مع استمرار تفشي جائحة كوفيد-19، يتفاقم الوضع الاقتصادي في بعض البلدان العربية. وعلى وقع ذلك يواجه اللاجئون في الشرق الأوسط، الذين يعيشون أصلا تحت وطأة ظروف صعبة، تحديات هائلة للبقاء وسط هذه الأزمة الشديدة.
فقد ذكرت المنسقة المقيمة للأمم المتحدة في لبنان للشؤون الإنسانية نجاة رشدي، أن لبنان كان يعتبر دولة ذات دخل متوسط عال، أما الآن فيعيش غالبية اللبنانيين في فقر.
وأردفت قائلة إن “الجوع بات حقيقة لآلاف الأشخاص وفقا لتقييم مشترك بين البنك الدولي وبرنامج الأغذية العالمي، وإن 22 بالمائة من الأسر اللبنانية لم تكن قادرة على تلبية احتياجاتها الغذائية بحلول نهاية العام الماضي”.
وأشارت إلى ارتفاع معدلات سوء التغذية بين الأطفال وإلى ضغوط تفوق تحمل القطاع الصحي بسبب الأزمة الاقتصادية وتفشي فيروس كورونا وسط شح في الأدوية والمستلزمات الطبية وهجرة العاملين في الرعاية الصحية.
هذه الأزمة تثقل على اللاجئين، حيث يقبع 9 من بين كل 10 لاجئين سوريين تحت خط الفقر المدقع، إضافة إلى مستويات عالية من الفقر بين 257 ألف لاجئ فلسطيني في لبنان، هكذا نوهت نجاة رشدي.
من ناحية أخرى، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في رسالة عبر الفيديو لمؤتمر بروكسل الخامس لسوريا إن أكثر من 13 مليون شخص في سوريا يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية للبقاء على قيد الحياة هذا العام. ويزيد هذا بنسبة 20 بالمائة عن العام الماضي.
وأشار غوتيريش إلى أن غالبية السكان يواجهون الجوع الآن و10.5 مليون شخص آخر من اللاجئين السوريين ومن يستضيفهم يحتاجون إلى الدعم في جميع أنحاء المنطقة. وتعرض الاقتصاد السوري للدمار، وأدت الآن تأثيرات كوفيد-19 إلى تفاقم الأمور. وفقدت ما يقرب من نصف الأسر مصادر دخلها.
وحول الصعوبات والأزمات التي تزيد من المعاناة، ذكر أحمد أبو هولي عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رئيس دائرة شؤون اللاجئين أن تداعيات أزمتي مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) والمالية التي تعاني منها الوكالة والتدهور الاقتصادي في لبنان وسوريا فاقم من تدهور الأوضاع المعيشية والحياتية للاجئين الفلسطينيين وزاد من أعباء وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).
وأوضح أن اللاجئين الفلسطينيين في كافة مناطق عمليات أونروا باتوا يعتمدون على المساعدات الإنسانية المقدمة منها خاصة في ظل ارتفاع نسب البطالة والفقر في أوساط اللاجئين، لافتاً إلى أن 85 بالمائة يعانون من انعدام الأمن الغذائي.
وأكد أبو هولي أن استمرار عمل أونروا وفق التفويض الممنوح لها بالقرار 302 في تقديم خدماتها للاجئين الفلسطينيين يشكل عامل استقرار للمنطقة ويساهم في تحقيق التنمية البشرية المستدامة.
وفي اليمن الذي مزقته الحرب، تكافح آلاف العائلات النازحة من أجل البقاء على قيد الحياة.
وصرح نجيب السعدي رئيس إدارة مخيمات النزوح في مناطق سيطرة الحكومة لوكالة أنباء ((شينخوا)) بأن النازحين يعيشون في 1220 مخيما في جميع أنحاء البلاد، مضيفا “أن المعارك في الجبهات أعاقت عمل العديد من وكالات الإغاثة الإنسانية”.
وتعاني اليمن من نزاع دموي منذ أواخر 2014، وتسبب هذا النزاع في ” اسوأ أزمة انسانية في العالم”، فيما أدخلت نحو 15.6 مليون يمني في مستوى الفقر المدقع، ونحو 5 ملايين يمني في سوء التغذية، و22 مليون يمني مرحلة الحاجة إلى المساعدات والحماية، بحسب التقديرات الأممية.