بايدن: الرد الإسرائيلي تجاوز السقف

9 فبراير 2024آخر تحديث :
بايدن: الرد الإسرائيلي تجاوز السقف

أكد الرئيس الأميركي، جو بايدن مساء الخميس، أنه يضغط بقوة من أجل التوصل إلى ما وصفه ب”هدنة مستدامة” في غزة، مشيرا إلى أن “السلوك العسكري الإسرائيلي قد تجاوز السقف” قاصدا أنه كان مبالغا به.

وقال الرئيس على هامش خطاب مفاجئ، الخميس، خصصه للحديث عن تبرئته من قبل “المدعي العام الخاص” ، وردا على سؤال في نهاية مؤتمره الصحفي، أضطره العودة إلى المنبر ، قال الرئيس إنه يبذل جهودا لحث جميع الأطراف المرتبطين بالحدود مع غزة من أجل “إيصال المساعدات إلى القطاع، حيث هناك الكثير من الأبرياء الذين يتضورون جوعا، أو الذين يموتون.. وهذا يجب أن يتوقف”.

وأكد بايدن أن إدارته تبذل جهودا من أجل السماح بزيادة كميات الوقود والطعام والمساعدات التي تدخل إلى غزة، حيث يجري اتصالات مع قطر ومصر والسعودية وغيرها من الدول لزيادة المساعدات للفلسطينيين، وأنه يعمل “بلا كلل من أجل الضغط لتعليق مستمر لإطلاق النار” وإطلاق سراح الرهائن، وهو يأمل أن يؤدي ذلك إلى “زيادة فرص تغير وتيرة القتال في غزة”.

و أشار بايدن إلى جهود الولايات المتحدة من أجل تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية، وقال إنه قبل 7 تشرين الأول الماضي أي قبل هجوم حماس الذي “تسبب باندلاع الحرب مع إسرائيل”، كان على “اتصال مع السعودية، وآخرين من أجل الاعتراف الكامل بإسرائيل باعتبارها جزءا من الشرق الأوسط مقابل “شروط” مثل الاتفاقات الأمنية والإستراتيجية، تضم “الحماية” و”توفير الذخيرة والسلاح” للدفاع عن أنفسهم، مشيرا إلى أن “حماس استطاعت فهم” هذا الأمر، وهو ما دفعها إلى التحرك من أجل “تفكيكه قبل حدوثه” بحسب رأيه.

وفي قضية متصلة، حذرت وزارة الخارجية الأميركية إسرائيل يوم الخميس، من خطر حدوث “كارثة” إذا ما شنّت هجوما عسكريا على مدينة رفح، في جنوب قطاع غزة، من دون التخطيط له كما ينبغي.

وقال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، فيدانت باتيل، في رده على أسئلة الصحفيين بشأن تصريح رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو، أنه أمر الجيش “بالاستعداد للعمل” في رفح حيث تم تكثيف الضربات الجوية، إنّ واشنطن “لم ترَ بعد أي دليل على تخطيط جاد لعملية كهذه”.

وقال باتيل في رده على سؤال وجهته له القدس بشأن القيمة العسكرية الإستراتيجية لدخول رفح التي يكتظ داخلها أكثر من 1.4 مواطن فلسطيني معظمهم نزحوا من القصف الإسرائيلي المستمر، قال باتيل أنه في الوقت الذي يشعر فيه أنه ليس مؤهلا للحديث عن الإستراتيجية العسكرية، إلا أن “تنفيذ عملية مماثلة الآن، من دون تخطيط وبقليل من التفكير في منطقة نزح إليها مليون شخص، سيكون كارثة”.

وشدد نائب المتحدث على أن الولايات المتحدة “لن تدعم” عملية عسكرية واسعة النطاق لما تنطوي عليه من خطر وقوع خسائر كبيرة في صفوف المدنيين، مذكرا أن معبر رفح هو شريان حيوي لإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

ولفت المتحدث إلى أن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الذي اختتم الخميس جولة شرق أوسطية سعى خلالها للدفع قدما بالجهود المبذولة لإرساء هدنة بين إسرائيل وحركة حماس، أبلغ هذا التحذير شخصيا إلى نتنياهو خلال اجتماعهما، الأربعاء.

وكان بلينكن دعا علنا نتنياهو إلى إيلاء “الأولوية” للمدنيين في أي عملية يحضر لشنها الجيش الإسرائيلي في رفح.

بدوره، قال منسق الاتصالات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومي جون كيربي، إن بلاده لم تر خططا مقنعة بأن الجيش الإسرائيلي على وشك شن عملية عسكرية في رفح، محذرا خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض أن من شأن شن عملية عسكرية في رفح سيكون بمثابة كارثة على النازحين، مؤكدا “إننا لم نر أي خطط من شأنها أن تقنعنا بأن الإسرائيليين يقومون أو على وشك القيام بأي نوع من العمليات الكبرى في رفح. أعتقد أنكم تعلمون جميعاً أن أكثر من مليون فلسطيني لجئوا إلى رفح وضواحيها. رفح هي المكان الذي قيل لهم أن يذهبوا إليه، وهناك الكثير من النازحين. وعلى الجيش الإسرائيلي واجب خاص، أثناء قيامه بعملياته هناك أو في أي مكان آخر، هو التأكد من أنه يأخذ في الاعتبار حماية حياة المدنيين الأبرياء، وخاصة، كما تعلمون، المدنيين الذين دُفعوا إلى جنوب غزة بسبب العمليات الإسرائيلية في شمال القطاع”.

وأعلن نتنياهو الأربعاء، بع أن رفض عرض حركة حماس لوقف إطلاق النار، أنه أمر الجيش “بالتحضير” لهجوم على مدينة رفح الواقعة على الحدود مع مصر، حيث يعيش أكثر من 1.3 مليون نازح فلسطيني، وسط ظروف إنسانية ومعيشية يائسة، بحسب الأمم المتحدة.