وزير الخارجية الفرنسي يقول إن بلاده تعمل لتفادي الحرب في لبنان

29 أبريل 2024آخر تحديث :
وزير الخارجية الفرنسي يقول إن بلاده تعمل لتفادي الحرب في لبنان

أكد وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه أمس (الأحد) أن بلاده تعمل لتفادي الحرب في لبنان، وذلك على خلفية التصعيد بين حزب الله والجيش الإسرائيلي على جانبي الحدود، مشيرا إلى ورقة اقتراحات فرنسية، داعيا الطرفين إلى ضبط النفس.


وجاءت تصريحات الوزير الفرنسي في مؤتمر صحفي عقده بعد محادثات مع كبار المسؤولين اللبنانيين شملت رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ورئيس البرلمان نبيه بري وقائد الجيش جوزف عون ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب.


وقال سيجورنيه “نحن نعمل لنتفادى أن تعصف في لبنان حرب إقليمية، وندعو الأطراف كافة إلى ضبط النفس، ونرفض السيناريو الأسوأ في لبنان الذي هو الحرب”، محذرا من “أن المدنيين هم الذين يدفعون الثمن”.


وتشهد الحدود اللبنانية الإسرائيلية منذ الثامن من أكتوبر الماضي مواجهات عسكرية وتبادلا لإطلاق النار بين حزب الله اللبناني ومنظمات فلسطينية من جهة والجيش الإسرائيلي من جهة أخرى، مما أوقع مئات القتلى والجرحى وهجر آلاف المدنيين، وسط مخاوف دولية من تصاعد المواجهات إلى حرب واسعة على خلفية حرب غزة.


وأكد سيجورنيه أنه “ليس من مصلحة أحد أن يستمر التصعيد بين إسرائيل وحزب الله، هذه الرسالة نقلتها إلى المسؤولين اللبنانيين، وسأنقلها يوم الثلاثاء إلى إسرائيل”.


واعتبر أن قوات الأمم المتحدة العاملة بجنوب لبنان (يونيفيل) تلعب دورا حاسما لتفادي السيناريو الأسوأ، داعيا كافة الأطراف إلى أن تسمح لليونيفيل بالقيام بمهامها كاملة.


وزار سيجورنيه في وقت سابق اليوم مقر قيادة اليونيفيل بجنوب لبنان، حيث تشارك بلاده بحوالي 700 جندي حفظ سلام، وقال في تصريح بعد زيارته إنه سيقدم مقترحات لمسؤولين لبنانيين “بهدف الحد من التوتر بين حزب الله وإسرائيل ومنع نشوب حرب.”


وتابع “سنستمر بدعم الجيش اللبناني إلى جانب شركائنا”، مشددا على أن “عودة الاستقرار تكون بإعادة انتشاره في جنوب لبنان.”


وقدم الوزير الفرنسي في شهر فبراير الماضي، وفق ما قال، خارطة طريق للسلطات اللبنانية والإسرائيلية بهدف التوصل إلى تطبيق كامل وشامل من قبل جميع الأطراف لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، الذي وضع حدا للحرب بين حزب الله والجيش الإسرائيلي في العام 2006.


وحول الورقة الفرنسية، قال سيجورنيه “نحن قدمنا اقتراحات، وسننتظر الرد الإسرائيلي يوم الثلاثاء، لقد أخذنا اقتراحات وتعديلات الجانب اللبناني وسوف نفعل كذلك للإسرائيليين”، مؤكدا أنه “في نهاية المطاف يجب أن يتم التوصل إلى اتفاق”.


وأشار إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون استقبل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وقائد الجيش العماد جوزف عون في وقت سابق من الشهر الجاري، حيث ناقشا الاقتراح الفرنسي والملاحظات أخذت بالكامل.


وأعرب الوزير الفرنسي عن أمله في أن تتوصل الأطراف إلى اتفاق “وتقدم لنا اقتراحاتها وأن نسمع ردها على اقتراحاتنا”.
من جانبه، أكد رئيس البرلمان اللبناني في بيان “انتظار لبنان لتسلم الاقتراح الفرنسي الرامي إلى خفض التصعيد ووقف القتال وتطبيق القرار الأممي تمهيداً لدراسته والرد عليه”.


وفي حديث تلفزيوني، قال بري إن سيجورنيه أبلغه بأن ورقة المبادرة الفرنسية ستصل للمسؤولين اللبنانيين خلال ساعات، مضيفا “اتفقنا أن ندرسها بمجرد وصولها”.


وتابع بري أنه قال للوزير الفرنسي أنه “عندما تقف الحرب على غزة تقف الجبهة في لبنان”.


من جهته، قال رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية في بيان بعد محادثاته مع سيجورنيه “إن المبادرة الفرنسية تشكل إطارا عمليا لتطبيق القرار الدولي رقم 1701، الذي يتمسك لبنان بتطبيقه كاملا، مع مطالبة إسرائيل بالالتزام بتنفيذه ووقف عدوانها المدمر على جنوب لبنان، بالإضافة إلى دعم الجيش لتمكينه من القيام بمهامه وتحقيق السلام الدائم على الحدود”.


وفي السياق، صرح وزير الخارجية اللبناني بعد لقائه نظيره الفرنسي بأن الفرنسيين “يتواصلون مع الأمريكيين والإسرائيليين”، مضيفا أنه “لدينا تفاؤل أكثر بنجاح المبادرة الفرنسية، والفرنسيون مصرون على تطبيق القرار 1701.”


ووصل وزير الخارجية الفرنسي السبت إلى بيروت ضمن جولة في المنطقة تشمل السعودية وإسرائيل.