التايمز: تنظيم الدولة يدعو أتباعه لاستغلال حرب أوكرانيا للقيام بـ”هجوم عالمي” والانتقام لزعيمه

20 أبريل 2022آخر تحديث :
التايمز: تنظيم الدولة يدعو أتباعه لاستغلال حرب أوكرانيا للقيام بـ”هجوم عالمي” والانتقام لزعيمه

قالت صحيفة “التايمز” البريطانية إنه في وسط انشغال الغرب بأوكرانيا، أعلن تنظيم الدولة الإسلامية عن “هجوم عالمي” ضد أوروبا وإسرائيل انتقاما لمقتل زعيمه أبو إبراهيم القرشي على يد قوات أمريكية خاصة بداية هذا العام. وفي التقرير الذي أعدته أنشال فوهرا قالت إنه في رسالة جاءت متزامنة مع شهر رمضان حثت الجماعة أنصارها الجهاديين للاستفادة من حرب أوكرانيا والقيام بهجمات إرهابية “ضد الصليبيين الذين يقاتلون بعضهم البعض”.

وفي خطاب مطول سرب للمتحدث الجديد باسم التنظيم أبو عمر المهاجر قال فيه إن الغزو الروسي لأوكرانيا هو “فرصة” للجماعة حيث تنشغل فيه الدول غير الإسلامية بالنزاع. وحث المتشددين أيضا على الانتقام لمقتل القرشي الذي قتل في عملية للقوات الأمريكية الخاصة في شباط/فبراير بسوريا. وقال في تسجيل وزع عبر تطبيق إنستغرام: “نعلن معتمدين على الله حملة انتقام” وقرأ آية قرآنية “قاتلوهم يعذبهم بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم”.

وقالت الصحيفة إن الخطاب جاء بعد عمليات نفذها متعاطفون مع التنظيم في كل من بئر السبع والخضيرة وقتل فيها ستة إسرائيليين. وأعلنت الشرطة الإسرائيلية في الأسبوع الماضي عن اعتقال فلسطيني متعاطف مع تنظيم الدولة وعلى صلة بثلاث عمليات قتل منها مقتل زوجين عجوزين في القدس عام 2019. وفي الرسالة الأخيرة دعا المهاجر أتباع التنظيم لـ “تسليح أنفسهم والقيام بمزيد من الهجمات”، مكررا رسائل سابقة للتنظيم وهي أن تحرير القدس لن يحدث إلا مع عودة الخلافة.

وبعد خسارة التنظيم المناطق التي يسيطر عليها عام 2019 فقد خسر مؤسسه أبو بكر البغدادي الذي قتل في نفس العام بعملية نفذتها قوات دلتا في شمال-غرب سوريا. وخلفه أبو إبراهيم القرشي، الذي كان ضابطا في الجيش العراقي أثناء حكم صدام حسين، حيث واصل شن هجمات متفرقة في المناطق السابقة للتنظيم ودعا أيضا أتباعه في الخارج لمواصلة الهجمات. وتم الكشف عن مخبئه في شمال سوريا، حيث أصبح هدفا لعملية عسكرية فجر فيها نفسه كي يتجنب القبض عليه وقتل معه سبعة أشخاص بمن فيهم نساء وأطفال. وحدث اغتياله بعد شن التنظيم أكبر عملية عسكرية له في سوريا منذ هزيمته، حيث اقتحم سجنا في شرق سوريا وحرر أتباعه منه. واعترف التنظيم بمقتل القرشي وأعلن عن زعيم جديد له وهو أبو حسن الهاشمي القرشي. ولا يعرف الكثير عنه غير تقارير تحدثت عن موقعه البارز في التنظيم واختاره سلفه قبل مقتله. ودعا المهاجر في رسالته الأخيرة لمزيد من العمليات وقال إن “الفرصة سانحة”. ورغم تحول التنظيم لحرب العصابات وتنفيذ هجمات ضد قوات الأمن والمدنيين في العراق وسوريا إلا أن الخبراء يعتقدون أنه لم يعد قادرا شن هجمات متقنة في الغرب، وبات يعتمد على عمليات فردية أو “الذئب المتوحد”.

ويقول أوليفيه غويتا، المدير الإداري لغلوبال سترات، وهي شركة استشارية متخصصة في المخاطر الجيوسياسية إن التنظيم لم ينفذ أي عملية واسعة في أوروبا ومنذ سنوات. وأن الهجمات الأخيرة لم تكن من تنظيمه بل واستلهم المهاجمون أفكاره. وتضم هذه العمليات طعن النائب البريطاني المحافظ سير ديفيد إيميس في تشرين الأول/أكتوبر. وحكم على القاتل علي حربي علي الأسبوع الماضي بالسجن مدى الحياة. وفي أثناء محاكمته كشف عن الطريقة التي تأثر فيها بدعاية تنظيم الدولة. وقال غويتا “يعتقد تنظيم الدولة أنه بحاجة لتنفيذ هجمات في أوروبا والولايات المتحدة من أجل الحصول على مصداقيته والعودة لعناوين الأخبار من جديد”. و “السؤال إن كان لديه القدرات اللوجيستية للقيام بهجمات مذهلة في أوروبا مثل باريس 2015 وبروكسل 2016”. وقال أرون لوند، من وكالة البحث الدفاعي السويدية إن التهديد الأخير من تنظيم الدولة يشبه “هذيان قيادة ليس لديها علاقة مع أتباعها في أوروبا”.

ويرى الخبراء أن التنظيم يعول اليوم على التوترات النابعة من النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني للحصول على دعم. وأشارت الصحيفة إلى المواجهات في الأقصى ومداهمات الشرطة الإسرائيلية للمصلين فيه. وجاءت المواجهات بعد أسابيع من عمليات نفذها متعاطفون مع التنظيم من داخل إسرائيل. ولا يعرف لوند مستوى علاقة التنظيم بهجمات إسرائيل لكن الأخيرة تظل هدفا رمزيا له. وعلق أن قيادة التنظيم ربما حاولت استخدام العمليات الأخيرة لرفع معنويات الأتباع وإعادة بناء الصورة الرثة داخل الدوائر الإسلامية المتشددة. وعلق مراسل الصحيفة في الشرق الأوسط ريتشارد سبنسر قائلا إنه مضى وقت طويل عندما كانت بيانات تنظيم الدولة تثير القلق لدى الحكومة في لندن وواشنطن، إلا أن بيانه الأخير يعبر عن ضعف. فلم تقتل القوات الأمريكية الخاصة زعيمه بداية العام الحالي بل وكشف أنه كان مختبئا في مناطق المعارضة السورية وبعيدا عن معارك تنظيمه. مما يعني أن قيادته لجنوده كانت غير مباشرة. ونفس الأمر يقال عن أسامة بن لادن الذي عاش في أيامه الأخيرة ببيت في أبوت أباد، باكستان، حيث اعتمد على الرسائل المنقولة إليه عبر سعاة بينه والقادة في الميدان. ويعتقد أن رسالة تنظيم الدولة تحتاج إلى رد مناسب: يقظة ولكن بما يتناسب معها.