدنا كثيراً من تنظيم فورمولا إي ورالي دكار، وسنقوم بالافادة من تلك الخبرات في الحدث الحالي”.
وسيكون هذا السباق الذي يأتي في إطار شراكة تمتد 15 عاماً، ثالث سباقات فورمولا واحد في منطقة الشرق الأوسط، بعد جائزتي البحرين الكبرى، وأبو ظبي الكبرى.
ورغم أن هذه الاستضافة هي الأولى للسعودية، غير أن تاريخها بالتواصل مع فورمولا 1 يعود إلى العام 1987، عندما قامت شركة الطيران السعودية وشركات أخرى برعاية فريق وليامس.
وفي الآونة الأخيرة، استضافت المملكة فورمولا إي ورالي داكار. وكانت شركة أرامكو السعودية الرائدة عالمياً في مجال الطاقة والكيميائيات، شريكاً عالمياً في فورمولا 1، إذ قال الجانبان إن الشراكة بينهما لديها القدرة على تطوير وتسريع المزيد من الخطط نحو التوصل إلى العمل بالطاقة المستدامة.
وقال رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي للفورمولا 1 شايس كاري “نحن متحمسون جداً لاستقبال السعودية كدولة مضيفة جديدة لأحد سباقات موسم 2021، وسعداء بهذا الإعلان الرسمي”.
وأضاف أن “السعودية تنمو بشكل كبير لتصبح مركزاً أساسياً للرياضة على مستوى العالم (…) هي منطقة مهمة جداً لنا خصوصاً أن شعبها يضم نحو 70 في المئة من الشباب تحت سن الثلاثين عاماً، ولهذا فإننا متحمسون للتواصل والتفاعل معهم”.
ورغم ذلك، لم يسبق لأي سائق سعودي أن شارك في سباقات فورمولا 1، ولكن السعودية أسيل الحمد تمكنت من قيادة سيارة رينو قبيل انطلاق جائزة فرنسا الكبرى في العام 2018.
ومنحت الحمد تلك الفرصة في اليوم نفسه الذي أعلنت فيه السعودية السماح للنساء بالحصول على رخصة لقيادة السيارات.
وإلى جانب فورمولا إي ورالي داكار الذي اقيم في البلاد للمرة الاولى مطلع العام الحالي، استضافت السعودية بطولات كبيرة في رياضات أخرى، على غرار كأسي السوبر الإسبانية والإيطالية في كرة القدم، جولات غولف أوروبية للرجال والسيدات، المصارعة الحرة، الملاكمة، وكرة المضرب، إضافة إلى بطولات الاتحاد الدولي للفروسية.
ومن المقرر أيضاً أن تستضيف المرحلة الأولى “إكستريم إي” عام 2021 لسباق الطرقات الوعرة، والتي يمتلك فيها بطل الفرومولا 1 البريطاني لويس هاميلتون فريقاً.
وضاعفت المملكة خلال السنوات الأخيرة سعيها في الأحداث الرياضية الكبرى، إلى جانب خططها في تطوير القطاع الترفيهي.
لكن مسألة حقوق الإنسان لا تزال موضع قلق بالنسبة للمنظمات الحقوقية، خصوصاً بعد غرق البلاد في أسوأ أزماتها الدبلوماسية عقب مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي عام 2018، واتهمت منظمات دولية بن سلمان بالتورط، وهو ما نفته المملكة.
وبالتالي، تنتقد المنظمات الحقوقية بانتظام تنظيم الأحداث الرياضية الدولية في السعودية، معتبرة أنها تهدف إلى “تبرئة” البلاد من انتهاكاتها الجسيمة لحقوق الإنسان.
لكن رغم ذلك، فإن الرياض تنظر إلى الرياضة كساحة منافسة إقليمية وبطعم السياسة في الخليج، خصوصاً وأن قطر ستكون مسرح أول مونديال في الشرق الأوسط عام 2022، كما تتنافس الرياض والدوحة على تنظيم دورة الألعاب الآسيوية 2030.