تدرس بلدية الاحتلال في القدس،مخططات قدمت لها لتنفيذ مخطط بناء حي استيطاني جديد خلف “الخط الأخضر” في جنوب المدينة المقدسة، في وقت ستقر الجهات الإسرائيلية خلال العام المقبل بناء آلاف الوحدات الاستيطانية الأخرى.
وقال عراب الاستيطان أرييه كينج عضو البلدية والمرشح الأقوى لرئاستها للأربعة أعوام المقبلة، انه يدفع بخطة لتعزيز الاستيطان في المدينة لإغلاق الباب امام تقسيمها مستقبلاً.
وأرجأت مساء أمس سلطات الاحتلال المصادقة مخطط البناء في “مطار قلنديا” تجنبًا لمواجهة مع واشنطن، بعد رفضها بشدة هذا المشروع.
فيما ذكرت صحيفة هآرتس العبرية،أمس،أن بلدية الاحتلال، وبالتنسيق مع “الوصي العام” لوزارة القضاء الإسرائيلية،ستوافق على تنفيذ مخطط بناء حي استيطاني جديد خلف “الخط الأخضر” في جنوب المدينة المحتلة.
وبحسب الصحيفة، فإن الحي المخصص للمستوطنين سيتم بناؤه بالقرب من بلدة بيت صفافا التي تعاني من نقص حاد في أراضي البناء المخصصة للفلسطينيين .
وستناقش ما تسمى اللجنة المحلية للتخطيط والبناء الإسرائيلية، إقامة الحي الذي سيطلق عليه اسم “جفعات حشاكيد”، حيث من المقرر أن يتم بنائه على مساحة مفتوحة تبلغ 38 دونمًا، فوق ما يعرف باسم “ناحال رفائيم”، ومتنزه “همسيلا”، وشارع “دافيد بنفينيستي”، وبلدة بيت صفافا.
ويقع الحي الاستيطاني الجديد بأكمله، خلف مناطق “الخط الأخضر”، وسيتم بناء 473 شقة سكنية، ومدرسة ابتدائية، ومعابد يهودية، ورياض أطفال.
ووفقًا للصحيفة، فإنه بشكل استثنائي فإن المسؤول عن الخطة “الوصي العام” لوزارة القضاء الإسرائيلية، وهو مخول بموجب القانون لإدارة الأصول الخاصة التي لا يُعرف أصاحبها، مشيرةً إلى أن معظم هذه الممتلكات في شرقي القدس اشتراها اليهود قبل عام 1948، ولا يُعرف من ورثتها.
وقالت وزارة القضاء الإسرائيلية، إن الحي هدفه تحسين وضع العقارات، فيما تشير الصحيفة إلى أن الحي الاستيطاني الجديد سيبنى على بعد أمتار قليلة فقط من المنازل الفلسطينية في حي بيت صفافا، وتنص وثائقه على أنه سيفصل “الحي الجديد” عن الأحياء القائمة.
وأشارت الصحيفة، إلى أن حي بيت صفافا كغيره من أحياء شرقي القدس، يعاني من نقص حاد في الأراضي المخصصة للبناء، وفي السنوات الأخيرة كافح السكان الفلسطينيون للسماح لهم بالنباء على حافة الحي، إلا أنه تم تجميد أي خطة تهدف لتوسيعه، في وقت يسمح فيه للمستوطنين بالبناء في مناطق محيطة بعد أن جمدت حكومة بنيامين نتنياهو عام 2016 مخططات بهذا الشأن بضغوط من إدارة الرئيس الأميركي الأسبق بارك أوباما، والسماح في الأيام الأخيرة من عهد دونالد ترامب بالبناء هناك.
ويقول علي أيوب رئيس إدارة حي بيت صفافا:”فوجئنا بشدة بالخطة الخاصة بالحي الاستيطاني الجديد، رغم أننا تلقينا وعودا من رئيس بلدية القدس بتخصيص أراضٍ نبنيها في الحي وهذا لم يحدث.”
ولا يظهر في المخططات المقدمة للجنة البناء تعريف الحي على أنه “يهودي” للمستوطنين، لكن أفيف تتارسكي الباحث في المنظمة الحقوقية الإسرائيلية “جمعية عير عميم”، قال إنه لا توجد شكوك في هوية الحي الجديد، فهو منفصل عن الأحياء القائمة ويوجد به مبانٍ لكنيسين يهوديين، في عام شهد هدم المنازل في القدس الشرقية تحطيمًا للأرقام القياسية المسجلة نتيجة لسياسة التخطيط التمييزية.
خطة لبناء 6700 وحدة استيطانية
إلى ذلك،كشف عراب الاستيطان أرييه كينج عضو بلدية القدس المحتلة، والمرشح الأقوى لرئاستها للأربعة أعوام المقبلة، عن خطة لدفع الاستيطان في المدينة لإغلاق الباب امام تقسيمها مستقبلاً كما قال، مضيفًا إن البلدية تعتزم توسيع ورفع نسبة البناء في كل المستوطنات القائمة في القدس ومحيطها وخاصة في شمال المدينة وجنوبها لتعزيز السيطرة لأنها “العاصمة اليهود الأبدية ” على حد زعمه.
