بوابة السجن ليست المحطة الأخيرة أمام المحررين المقدسيين الذين يقضون أحكامًا عالية في سجون الاحتلال، فبوابة السجن محطة للاعتقال مرة ثانية إلى مركز تحقيق المسكوبية حتى تضيع فرحة الحرية والإفراج من مدافن الأحياء.
ويتعرض الأسرى المحررين من القدس، إلى التهديد والوعيد من ضباط التحقيق إذا أظهروا مظاهر الاحتفال بمحطة الإفراج عنهم، ولا يقتصر التهديد على المحرر، بل يشمل كافة أفراد العائلة والأسرة، فالاحتلال يحظر الفرح بالتحرر وكأنه جريمة في قانونه الظالم.
المحرر أحمد شويكي من القدس أمضى طفولته وشبابه في سجون الاحتلال لمدة تزيد عن 20 عامًا، وعند تحرره كان الاعتقال ونقله إلى مركز تحقيق المسكوبية وتمديد اعتقاله لليوم التالي وتهديده بالعودة إلى السجن مرة ثانية، إذا أقام الاحتفالات بهذه المناسبة، ويقول عن ذلك لـ “ے”، “يريدون التنغيص علينا وعدم إظهار الفرحة حتى لا نشعر بالسعادة، وهذا يؤكد أن مخططات الاحتلال اتجاه الأسرى المحررين تعتمد على الملاحقة الأمنية والتحقيق مرة ثانية والإبعاد عن المنزل، وهذا حسب اعتقادهم سيذهب الفرحة في نفوس المقدسين وعائلاتهم، إلا أن مخططاتهم فشلت وستفشل لأن السعادة بالتحرر تعم القلوب والبيوت قبل أن تظهر إلى الشارع والمرافق العامة”.
ويضيف شويكي “كل محرر مقدسي أصبح معتاد على هذه المخططات الخبيثة، ولم تؤثر على معنويات المحررين وعائلاتهم مهما كانت سطوة الإجراءات الأمنية المتبعة بحق المقدسيين”.
من جهته يقول رئيس لجنة أسرى القدس الناشط أمجد أبو عصب، “نحن أمام عنجهية إحتلالية تفوق التصور والخيال، وما يتم ممارسته بحق المحررين وتجاوز بكل المعايير القومية والأخلاقية والإنسانية، بحيث يتم اعتقال المحرر مجددًا باللحظات الأولى من التحرر، بهدف إخضاع المحررين وإرهابهم وتخويفهم والتنغيص عليهم، وحتى لا تكون هناك مظاهر احتفالية بمناسبة الإفراج”.
ويضيف أبو عصب، “الاحتلال يحاول خطف الفرحة من المحررين وعائلاتهم ومحبيهم حتى تصبح محطة الإفراج صامتة بلا حياة، وكأنه حدث عادي ليس فيه بهجة ولا فرح، إلا أن هذا لن ينجح به الاحتلال، فالمقدسيون يحتفلون بأسراهم رغمًا عن أنف الاحتلال وإجراءاته الأمنية، وعرس الاحتفال بالتحرر ما زالت طقوسه قائمة بالرغم من الملاحقة وهذا تحدٍ يُسجل في تاريخ المقدسيين والأسرى المحررين”.