الاحتلال يستبيح أراضي أم صفا ويدمر حقول الكرمة والزعتر والتين في جبل الرأس

10 يوليو 2024آخر تحديث :
الاحتلال يستبيح أراضي أم صفا ويدمر حقول الكرمة والزعتر والتين في جبل الرأس

-اقتلاع 220 شجرة كرمة و350 نبة زعتر و17 شجرة تين على 35 دونماً

-طناطرة: ورثت الأرض أباً عن جد وسأورثها لأبنائي، وسأعيد استصلاحها
-صبّاح: المجلس القروي دعم استصلاح عشرات الدونمات لحمايتها من الاستيطان


استيقظ المزارع مصطفى طناطرة (48 عاماً) من قرية أم صفا، شمال غربي رام الله، باكراً صباح أمس، على هدير جرافات جيش الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه، وهي تستبيح وتقتلع وتدمر كروم العنب التي زرعها ورعاها على مدار السنوات الأربع الماضية، حيث كان يستعد لجني محصول أول موسم خلال هذا الشهر والشهر المقبل.


وقال طناطرة، وعلى وجهه آثار الصدمة والغضب والحزن، وبصوت متهدج، إن قوة من جيش الاحتلال والمستوطنين، اقتحموا أرضه صباحاً بالجرافات والآليات، وشرعوا في تجريفها وتخريبها، حيث اقتلعوا 220 شجرة كرمة، و350 نبتة زعتر، و17 شجرة تين، موزعة على أرض مساحتها 35 دونماً، إضافة إلى تدمير خزان كبير للمياه، كان يستخدمه طناطرة لري مزروعاته التي رعاها على مدار أربعة أعوام مضت، آملاً أن تصبح مصدر دخل مهماً لعائلته، من جهة، ولحمايتها من خطر المصادرة لأغراض الاستيطان، من جهة أُخرى.


وقال طناطرة في حديث لـ”القدس” دوت كوم: “استيقظنا على أصوات البلدوزرات، وهي تدمر حقول الكرمة، حيث فرض جيش الاحتلال الإسرائيلي طوقاً وحصاراً حول الأراضي المستهدفة بالتدمير، ومنع أصحابها من الاقتراب”.


وأضاف: “إن مشروع استصلاح وزراعة أرضه كلّفه ما لا يقل عن 200 ألف شيكل، فيما كان يستعد لجني أول محصول عنب منها هذا الموسم. وكان يتوقع أن تصل عائداته من الأرض إلى ما لا يقل عن 40 ألف شيكل، لكن ما حدث الثلاثاء من تدمير للأشجار والمحصول شكّل له صدمة كبيرة.

ورثها أباً عن جدّ

وتابع طناطرة حديثه والقهر يكاد يوقف أنفاسه: “هذه الأرض عزيزة عليّ، فقد ورثها والدي عن جدّي، وأنا ورثتها عن أبي، وسأورثها لأولادي، لذلك بادرت إلى استصلاحها وزراعتها بالعنب والمزروعات الأُخرى، بالرغم من التكلفة العالية لذلك، من أجل حمايتها من خطر الاستيطان المحدق بالقرية”.


ودهمت قوات الاحتلال تساند جرّافتين وطاقماً من ما يُسمّى “الإدارة المدنية” والمستوطنين فجر أمس منطقة جبل الراس في قرية أم صفا، وقامت بتجريف وتدمير مساحات واسعة من الأراضي الزراعية، ومنعت المزارعين أصحاب تلك الأراضي من الوصول إليها وأغلقت الطرق الترابية المؤدية إليها.

قرية مستهدفة بالتوسع الاستيطاني

وتعتبر قرية أم صفا (700نسمة) من أكثر قرى رام الله استهدافاً من قبل الجيش والمستوطنين، ففي ثمانينيات القرن الماضي، صودرت عشرات الدونمات من أراضيها لإقامة مستعمرة “عطيرت” في الجهة الجنوبية الشرقية من القرية، فيما صودرت عشرات الدونمات لإقامة مستعمرة “نفيه تسوف” وتوسيع مستعمرة “حلميش”، شمال غربي القرية. 

كما استولى الاستيطان الرعوي بالقوة على نحو4000 دونم من أراضي القرية المشجرة بالزيتون في الجهة الجنوبية من القرية، في منطقة معروفة باسم “وادي الزيتون”، بالإضافة إلى تجريف حوالي 60 دونماً من أراضي القرية في منطقة جبل الراس من قبل المستوطنين قبل شهرين، استعدادا لإقامة بؤرة استيطانية عليها.


كما يستهدف جيش الاحتلال القرية بالاقتحامات على مدار الساعة، حيث يحتل أسطح المنازل المرتفعة ويستخدمها نقاط مراقبة بالإضافة إلى حملات الاعتقال التي تطال شبان القرية، فيما استشهد مواطنان خلال مواجهات اندلعت العام الماضي في القرية بين الشبان وجنود الاحتلال ومستوطنيه، بالإضافة إلى إغلاق مدخل القرية الذي يسلكه أبناء قرى دير السودان وعجول وعارورة ومزارع النوباني، ببوابة حديدية منذ السابع من تشرين أول/ أكتوبر من العام الماضي، وحتى الآن، وكذلك أغلاق المدخل الغربي المؤدي إلى قرية النبي صالح بالسواتر الترابية.

استصلاح عشرات الدونمات في جبل الراس

وقال مروان صبّاح رئيس المجلس القروي لـ”القدس” دوت كوم، إن المجلس دعم المزارعين لاستصلاح وتشجير60 دونماً من أراضي منطقة جبل الرأس، لتعزيز صمود المواطنين وحماية أراضيهم من خطر المصادرة لأغراض الاستيطان، إلا أن ما حدث أمس الثلاثاء شكل صدمة كبيرة لأهالي القرية، ونحو سبعة مزارعين يمتلكون تلك الأراضي التي قامت قوات الاحتلال ومستوطنوه بتدميرها.


وأضاف صبّاح: “إن محاصرة القرية بالاستيطان من جميع الجهات، يحد من إمكانية توسعها الديموغرافي، معتبراً أن استهداف القرية بهذا الشكل من الاستيطان والاقتحامات اليومية من قبل جيش الاحتلال يهدف إلى تهجير أهل القرية وإبعادهم عن أراضيهم، وهو ما لن يحصل أبداً كما يؤكد الأهالي.


وقال طناطرة: “رغم التدمير والخراب الكبير الذي حل بأرضي اليوم (أمس)، فلن أتركها، لدي عزيمة وإصرار كبيرين لاستصلاحها وزراعتها من جديد، ولن استسلم لممارسات الاحتلال ومستوطنيه الحاقدين الذين يمارسون القهر والظلم بحقنا”.