أعلنت الدول الـــــ23 المنضوية في تحالف أوبك بلاس بقيادة السعودية وروسيا الأربعاء، عن زيادة طفيفة جديدة في الانتاج على الرغم من ارتفاع اسعار الخام والتوترات الجيوسياسية التي تهز الأسواق.
وأكدت تلك الدول في بيان أنها ستزيد انتاجها بواقع 400 ألف برميل يوميا في آذار/مارس، وهي نفس الكمية كما في الأشهر السابقة.
وكانت المجموعة التي تضم 13 عضوا في منظمة الدول المصدّرة للنفط (أوبك) وحلفاءهم العشرة ضمن اتفاق “أوبك بلاس” قد قاومت الضغوط الأميركية لزيادة الانتاج بهدف خفض الأسعار.
وقال تحالف أوبك بلاس في بيان عقب اجتماع وزاري بدائرة الفيديو إن القرار اتُخذ “في ضوء أساسيات سوق النفط الحالي والتوافق بشأن التوقعات”.
ويعود نهج المجموعة الحذر إلى ربيع العام 2021 مع تعافي الطلب بعد خفض الإنتاج الكبير في ظل كوفيد.
وإعلان الأربعاء “لم يكن مفاجئا نظرا لأن المجموعة اتبعت هذا النهج بصرامة منذ الاتفاق عليه أساسا، وحتى في كانون الأول/ديسمبر عندما تراجعت أسعار النفط في أعقاب تفشي أوميكرون” وفق الخبير لدى كابيتال إيكونوميكس إدوارد غاردنر.
“ما يهم في المستقبل هو ما إذا كانت أوبك بلاس قادرة على مواكبة زيادات الانتاج المقررة”، كما قال.
بلغت أسعار النفط في كانون الثاني/يناير أعلى مستويات لها خلال سبع سنوات، وسجل نفط برنت 90 دولار. وتتأرجح أسعار النفط دون 90 دولارا.
وأشارت الخبيرة لدى “إنتراكتيف انفيستر” Interactive Investor فكتوريا سكولار إلى أنها تتوقع “ارتفاعا إضافيا” نتيجة تواصل الطلب بشكل ثابت وسياسة “زيادة الإنتاج بشكل طفيف للغاية” التي يتبعها تحالف “أوبك بلاس”.
يواجه تحالف “أوبك بلاس” صعوبات في إنتاج ما يتناسب مع الحصص المحددة مع بعض أعضائه مثل أنغولا ونيجيريا، غير القادرتين على رفع الانتاج، وأعضاء آخرين مثل السعودية والإمارات غير الراغبتين في ذلك، وفق كارستن فريتش من “كوميرزبنك”.
ووفق إحصاء لـ”بلومبرغ”، زاد إجمالي إنتاج “أوبك بلاس” في كانون الأول/ديسمبر بـ90 ألف برميل يوميا فقط، وهو أقل بكثير من هدف 400 ألف برميل يوميا.
وقال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك لشبكة روسيا 24 التلفزيونية إن روسيا تحترم التزاماتها.
غير أنه أضاف أن هناك “عددا من الشكوك” التي ترخي بظلالها على الطلب فيما لا يزال الوباء الناجم عن فيروس كورونا يستمر في التفشي.
وساهم ارتفاع مستوى التوتر الجيوسياسي المرتبط بعدد من أبرز الدول المنتجة للنفط، مثل روسيا والسعودية والإمارات، في زيادة الأسعار.
وشن المتمرّدون الحوثيون المدعومون من إيران، الذين استهدفوا السعودية مرارا، ثلاث هجمات صاروخية استهدفت الإمارات الشهر الماضي وقع آخرها الاثنين.
وتشارك الإمارات في التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن دعما للحكومة اليمنية ضد الحوثيين. وسحبت في 2019 قوّاتها من البلد الفقير الغارق في نزاع مسلّح منذ 2014، لكنّها لا تزال لاعبا مؤثرا فيه.
وفي أوروبا، بلغ التوتر بين موسكو والغرب أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة بعدما حشدت روسيا قوات عند حدودها مع أوكرانيا.
وقال نيل ويلسن من Markets.com إن التوتر “بين أوكرانيا وموسكو سيواصل رفعها (الأسعار) طالما أن الوضع يزداد سوءا”.