ووفق لجنة التنظيم والبناء، فإن العام الجديد 2022، سيشهد إقرار 6700 وحدة استيطانية في كل من شمال وجنوب المدينة لترسيخ الكتل الاستيطانية التي تم إقرارها في الأعوام الماضية واضافة المزيد للمستوطنات التي في طور التخطيط ذات الأولوية في “عاصمة إسرائيل” كما قالت.
وبموجب المخطط، ستقام المستوطنات وفق تصور سبق ونوقش في مشروع القدس 2030 – 2050، الذي لم يقر ويجري العمل على العديد من التعديلات عليه في اكثر من منطقة في القدس شرقاً وجنوباً وشمالاً، ضمن الأولويات التي وضعها مجلس الوزراء الإسرائيلي السابق ولجنة القدس برئاسة رئيس الحكومة نفتالي بينيت.
إرجاء المصادقة على مخطط
في سياق آخر، ذكر تقرير إسرائيلي، أن اللجنة القطرية للتخطيط والبناء، أرجأت المصادقة على مخطط للبناء الاستيطاني على أرض مطار قلنديا الدولي، شمالي مدينة القدس المحتلة، في أعقاب الضغوطات التي مارستها إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، في هذا الإطار. بحسب ما أورد موقع “واللا” العبري، مساء أمس.
وذكر التقرير أن اللجنة القطرية للتخطيط والبناء في القدس، لم تصادق على المخطط الذي يشار إليه إسرائيليًا على أنه “توسع استيطاني في عطروت”، بذريعة ضرورة قيام وزارة حماية البيئة بمسح للمنطقة، لمعرفة الآثار البيئية المترتبة على تنفيذ المخطط.
وكان من المقرر أن تُصادق اللجنة التابعة لوزارة الداخلية الاسرائيلية على مخطط لبناء 9 آلاف وحدة استيطانية،على أرض المطار، البالغة مساحتها 1243 دونمًا، في أعقاب حصول المخطط على مصادقة لجنة التخطيط والبناء المحلية التابعة لبلدية الاحتلال .
وجاء في قرار اللجنة أنه “بعد فحص وثائق المخطط والاستماع لممثلي مقدمي المخططات وتوصيات اللجنة المحلية، تشكل لدى اللجنة انطباع بأن الخطة توفر استغلالا ملائما للأراضي غير المستغلة حتى الآن، من خلال التخطيط الذي يشمل استخدامات متنوعة وهيكل عام، مع تلبية الاحتياجات التخطيطية ومتطلبات المواصلات”.
وأضافت اللجنة أنه “بعد الاستماع إلى موقف ممثل وزارة حماية البيئة، قررت اللجنة أنه يجب إعداد تقييم الأثر البيئي في موضوع المخطط كما هو معتاد في مثل هذه الحالات”.
ونقل موقع “واللا” الاخباري،عن مسؤول في اللجنة القطرية، قوله: “هذا مخطط تاريخي ومهم جدا لحل أزمة السكن في القدس،لا يوجد احتياطي من الأراضي أكبر من هذا لبناء عشرة آلاف وحدة سكنية (استيطانية)”، وتابع: “أبارك الدفع بالمخطط، لكني أعارض تعليقه، كان من الممكن المضي قدما بالمخطط في نفس الوقت الذي يتم فيه إجراء المسح البيئي، وليس تعليقه”، وأضاف “آمل بصدق ألا تتذرع الحكومة بالموضوع البيئي” لتعليق المخطط.
وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، فإنه في أعقاب المصادقة على المخطط الاسبوع الماضي، نقل مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية رسائل إلى واشنطن جاء فيها أنه سيتم لجم المخطط لاحقا، الأمر الذي لم يخفف من غضب إدارة الرئيس جو بايدن.
وكان السفير الأميركي الجديد في إسرائيل، توماس نايدس، قد بكّر تقديم أوراق اعتماده إلى الرئيس الإسرائيلي، اسحاق هرتسوغ، إلى مساء أمس الاول، الأحد، بهدف تجنب الحرج وتقديمها في موازاة المصادقة التي كانت محتملة، على المخطط الاستيطاني على أرض مطار قلنديا.
بدوره، قال وزير الخارجية الاسرائيلي يائير لبيد،امس، إنه “سيتم التوصل إلى اتفاق، حول المنطقة، (التي سيتم بناء المستوطنة عليها) لن نغضب البيت الأبيض”، وذلك في اجتماع لكتلة حزبه (“يش عتيد”) البرلمانية، مشددًا على أنه “ستحدد حكومة إسرائيل سياستها بشأن بناء عطروت (مطار قلنديا بالقدس)، وسنتأكد من عدم تحوّل ذلك إلى مواجهة مع الحكومة الأميركية”.