قمة مجموعة السبع تبحث في جوهر المسائل المطروحة

12 يونيو 2021آخر تحديث :
قمة مجموعة السبع تبحث في جوهر المسائل المطروحة

بعدما التقى قادة الدول الصناعية السبع الكبرى مجددا الجمعة، إثر انقطاع دام سنتين تقريبا بسبب جائحة كوفيد-19، تدخل قمتهم السبت في صلب مواضيع البحث المطروحة ولا سيما الوقاية من الأزمات الصحية والدفاع عن نهج متعدد الأطراف.


وسمح افتتاح القمة الجمعة في منطقة كاربيس باي الساحلية في إنكلترا لقادة دول وحكومات ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وبريطانيا والولايات المتحدة وكندا واليابان بالالتقاء وجها لوجه مجددا للمرة الأولى منذ سنتين تقريبا.

وخلال الصورة الجماعية التقليدية وفي حفل استقبال جمعهم مع الملكة اليزابيث الثانية وولي عهد بريطانيا الأمير تشارلز ونجله الأمير وليام، تمكن قادة دول مجموعة السبع الجمعة من استئناف اتصالاتهم حضوريا هذه المرة. ورحبوا بالوافدين الجدد إلى هذا النادي الضيق مثل الرئيس الأميركي جو بايدن العازم على تأكيد عودة بلاده إلى الساحة الدولية وتوحيد صفوف حلفائها في مواجهة الصين وروسيا.


وجدول أعمال السبت، اليوم الثاني للقمة التي تتواصل حتى الأحد، مثقل. وستتوالى جلسات العمل المشتركة والاجتماعات الثنائية بوتيرة سريعة لقادة مجموعة السبع الذين سينضم إليهم نظراؤهم من كوريا الجنوبية وجنوب إفريقيا وأستراليا فضلا عن الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش.


أما مشاركة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، فستكون افتراضية نظرا إلى الوضع الصحي الخطر في بلاده.
تبقى الاستجابة للجائحة إحدى أهم مسائل البحث بعدما رحب رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الجمعة في افتتاح القمة “بالفرصة الرائعة” المتاحة “لإعادة البناء بشكل أفضل وعادل أكثر”.


وبعد الوعود بالتبرع بلقاحات إلى الدول الفقيرة للجم الوباء بسرعة أكبر، يسعى القادة إلى إيجاد السبل لتجنب وقوع أزمة جديدة كهذه التي أسفرت عن وفاة 3,7 ملايين شخص في العالم.


وستوقع مجموعة السبع “إعلان كاربيس باي” الذي قدمته الحكومة البريطانية على أنه “تاريخي” ويتضمن سلسلة من الالتزامات للحؤول دون وقوع كارثة صحية جديدة.


ويشمل خفض المهل لتطوير اللقاحات والعلاجات والتشخيص وتعزيز الرقابة الصحية وبدء إصلاح لمنظمة الصحة العالمية بغية تعزيزها.


قال بوريس جونسون “أنا فخور بأن الديموقراطيات الرئيسية في العالم متحدة اليوم للمرة الأولى للعمل على ألا نكون غير جاهزين” لمواجهة أزمة صحية واسعة النطاق.


وقد يشمل النقاش أيضا مسألة تعليق براءات الاختراع للقاحات وهو موضوع شائك، بغية تسريع إنتاجها. وتؤيد الولايات المتحدة وفرنسا هذا الأمر فيما تعارضه ألمانيا.


وستطغى الدبلوماسية أيضا على مباحثات السبت، مع التطرق إلى مسألة الدفاع متعدد الأطراف وقضايا السياسة الدولية الأساسية التي ستفرد حيزا كبيرا للصين وروسيا.


وتثير النزعات الحمائية لبعض الدول في مواجهة الجائحة والتوتر المتعلق بشبكات الإمداد المتمثل بالنقص العالمي في شبه الموصلات، قلق دول مجموعة السبع.


وينوي قادة هذه الدول تأكيد “قيمهم” المتمثلة بالديموقراطية الليبرالية مع أن ذلك “سيؤدي بالتأكيد إلى مواجهة مع روسيا ومع الصين في بعض الجوانب” على ما حذرت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل الجمعة قبل افتتاح القمة.


ويدفع جو بايدن أيضا باتجاه خطة واسعة للبنى التحتية والمنشآت في إفريقيا وآسيا لمواجهة مبادرة “طرق الحرير الجديدة” التي طرحتها الصين وتهدف إلى تمويل ضخم كبير في الخارج لزيادة نفوذها.


ويطرح موضوع إيرلندا الشمالية أيضا خلال لقاء يبدو صعبا قبل الظهر بين بوريس جونسون ورئيسة المفوضية الأوروبية اورسولا فون دير لايين ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال أملا في إزالة التوتر الذي تلى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.


وسيجري رئيس الوزراء البريطاني محادثات مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي حذر هذا الأسبوع من أن الاتفاقات الموقعة حول بريكست “غير قابلة للمراجعة” رغم عزم لندن بالعودة عن بعض الأحكام المرتبطة بإيرلندا الشمالة، التي تثير قلق الوحدويين وتلقي بظلالها على اتفاقية السلام المبرمة العام 1998 بعد اضطرابات استمرت ثلاثة عقود.


ويلتقي قادة مجموعة السبع مساء حول حفلة شواء على شاطئ البحر في منطقة كورنويل.