“الشاباك” يتعمد إبقائها في المعتقل.. الأسيرة شروق البدن نموذج للملاحقة الدائمة

5 فبراير 2022آخر تحديث :
“الشاباك” يتعمد إبقائها في المعتقل.. الأسيرة شروق البدن نموذج للملاحقة الدائمة

تشكل حالة الشابة الأسيرة شروق البدن (27 عامًا)، من سكان بلدة تقوع إلى الشرق من بيت لحم، نموذجًا صارخًا للملاحقة التي تستمر فيها قوات الاحتلال باستمرار ضد الفلسطينيين، وتعاني منها البدن وهي والدة لطفلة تبلغ من العمر خمس سنوات، بشكل كبير.

ولم تشعر شروق البدن بحريتها المطلقة، حتى يعاود الاحتلال اعتقالها، حيث اعتقلت في الثامن من شهر ديسمبر/ كانون أول الماضي، وحُكم عليها بالاعتقال الإداري لمدة 4 أشهر، وهو الاعتقال الثالث لها في غضون عامين – كما يذكر نادي الأسير- بعد اعتقالها الأول عام 2019 وأمضت عامًا من الاعتقال الإداري، قبل أن يُعاد اعتقالها في سبتمبر/ أيلول 2020، وأمضت 8 أشهر إداريًا، قبل أن يفرج عنها في مايو/ أيار الماضي.

وتقبع الأسيرة شروق البدن في سجن “هشارون”، وهي الأسيرة الوحيدة الآن التي تخضع للاعتقال الإداري من بين 32 أسيرة تعتقلهن قوات الاحتلال.

ومع مرور الأيام والأشهر والسنوات، تحاول والدة شروق، أن تجد سببًا حقيقيًا وراء الاستهداف الدائم لابنتها، وحرمان طفلتها “آية” من احتضان والدتها، حيث بدأت رحلة اعتقال الأم “شروق” حين كانت طفلتها في سن الثالثة، وبلغت حاليًا الخامسة ولا زالت محرومة من العيش مع والدتها كباقي أطفال العالم، وبدون أن تعرف سبب هذا الاعتقال المتواصل الذي تجهلها “شروق” نفسها ومحاميها وأمها وعائلتها.

وتقدم قوات الاحتلال باستمرار على اقتحام منزل عائلة الأسيرة شروق البدن، وتقتادها إلى غياهب السجون، وفي كل مرة تسأل والدتها عن سبب اعتقالها ومدته، فيرد ضابط دورية جيش الاحتلال الذي يقتحم المنزل “نصف ساعة وتعود” بينما قال أحد ضباط المخابرات ذات مرة إنهم لا ييدون مشاهدة شروق خارج السجن من دون أن يوضح أسباب ذلك، وفيما إذا كان يستند إلى قانون الطوارئ البريطاني المستخدم في حالات الاعتقال الإداري ويستخدمه ضد المئات من الأسرى الذين يخوضون معركة تتمثل في مقاطعة محاكم الإداري بكل مراحلها بسبب خضوعها لمزاج جهاز المخابرات الإسرائيلية، وهي محاكم وهمية موجودة لتشرعن هذا النوع من الاعتقال.

وتقول مؤسسة الضمير الحقوقية “لا يفرق الاحتلال بين ذكر وأنثى، جميع الفلسطينيين سيان، وفي سابقة على مستوى العالم، ينجح الاحتلال في تحقيق أول مساواة جندرية باعتقاله الفلسطيني والفلسطينية على حد سواء، وبينما يعيش العالم المتمدّن في فقّاعة الإنسانية، يجترّ قصصًا عن دول العالم الثالث، ويمارس ادعاءاته ورواياته بإنقاذهم من براثن العنف والسلطة والحريات المقموعة، هل سيحكي أحد ما قصة شروق وآية للعالم، هل سيحكي عن أم تقبع في السجن بدون تهمة؟ هل ستتحقق نشوة العالم ومؤسساته الحقوقية بقصة ابنة حرمت من حضن أمها؟ هل سيقصّ الإنسان المدعي مناهضة العنصرية والعنف، والغارق برفاهيته وفردانيته قصة الأسيرات الأمهات أمثال شروق: كإسراء أو حلوة أو نسرين أو أماني أو فدوى أو بلسم أو إيناس أو روان أو خالدة أو آية أو إيمان أو ختام؟ وهل سيجرؤ أحد الحديث عن احتجاز أمهات لم تلدن بعد؟ عن أخريات يحلمن بالأمومة يومًا؟!”.

ويقول “أيمن” شقيق الأسيرة شروق، أنه مر على اعتقالها الثالث ما يقارب العامين ولم يتم تقديمها للمحاكمة أو توجيه لائحة اتهام، وهو ذات الشيء حصل خلال اعتقالها الأول والثاني، وما زال مصيرها مجهولًا”.

وأضاف: “ما يزيد قلقنا أن الاعتقال الإداري ليس له نهاية والمخابرات تتحكم بمصير وحياة الأسير، والملف السري ليس إلا كذبة مفبركة لزيادة أمد اعتقالها وحرماننا منها دون مراعا كونها أم لطفلة تحتاجها دومًا”، مشيرًا إلى أنه ليس لها أي انتماء أو علاقة بأي تنظيم ونشاط، وعاشت حياتها وهي تهتم بأسرتها وطفلتها.

وولدت شروق من أسرة مكونة من تسعة أفراد وتلقت تعليمها في مدارس البلدة وحصلت على شهادة الدبلوم، وهي من الفتيات اللواتي يحظين على احترام كبير في محيطها.