ملأ آلاف المؤيدين لفلسطين، شوارع العاصمة الأمريكية واشنطن، للاحتجاج ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يتواجد في الولايات المتحدة الأمريكية لإلقاء خطاب في الكونغرس.
وتجمع آلاف المحتجين المعارضين للحرب، التي تشنها إسرائيل على القطاع، بالقرب من مبنى الكابيتول الأمريكي وحمل بعضهم الأعلام الفلسطينية.
ووضعت لافتات على منصة أقامها المحتجون تقول إن الزعيم الإسرائيلي “مجرم حرب مطلوب للعدالة” في إشارة إلى مذكرة الاعتقال التي طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية إصدارها.
تجمع آلاف الأشخاص للتعبير عن استيائهم من سياسات نتنياهو تجاه قطاع غزة الفلسطيني، وأغلقوا حركة المرور في شارع بنسلفانيا، الطريق الرئيسي بين البيت الأبيض والكونغرس.
وإلى جانب المسلمين الأمريكيين والفلسطينيين، شارك في الاحتجاجات العديد من المنظمات اليهودية غير الحكومية ونشطاء حقوق الإنسان الذين يعارضون سياسات نتنياهو.
وحمل المتظاهرون لافتات كتبت عليها عباراتٍ مثل “وقف إطلاق النار الفوري في غزة” و”بيبي الإبادة الجماعية” و”بايدن الإبادة الجماعية” و”فلسطين حرة”.
ومن المنتظر أن يواصل المتظاهرون الذين لم يُسمح لهم بالاقتراب من مبنى الكونغرس، احتجاجاتهم بين البيت الأبيض ومبنى الكونغرس طوال اليوم.
وكذلك نظم متظاهرون مؤيدون لفلسطين، احتجاجات مختلفة في محيط وداخل فندق ووترغيت الذي يقيم فيه نتنياهو.
وردد المتظاهرون شعارات مناهضة للإبادة الجماعية وضد نتنياهو والرئيس الأمريكي جو بايدن، ولم يغادروا الفندق لفترة طويلة.
ابتعاد بعض المشرعين عن خطاب نتنياهو
وعبر بعض المشرعين الأمريكيين عن عدم ارتياحهم لأن يظهروا وكأنهم يؤيدون نتنياهو وحكومته الائتلافية اليمينية المتشددة في الوقت الذي يواجه فيه تراجعا في استطلاعات الرأي في إسرائيل.
وقال السناتور كريس فان هولين للصحافيين “بالنسبة له (نتنياهو)، الأمر كله يتعلق بتعزيز الدعم له في الوطن، وهو أحد الأسباب التي تجعلني لا أرغب في الحضور…لا أريد أن أكون جزءا من دعم سياسي في هذا الخداع. فهو ليس الحارس العظيم للعلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل”.
وقال النائب الجمهوري في مجلس النواب توماس ماسي أيضا إنه لن يحضر خطاب نتنياهو. وكتب على منصة إكس “الغرض من مخاطبة نتنياهو الكونغرس هو تعزيز مكانته السياسية في إسرائيل وتخفيف حدة المعارضة الدولية لحربه. لا أشعر بأنني من أنصار هذا، ولذا لن أحضر”.
ومن بين الديمقراطيين الذين رفضوا الحضور أيضا أعضاء مجلس الشيوخ ديك دربين ثاني أبرز ديمقراطي في المجلس وتيم كين وجيف ميركلي وبريان شاتز، وكلهم أعضاء في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، إضافة إلى باتي موراي التي ترأس لجنة المخصصات بمجلس الشيوخ.
وفي مجلس النواب، كان من بين الذين قرروا عدم الحضور تقدميون مثل النائبتين رشيدة طليب وألكسندرا أوكازيو كورتيز، بالإضافة إلى إيمي بيرا، العضو البارز في لجنة الشؤون الخارجية وآدم سميث أبرز الديمقراطيين في لجنة خدمات القوات المسلحة.
وقال سميث إنه لم يحضر قط اجتماعات مشتركة لكنه وصف نفسه أمس الثلاثاء بأنه “معارض بشدة لما يفعله رئيس الوزراء نتنياهو في إسرائيل”.
ويتغيب عن الحضور كاملا هاريس التي ترأس عادة جلسات إلقاء الكلمة باعتبارها نائب الرئيس. ولن يحضر أيضا السناتور الجمهوري جي.دي. فانس، مرشح ترامب لمنصب نائب الرئيس.
وفي غياب هاريس، كان من الطبيعي أن تتولى موراي رئاسة الجلسة بصفتها عضوة ديمقراطية بارزة في مجلس الشيوخ، لكن سيحل محلها السناتور الديمقراطي بن كاردين الذي يرأس لجنة العلاقات الخارجية.
وتواصل إسرائيل الحرب في تحدٍ لطلب مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية كريم خان إصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو ووزير دفاعها يوآف غالانت؛ لمسؤوليتهما عن “جرائم حرب” و”جرائم ضد الإنسانية” في غزة.
كما تتجاهل قراري مجلس الأمن الدولي بوقف الحرب فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي في غزة.