الأسير موسى صوفان بحاجة لعملية عاجلة والاحتلال يرفض جَمعهُ بشقيقيه داخل السجن

30 ديسمبر 2020آخر تحديث :
الأسير موسى صوفان بحاجة لعملية عاجلة والاحتلال يرفض جَمعهُ بشقيقيه داخل السجن

يعتبر الأسير موسى سعيد صوفان (47 عاماً)، أحد ضحايا سياسة الإهمال الطبي لإدارة سجون الاحتلال، فمنذ سنوات يعاني من عدة أمراض بينها ورم سرطاني في الأمعاء، فيما تواصل إدارة السجون اهمال ورفض علاجه رغم تعرضه لمضاعفات خطيرة، وفي الوقت ذاته ترفض حتى جمعه مع شقيقيه الأسير محمد، المحكوم 18 عاماً، وعدنان المحكوم 33 عاماً.

وتروي أميرة، خالة الأسير موسى صفوان التي تتابع قضيته وزيارته بعدما نالت الامراض من والده حتى أصبح عاجزاً عن زيارته، أن موسى عانى طوال حياته من مرض البحر الأبيض المتوسط ، وهو مرض نادر ولا علاج له سوى المسكنات والحقن التي تخفف من النوبات المتكررة التي يتعرص لها ، ولكن بعد اعتقاله، اكتشف إصابته بورم سرطاني في الجهة اليمنى من الرقبة، ورغم استئصاله عام 2015 إلا انه ما يزال يعاني من مضاعفات المرض.

وذكرت، أن حالته الصحية استمرت في التدهور خلال رحلة تنقله بين السجون، وفي عام 2017 عانى من آلام حادة، وبعد انهيار حالته الصحية خضع لعدة فحوصات كشفت عن وجود انفجار في الرئة، ناجم عن وجود كتلة سرطانية فيها.

وتقول خالته: “استمرت إدارة السجون بالمماطلة والتهرب من علاجه حتى تعرض لمضاعفات شكلت خطورة على حياته، لكنها كانت تكتفي بنقله للعيادة وعلاجه بالمسكنات، ما أثر على صحته أكثر، وقد أقر الأطباء حاجته للعلاج ولعملية جراحية فورية لاستئصاله، وقبل 10 أيام، نقل إلى المستشفى، لكنهم اكتفوا باجراء الفحوصات وإعادته لسجن نفحة دون علاج أو متابعة لحالته”.

الحياة والاعتقال

يعتبر موسى بِكر عائلته المكونة من 8 أنفار، وقد لد وتعلم في مدارس بلدة جماعين، حتى انتقلت عائلته للاستقرار والاقامة في مدينة طولكرم، وهناك أكمل دراسته حتى أنهى المرحلة الاعدادية.

وتقول خالته: “عمل في عدة مهن حتى إستقر في مجال البناء، فكافح وتعب للمساعدة في إعالة أسرته التي أحبها كثيراً، فتميز ببر الوالدين والعطاء والاخلاق العالية، وقد توفيت والدته أم موسى عن عمر يناهز 40 عاماً بسبب المرض”.

إضافة لعمله وحرصه على عائلته، تمتع موسى بروح وطنية ونضالية، وانتمى لحركة “فتح “، وشارك خلال إنتفاضة الأقصى في العديد من الفعاليات حتى اعتقل في كمين للوحدات الخاصة في 28-5-2003.

وتقول خالته: “اقتادوه إلى زنازين التحقيق التي احتجز فيها حوالي ثلاثة شهور، انقطعت خلالها أخباره حتى بدأت جلسات محاكمته التي استمرت 3 سنوات، وقد عانى خلالها من العزل والتنقلات والتمديد، لينتهي ذلك بالحكم عليه بالسجن مدى الحياة، وخلال اعتقاله ، توفي شقيقه مجدي 29 عاماً، بسبب نوبة قلبية، والذي لم يتمكن من زيارته على مدار17 عاماً “.

خلف القضبان

رغم الحكم والعقوبات، أكمل الأسير موسى حياته بشكل طبيعي خلف القضبان، وواصل تعليمه بعد الحصول على الثانوية العامة، وحصل على شهادة البكالوريوس، لكن الاحتلال سحب قبل عامين تصريح عمته أميرة التي أصبحت مرفوضة أمنياً، أما والده موسى صوفان، الذي لم يتوقف عن تحمل كل الظروف لزيارته، فقد حرمه المرض رؤيته بعدما تعرض لجلطة دماغية وأصبح يعاني من عجز في الجهة اليسرى.

وتقول خالته “يقاوم المرض وكله أمل في أن يمد رب العالمين بعمره ليعيش حتى يرى نجله بين أحضانه ويفرح بتحرره قبل رحيلة “.

وتكمل: “والده يناشد بشكل دائم، كافة الجهات المعنية بالاسرى الاهتمام بابنه موسى، والضغط على سلطات الاحتلال للتدخل الفوري والعاجل للافراج عنه، وإنقاذ حياته وتمكينه من العلاج قبل فوات الأوان”.

الأسير عدنان

وبعد عام من اعتقال موسى، اعتقل الاحتلال شقيقه عدنان، الذي تعلم في مدارس طولكرم حتى أنهى المرحلة الابتدائية، وتحمل المسؤولية في وقت مبكر وعمل في عدة مهن، حتى اعتقلته قوات الاحتلال من منزله عام 2004.

وتقول خالته “دمروا محتويات المنزل بشكل رهيب حين اعتقلوه، ونقلوه للتحقيق لفترة طويلة، وحكم عليه بالسجن الفعلي لمدة 33 عاماً، وقد أكمل دراسته الجامعية خلف القضبان”.

وأضافت: “رفض الاحتلال جمع الأشقاء في سجن واحد ، ورغم عشرات الطلبات ما زال العقاب مستمراً، وفي ظل ظروف الاعتقال والاهمال أصبح يعاني من عدة أمراض، وما زال الاحتلال يرفض علاجه ويحتجزه في سجن شطة”.

الأسير محمد

وفي عام 2011، انضم الشقيق الأصغر في العائلة، محمد، إلى قائمة المعتقلين، ويحتجزه الاحتلال حالياً في سجن “ريمون”.

وتقول خالته: “لم يكمل محمد تعليمه، وخرج للعمل ومساعدة العائلة في توفير حياة كريمة، واستقر في مهنة البناء لتأسيس أسرة، حتى قطع الاحتلال عليه الطريق خلال تواجده في الداخل الفلسطيني”.

وتضيف: “عانى محمد ظروف الاعتقال القاسية اثناء فترة التحقيق لعدة شهور، انقطعت خلالها أخباره، وبعد فترة حكم عليه بالسجن الفعلي 18 عاماً، وأمضى منها 9 سنوات حتى الآن”.

وتكمل: “واظبت على زيارة موسى وعدنان ومحمد كل في سجنه، لكن منذ عامين عاقبني الاحتلال وسحب تصريحي، وتفاقمت معاناتنا في ظل فيروس كورونا، فلدينا خوف وقلق بسبب انتشاره في السجون وانقطاع أخبارهم ومنع الزيارات”.

وتتابع: ” ننتظر ووالدهم بصبر على أمل اجتماع الشمل ونيلهم الحرية ليفرح بهم قبل رحيله، ونطالب بعلاج موسى الذي لا تحتمل حالته الاهمال والظروف المخيفة في ظل كورونا”.