الأصغر سنا في تاريخ تشيلي.. المرشح اليساري غابرييل بوريك يفوز بالانتخابات الرئاسية

20 ديسمبر 2021آخر تحديث :
Chilean president-elect Gabriel Boric gestures after addressing supporters following the official results of the runoff presidential election, in Santiago, on December 19, 2021. With almost 100 percent of ballots counted, leftist lawmaker Gabriel Boric, 35, became Chile's youngest-ever president leading with 55.87 percent to 44 percent for his far-right rival Jose Antonio Kast, said the Servel website. (Photo by MARTIN BERNETTI / AFP)

انتُخب مرشح اليسار التقدمي غابريال بوريك رسميا الأحد رئيسا لتشيلي حسبما أعلنت السلطات الانتخابية.
وحصل بوريك على 56% من الأصوات مقابل 44% لمنافسه اليميني المتطرف خوسيه أنطونيو كاست بعد فرز أكثر من 99% من مراكز الاقتراع.
وهنأ الرئيس المنتهية ولايته سيباستيان بينيرا الرئيس المنتخب الذي سيتولى منصبه رسميا في 11 آذار/مارس.
حقق الائتلاف اليساري الذي ينتمي إليه الحزب الشيوعي انتصارا ساحقا في هذه المواجهة الانتخابية غير المسبوقة منذ العودة إلى الديموقراطية في عام 1990 بين مرشحين لديهما مشاريع اجتماعية متعارضة تماما.
وكتب كاست على تويتر “تحدثت للتو إلى غابريال بوريك وهنأته على انتصاره العظيم. إنه اليوم رئيس تشيلي المنتخب ويستحق كل احترامنا وتعاوننا البناء. تشيلي تأتي دائما في المقام الأول”.
أغلقت مركز الاقتراع الأحد الساعة 21,00 ت غ وسط تصاعد التوتر لمعرفة الفائز.
وخيم على الدورة الثانية من الانتخابات استقطاب غير مسبوق منذ عودة الديموقراطية في 1990.
ودعي نحو 15 مليونا من أبناء البلاد البالغ عددهم الإجمالي 19 مليون نسمة، لاختيار واحد من المرشحين المتنافسين.
وتابع بوريك صدور النتائج في وسط العاصمة سانتياغو حيث يُرتقب إقامة حفل ضخم احتفالا بفوزه.
أما منافسه كاست، فتابع مع معاونيه صدور النتائج في أحد الأحياء الراقية شرق العاصمة.
وأعلن بوريك، النائب منذ 2014 الذي يقود ائتلافا يساريا مع الحزب الاشتراكي، أنه مرشح التغيير والوريث السياسي لحركة 2019 التي طالبت بمزيد من العدالة الاجتماعية في الدولة الأقل مساواة بين بلدان منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي.
ولم يكن متوقعا قبل أشهر قليلة أن ينتقل الزعيم السابق لحركة طالبية عام 2011 والبالغ 35 عاما، وهو الحد العمري الأدنى لخوض انتخابات رئاسية، إلى الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية.
وبعيد إدلائه بصوته في مدينة بونتا أرينا التي يتحدر منها في أقصى جنوب البلاد على مضيق ماجيلان، قال بوريك “من الممكن جعل تشيلي أكثر إنسانية وأكثر جدارة وأكثر مساواة”.
وتابع “إذا خسرنا سنقر بالخسارة (…) سنحترم النتائج أيا تكن، بلا أي تشكيك. لكننا سنفوز ونتوقع إقرار خصمنا بذلك”.
وكان بوريك يشير إلى مخاوف من طعن مرشح اليمين المتطرف كاست بالعملية الانتخابية على طريقة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب الذي لا يخفي إعجابه به وبالرئيس البرازيلي جايير بولسونارو.
وبعدما جدد التأكيد إثر اقتراعه في مدينته باين الواقعة على بعد 30 كيلومترا إلى الجنوب من سانتياغو، على أنه مرشح “النظام والعدالة والأمن”، أشار كاست الذي يحن إلى عهد الدكتاتور أوغوستو بينوشيه (1973-1990)، إلى أنه يتوقع “نتائج متقاربة”.
كان كاست حل رابعا عام 2017 (7,93 بالمئة)، لكنه تصدّر انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر بنيله 27,9 بالمئة مقابل 25 بالمئة لبوريك. وكاست مؤسس حزب “الجمهوريون” اليميني المتطرف ورئيسه.
ويستفيد اليوم من الرفض الشعبي للرئيس المحافظ الحالي سيباستيان بينييرا الذي ينهي ولايته الثانية (2010-2014، ثم منذ 2018).
وطرح المحامي البالغ 55 عاما برنامجا اقتصاديا شديد الليبرالية ينص على حصر نفقات الدولة وخفض الضرائب على الشركات لاستحداث وظائف.
وتتعارض هذه الافكار تماما مع برنامج بوريك الذي يعتزم إجراء إصلاح ضريبي واسع لزيادة مساهمة الأثرياء في بلد يملك فيه 1 % من السكان 26,5 % من الثروات وفق وكالة تابعة للأمم المتحدة، مع ضمان الوصول بشكل أفضل إلى الخدمات الصحية والتربية وإنشاء نظام تقاعدي جديد للحلول محل النظام الحالي الخاص.
لكن ما يحرك الناخبين في البلد الذي يحكمه الوسط اليمين والوسط اليسار منذ نهاية الدكتاتورية قبل 31 عاما، هو الرفض أكثر منه التأييد لبرنامج أو مرشح.
وأوضح مارسيلو ميلا المحلل في جامعة سانتياغو أن الحملة الرئاسية كانت قاسية و”تركزت على تشويه سمعة الخصم”.
بعدما أدلى بصوته، أعرب الرئيس المنتهية ولايته عن أسفه للحملة الانتخابية التي طغى عليها “الاستقطاب الشديد والمواجهة والخلافات”.
وقال الناخب سيباستيان فيرا وهو مدرس تاريخ ومناصر لبوريك “آمل ان تدخل تشيلي حقبة جديدة وأن تختبر مفهوم دولة الرفاه”، في إشارة إلى الشعار الذي رفعه المرشح اليساري.
وتخوّف فيرا في حال فوز اليمين المتطرف من “عودة إلى الوراء (…) سيصبح فيها نظامنا النيوليبرالي أكثر قسوة مما هو عليه الآن”.
كذلك أعربت ناتالي هيد وهي موظفة تبلغ 32 عاما عن تخوفها مما يمكن أن تشهده البلاد بعد الانتخابات، وقالت “سنشهد احتجاجات بطريقة أو بأخرى”.
من جهته أقر الطالب نيكولاس خوليو بأنه يعاني “ضياعا”، فهو لا “يثق بأي من” المرشحين، وكان لدى توجّهه إلى مركز الاقتراع لم يحسم قراره بعد بشأن هوية المرشح “الأقل سوءا”.