اغتصاب حتى الموت.. هكذا عاملت إسرائيل طبيبًا فلسطينيًا أسَرته من غزة

18 نوفمبر 2024آخر تحديث :
اغتصاب حتى الموت.. هكذا عاملت إسرائيل طبيبًا فلسطينيًا أسَرته من غزة

استشهد أكثر من 500 من كوادر القطاع الصحي وأصيب المئات منهم منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، فالاحتلال سخر خلال حربه أدواته كافة لمحاربة المنظومة الصحية في القطاع، من هجوم مباشر واستهداف وقتل للطواقم الطبية واعتقالهم، ومنع الإمدادات والمستلزمات الطبية.

وقدم روهان تالبوت، الطبيب والمسؤول في منظمة المعونة الطبية للفلسطينيين (MAP) الخيرية البريطانية، شهادة أمام البرلمان البريطاني بشأن جرائم الاحتلال الإسرائيلي ضد الأطباء في غزة. وفي شهادته، أكد أن هناك أدلة تشير إلى الاستهداف المتعمد من قبل إسرائيل للكوادر الطبية الفلسطينية. واعتقل الاحتلال الإسرائيلي، منذ السابع من أكتوبر 2023، المئات من العاملين الفلسطينيين في مجال الرعاية الصحية. وفي الوقت الذي لا يزال فيه كثيرون منهم في المعتقلات والسجون، تمكن عدد من الذين أطلق سراحهم من نقل واقع تلك المعتقلات، وما يتعرض له السجناء من انتهاكات فظيعة داخلها.

واعتقلت قوات الاحتلال الطبيب عدنان البرش، جراح العظام الفلسطيني من شمال غزة أثناء تأديته لعمله، واستشهد في شهر أبريل/ نيسان الماضي داخل سجن عوفر الإسرائيلي في ظروف غامضة.

واليوم، تنشر شبكة “سكاي نيوز” البريطانية تقريرًا مصورًا تحاول فيه الكشف عن تفاصيل الفترة الأخيرة في حياة الطبيب داخل سجون الاحتلال.

أدلة دامغة

واعتمد التقرير على إفادة أدلى بها أحد الأسرى الذي كان يعرف الدكتور البرش لمحامين من منظمة “هموكيد” الإسرائيلية لحقوق الإنسان. ملخص ما جاء في إفادته أن الدكتور عدنان وصل إلى سجن عوفر في منتصف أبريل في حالة يرثى لها، وكان من الواضح أنه تعرض للاعتداء، إذ كانت على جسده إصابات، وكان عاريًا من الجزء السفلي.

ويكمل الأسير السابق في شهادته بأن حراس السجن ألقوا الدكتور وسط الساحة وتركوه هناك، ولم يكن قادرًا على الوقوف، فساعده أحد السجناء ورافقه إلى إحدى الغرف، وبعد بضع دقائق، سمع صراخ السجناء من الغرفة، معلنين أن الدكتور عدنان البرش قد استشهد.

وأحدث تقرير “سكاي نيوز” الأخير ضجة واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي، وسط اعتبار نشطاء أن تفاصيل التقرير تشير ضمنيًا لتعرض الطبيب إلى الاغتصاب قبل موته.

وعلّق الكاتب أوين جونز قائلًا: “هناك الآن أدلة دامغة على اغتصاب الفلسطينيين من قبل الجيش الإسرائيلي. وحقيقة أن هذا الأمر لا يعتبر جديرًا بالنشر يؤكد العنصرية المعادية للعرب. فمزاعم الاغتصاب لا تهم إلا إذا كان من الممكن استخدامها لإظهار أعداء الغرب على أنهم همجيون”.

“الافتقاد للشرف”

وكتب الناشط جيم فيتزباتريك: “هل أصبح الاغتصاب والاعتداء الجنسي أمرًا طبيعيًا؟ نعم الاغتصاب، أصبح الآن أمرًا طبيعيًا من قبل قتلة الأطفال في الجيش الإسرائيلي”.

وقال المدون مليح أوزكان: “حتى الإبادة الجماعية لها قواعد. هذه الدولة لا تفتقر للإنسانية فحسب، لكنها تفتقد للشرف أيضًا. الاغتصاب عقوبة؟ اغتصاب الناس؟ الأطباء؟ لا أستطيع أن أصدق وأنا أكتب هذا”.

أمّا الإعلامي ألون مزراحي فكتب: “المستعمر يقتل ويدمر الأكثر موهبة وقدرة من بين المستعمرين ليبدو وكأن المستعمرين وحدهم من يملكون الثقافة والقيم والقدرات… إنها استراتيجية مبنية على مرض عميق، ولكن أيضًا على الخوف والحسد؛ فالإسرائيليون لا يطيقون طبيبًا أو شاعرًا أو مثقفًا أو صحفيًا أو خطيبًا كاريزميًا فلسطينيًا”.