شهد مخيم عين الحلوة الفلسطيني بلبنان هدوءا حذرا مساء الاثنين عقب توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار بعد 3 أيام من الاشتباكات التي خلفت 11 قتيلا و60 جريحا. ودافع رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان نجيب ميقاتي عن تدخل الجيش لفرض الأمن في المخيم.
وشهد المخيم حالة من الهدوء الحذر، في أعقاب اشتباكات بين مجموعات إسلامية وقوات الأمن الوطني الفلسطيني التابعة لحركة فتح؛ وخلفت الاشتباكات 11 قتيلا وعشرات الجرحى.
وفي حديث للجزيرة، قال النائب اللبناني أسامة سعد إنه تم الاتفاق على تشكيل لجنة تحقيق فلسطينية لتحديد من اغتالوا قائد الأمن الوطني في صيدا أبو أشرف العرموشي الذي شُيع جثمانه مساء الاثنين.
وأضاف “هناك حالة هدوء نسبي في مخيم عين الحلوة والجهود مستمرة لتثبيت وقف إطلاق النار”.
ونقلت وكالة الأناضول عن شهود عيان أن المخيم تسوده حالة من الهدوء المشوب بخروق طفيفة لوقف إطلاق النار الذي أعلن عنه بعد ظهر الاثنين.
وقال رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان إن الجيش يقوم بواجبه لمعالجة الوضع في عين الحلوة، “وما يحدث مرفوض لأنه يكرس المخيم بؤرة خارجة عن سيطرة الدولة”.
وقال ميقاتي إن هناك وقفا جديا لإطلاق النار في عين الحلوة، ولكن جهات خارج الاتفاق تخرقه، حسب تعبيره.
وشدد على أن حكومته ترفض استخدام الساحة اللبنانية “لتصفية الحسابات الخارجية على حسابنا”.
وكانت الاشتباكات تجددت قبل ظهر الاثنين، حيث استُخدمت فيها الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية.
وأفاد مراسل الجزيرة باستمرار إطلاق الرصاص بشكل متقطع في المخيم.
سحب المسلحين وتشكيل لجنة تحقيق
لكن فصائل فلسطينية وأحزابا لبنانية أعلنت في وقت لاحق التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في مخيم عين الحلوة.
وقرر المجتمعون -بعد الاجتماع في صيدا- سحب كافة المسلحين وتشكيل لجنة تحقيق لكشف ملابسات اغتيال قائد الأمن الوطني في المخيم اللواء أبو أشرف العرموشي.
في غضون ذلك، قال أمين سر حركة فتح في لبنان فتحي أبو العردات إن الحركة ملتزمة بوقف إطلاق النار في مخيم عين الحلوة “وهناك توجه للتهدئة في المخيم”.
وأكد أبو العردات وجوب التوصل إلى معرفة من سماهم المجرمين والقتلة وتسليمهم إلى العدالة اللبنانية كي تستقيم الأمور، على حد تعبيره.
وأوضح أن لدى حركة فتح خيوطا تتعلق بما وصفها بجريمة اغتيال قائد الأمن الوطني في المخيم أبو أشرف العرموشي.
وجددت القوى الإسلامية حرصها على أمن واستقرار مخيم عين الحلوة وجواره.
وقالت القوى الإسلامية في مخيم عين الحلوة إنها تسعى لتهدئة الوضع بالتعاون مع القوى والفعاليات الفلسطينية واللبنانية.
موجة نزوح
ودفعت الاشتباكات المسلحة التي شهدها مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين منذ السبت الماضي عددا من سكان المخيم للنزوح باتجاه مدينة صيدا المجاورة.
وقامت وكالة الأونروا ومؤسسات أهلية لبنانية وفلسطينية بنقل العائلات النازحة من المخيم إلى تجمعات في مدينة صيدا.
وقالت الوكالة إن مدرستين تتبعان لها تعرضتا لأضرار نتيجة الاشتباكات داخل مخيم عين الحلوة.
وأضافت أن الأحداث الجارية في المخيم أجبرت أكثر من ألفي شخص على الفرار.
ودعا النائب في البرلمان اللبناني عن مدينة صيدا أسامة سعد إلى وقف فوري لإطلاق النار تمهيدا لإعادة النازحين إلى منازلهم.
وأفادت وسائل إعلام لبنانية بسقوط قذيفة صاروخية جراء اشتباكات مخيم عين الحلوة على سوق للخضار والفاكهة بمدينة صيدا؛ مما أدى إلى خسائر مادية في أحد المحلات.
ونشرت مواقع محلية مقاطع تظهر الدمار الذي ألحقته القذيفة الصاروخية بأحد المحلات التجارية.
وقال ممثل حركة حماس في لبنان أحمد عبد الهادي إن الأحداث المؤسفة في مخيم عين الحلوة تشكل خطرا على القضية الفلسطينية وتهدد قضية اللاجئين في لبنان.
وحذر ممثل حماس من خطورة تهجير الفلسطينيين من المخيم، ودعا إلى وقف إطلاق النار وسحب المسلحين من الشوارع.
ويقع مخيم عين الحلوة على بعد 3 كيلومترات جنوب شرق مدينة صيدا الساحلية، وهو أكبر المخيمات الفلسطينية في لبنان حيث يؤوي أكثر من 54 ألف نسمة.
وتأسس المخيم عام 1948 على يد اللجنة الدولية للصليب الأحمر بهدف إيواء اللاجئين من مدن شمالي فلسطين.
واندلاع الاشتباكات بين مجموعات متنافسة أمر شائع في مخيم عين الحلوة، وأودت هذه الاشتباكات بحياة العشرات من الأشخاص خلال العقود الماضية.
ويتولى الجيش اللبناني الأمن خارج المخيم، في حين تترك مهمة حفظ الأمن داخله للفلسطينيين أنفسهم.