كشف البيت الأبيض، أمس، عن تفاصيل جولة الرئيس الأميركي جو بايدن في الشرق الأوسط التي سينتقل خلالها في رحلة مباشرة من إسرائيل إلى السعودية.
وبعد أسابيع من التكهنات حول جولة بايدن في المنطقة، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي سيزور بين 13 و16 تموز إسرائيل والأراضي الفلسطينية والسعودية.
في السعودية التي سيزورها في 15 و16 حزيران، سيلتقي جو بايدن الملك سلمان وولي العهد محمد بن سلمان الذي سيبحث معه خصوصا مواضيع ذات صلة بمصادر الطاقة المتجددة والأمن السيبراني والأمن الغذائي والطاقة، وفقا لبيان صادر عن السفارة السعودية في واشنطن.
وأضاف البيان، إن “الشراكة بين بلدينا هي أكثر أهمية من أي وقت مضى لتعزيز السلام والازدهار والاستقرار في العالم”.
وقال مسؤول أميركي للإعلام، أمس، “نتوقع أن يلتقي الرئيس ولي العهد” خلال زيارته إلى المملكة، مضيفا، إن “السياسة الأميركية كانت تتطلب إعادة تقييم للعلاقات لا قطيعة” بعد جريمة قتل الصحافي خاشقجي.
وأشار إلى أن السعودية شريك استراتيجي للولايات المتحدة منذ ثمانية عقود ويقطنها قرابة ثمانين ألف أميركي.
وذكر البيت الأبيض أن “أمن الطاقة” سيكون محورا رئيسا في زيارة بايدن إلى السعودية، إلا أن مسؤولين أميركيين أشاروا إلى أن للجولة أهدافا دبلوماسية أوسع.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيار، إن “الزيارة إلى الشرق الأوسط تشكّل ذروة اشهر عدة من الدبلوماسية”، ولا تمليها اعتبارات داخلية.
وسيلتقي بايدن عشرة مسؤولين خلال الجولة القصيرة لكن المكثفة، وستؤشر الزيارة، وفق مسؤول أميركي كبير، إلى “عودة القيادة الأميركية”.
وستبدأ الزيارة بلقاء مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت.
وسيتناول الحديث مع بينيت الدعم الأميركي للجيش الإسرائيلي، لا سيما لنظام الدفاع الجوي المضاد للصواريخ، “القبة الحديدية”، على خلفية توترات يغذيها الفشل حتى الآن في إحياء الاتفاق حول الملف النووي الإيراني الذي أبرم بين طهران وست دول كبرى وانسحبت منه واشنطن خلال فترة رئاسة دونالد ترامب.
وقال المسؤول الأميركي رافضا الكشف عن هويته، “سيزور الرئيس في إسرائيل على الأرجح منطقة تستخدم فيها هذه الأنظمة ويتحدث عن آخر الاختراعات في بلدينا في مجال استخدام تقنيات الليزر المضادة للصواريخ وللأخطار الجوية الأخرى”.
وشدد على أن بايدن “سيجدّد التزام أميركا الحازم بأمن إسرائيل”.
كذلك، سيلتقي بايدن الرئيس محمود عباس، على الأرجح في بيت لحم، وفق المصدر نفسه.
وسيجدّد “التزامه الدائم بحل يقوم على دولتين” إسرائيلية وفلسطينية، وسيسعى إلى إعادة الحرارة إلى العلاقات مع السلطات الفلسطينية التي قطعت بشكل شبه كامل خلال ولاية ترامب.
وفي نهاية جولته، يتوجه بايدن إلى السعودية في محطة ستثير جدلا واسعا وستطبع التاريخ أيضا، إذ سينتقل في طائرة تقله مباشرة من إسرائيل إلى جدة، وسيكون أول رئيس أميركي يصل إلى بلد عربي لا يقيم علاقات مع إسرائيل، منطلقا من الدولة العبرية. وكان سلفه استقل رحلة جوية انطلقت من السعودية نحو إسرائيل في العام 2017.
وسيشارك بايدن في السعودية في قمة لمجلس التعاون الخليجي يحضرها قادة البحرين وسلطنة عمان والكويت وقطر والإمارات والسعودية. وقد يشارك في الاجتماع قادة مصر والعراق والأردن، وفق المسؤول الأميركي.
ووضع الرئيس الأميركي ضمن أولوياته العمل على تمديد الهدنة المعمول بها في اليمن بين القوات الحكومية المدعومة من تحالف بقيادة السعودية والمتمردين الحوثيين المدعومين من إيران، ولجم الطموحات النووية لإيران، خصم السعودية والعدو اللدود لإسرائيل، و”إعطاء دفع لحقوق الإنسان والعمل على تأمين الطاقة والغذاء العالميين”.
ويشمل برنامجه أيضا قمة افتراضية مع قادة مجموعة تضم إسرائيل والهند والإمارات والولايات المتحدة ستتناول “أزمة الأمن الغذائي وغيرها من مجالات التعاون عبر نصف الكرة الأرضية حيث تشكّل الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل مركزين مهمين للابتكار”، بحسب ما أفاد مسؤول أميركي رفيع المستوى الصحافيين.