قدمت النائبة الديمقراطية من ولاية ميشيغان رشيدة طليب، مشروع قرار تاريخي لإحياء ذكرى النكبة الفلسطينية والاعتراف بحقوق اللاجئين الفلسطينيين.
وشارك في صياغة مشروع القرار أربعة نواب آخرين هم النائبة ألكساندريا أوكاسيو كورتيز (من ولاية نيويورك)، والنائبة ماري نيومان (من ولاية إلينويز)، والنائبة بيتي ماكولوم (من ولاية مينيسوتا) والنائلة إلهان عمر (من ولاية مينيسوتا).
وتزامن مشروع القرار مع مرور 74 عامًا على النكبة أو “الكارثة” باللغة الإنجليزية، وتشير النكبة إلى مصادرة إسرائيل للأراضي الفلسطينية، وطردها لأكثر من 750.000 فلسطيني (75% من السكان الفلسطينيين في ذلك الوقت)، وما تلاها من رفض السماح للاجئين بالعودة إلى ديارهم، وهدمها لمئات البلدات والقرى الفلسطينية، بدأ من عام 1948.
وأشارت النائبة طليب (وهي فلسطينية الأصل) في مشروع القرار إلى أن النكبة الفلسطينية ليست مجرد حدث تاريخي، يل أنها واقع يومي مستمر للفلسطينيين الذين يواصلون مواجهة محاولات إسرائيل نزع ملكيتهم.
يذكر أن إسرائيل هدمت إسرائيل الأسبوع الماضي منزلاً فلسطينيًا في حي سلوان بالقدس، مخلفةً ورائها 35 فلسطينيًا بلا مأوى، وفي الأسبوع الماضي أيضًا، هدمت 9 منازل في مسافر يطّا، مخلفةً 45 فلسطينيًا بلا مأوى، في وقت سابق من هذا الشهر ، أعطت المحاكم الإسرائيلية الضوء الأخضر لطرد الجيش الإسرائيلي لأكثر من 1300 فلسطيني من هذه المنطقة الواقعة في جنوب تلال الخليل، وسيكون ذلك هذا أكبر طرد إسرائيلي للفلسطينيين منذ حرب 1967.
ويعتبر مشروع القرار هذا أول قرار على الإطلاق يقدم إلى الكونجرس للاعتراف بالنكبة، كما يعتبر أمر رمزي ومهم بشكل خاص كون أن النائبة طليب، العضو الفلسطيني الأميركي الوحيد في الكونجرس، هي من قدم هذا القرار.
وتؤثر النكبة على جميع الفلسطينيين، ويشكل اعتراف الكونجرس المتأخر بها من خلال تقديم هذا القرار خطوة مهمة إلى الأمام في الولايات المتحدة التي تعترف بمركزية النكبة في التجربة الفلسطينية.
ويقول البيان “كان هذا الأحد (15/5) يومًا لإحياء ذكرى جميع الأرواح التي فقدت، والعائلات النازحة، والأحياء التي دُمّرت خلال أعمال العنف والرعب في النكبة”.
وقالت عضوة الكونغرس رشيدة طليب إن الجرح الذي أصاب ما يقرب من 800 ألف فلسطيني أجبروا على ترك منازل عائلاتهم ومجتمعاتهم، والقتلى يحترقون في أرواح الناس الذين عاشوا خلال النكبة.
وأضافت: كما أوضح اغتيال شيرين أبو عاقلة الأسبوع الماضي، فإن العنف وجرائم الحرب هي اعتداء مستمر ودائم على وجود الشعب الفلسطيني وإنسانيته .. يسعى التطهير العرقي المستمر من قبل حكومة الفصل العنصري الإسرائيلية إلى إضعاف الإنسانية الفلسطينية وكسر إرادة الشعب في التحرر، سنواصل بغض النظر عن الظروف حتى يتم تأمين وحماية السلام والحرية والإنصاف والاحترام لجميع الناس”.
ويضيف البيان “كما يوضح معهد تفاهم الشرق الأوسط، تشير النكبة (“الكارثة” باللغة الانجليزية ) إلى الطرد الجماعي للعرب الفلسطينيين من فلسطين الانتداب البريطاني أثناء قيام إسرائيل (1947-49)، ولم تنته النكبة عام 1948 ومازالت مستمرة حتى يومنا هذا على شكل سرقة إسرائيل المستمرة للأراضي الفلسطينية من أجل توسيع المستوطنات غير القانونية والتجمعات المنفصلة في الضفة الغربية الفلسطينية، بما في ذلك القدس الشرقية، وتدمير منازل الفلسطينيين وأراضيهم الزراعية، وإلغاء إقامتهم، وحرمانهم من حقوق الإنسان والترحيل والاعتداءات العسكرية الوحشية الدورية التي أدت إلى خسائر مدنية جماعية مثل تلك التي وقعت في غزة في صيف 2014 وربيع 2021 ، وإنكار الحق القانوني المعترف به دوليًا في العودة لملايين الفلسطينيين عديمي الجنسية”.
ويخلد قرار عضو الكونجرس طليب ذكرى النكبة ويعزز تعليمًا أفضل وفهمًا للمأساة بينما يرفض جهود منكري النكبة لحشد دعم الحكومة الأميركية لمراجعتهم التاريخية المتعصبة، كما دعا القرار الولايات المتحدة إلى مواصلة دعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) ، التي تقدم خدمات اجتماعية لعدد كبير من أكثر من 7 ملايين لاجئ فلسطيني، ودعم تنفيذ حقوق اللاجئين الفلسطينيين. المنصوص عليها في قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 194 والإعلان العالمي لحقوق الإنسان.