تجددت الاشتباكات بمختلف أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة بين قوات حكومة الوفاق الوطني وقوات حفتر في محور الرملة، جنوب غربي العاصمة الليبية.
وقالت قوات حكومة الوفاق إنها ردت بالمدفعية الثقيلة على قصف مدفعي من قوات حفتر. وفي وقت سابق، حذر قادة عسكريون في حكومة الوفاق من خرق وقف اتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ مطلع الأسبوع الجاري، ومِـن إمكانية انهيار هذا الاتفاق.
وكان مصدر عسكري تابع لحكومة الوفاق قد أكد في وقت سابق أن قوات حفتر بدأت حشد قواتها جنوبي العاصمة تمهيدا لاستئناف هجماتها على الأرجح، وذلك بعد ساعات من مغادرة حفتر موسكو دون التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار برعاية روسيا وتركيا.
وبحسب المتحدث نفسه، فإن الدعم المتواصل لقوات حفتر لم يتوقف حتى بعد إعلان الهدنة ليلة الأحد الماضي، وهو “ما يثبت أن حفتر أراد الهدنة لإعادة ترتيب مليشياته”، ويضيف أن فرق الرصد التابعة لقوات الوفاق رصدت حشودا في محوري صلاح الدين وعين زارة.
جاهزية للصد
وصرّح قائد منطقة طرابلس العسكرية اللواء عبد الباسط مروان لقناة ليبية، بأن قوات الوفاق على أتم الجاهزية لصد أي محاولة هجوم من قوات حفتر على كافة المحاور.
ويأتي ذلك بعد ساعات من مغادرة حفتر دون توقيع اتفاق وقف إطلاق النار خلال محادثات جرت في موسكو أمس الاثنين بحضور ممثلين عن الجانبين الروسي والتركي وحكومة الوفاق المعترف بها دوليا، والتي وقعت الاتفاق.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن حفتر ينظر بإيجابية إلى الاتفاق مع حكومة الوفاق، وهو بحاجة إلى يومين من أجل إجراء استشارات محلية، وأضافت الوزارة في بيان لها أن وقف إطلاق النار يبقى ساري المفعول إلى أجل غير محدد رغم رفض حفتر التوقيع على اتفاق الهدنة.
وقال وزير الخارجية الليبي محمد سيالة إن روسيا أبلغته بأنها تمارس ضغطا على اللواء حفتر للتوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار.
واحتضنت موسكو أمس مباحثات رباعية غير مباشرة بشأن الصراع المسلح في ليبيا، بين ممثلين عن الجانبين الروسي والتركي، ووفد للحكومة الليبية المعترف بها دوليا وآخر لحكومة طبرق المدعومة من حفتر.
وذكرت روسيا أن كلا من رئيس حكومة الوفاق فايز السراج، ورئيس المجلس الأعلى للدولة الليبي خالد المشري وقعا على نص مسودة لوقف إطلاق النار، بينما طلب وفد حفتر ورئيس مجلس النواب في طبرق عقيلة صالح مهلة حتى صباح الثلاثاء.
وفي وقت سابق اليوم، حذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حفتر من مغبة استئناف هجومه على طرابلس، وشدد قائلا في كلمة ألقاها أمام كتلة حزب العدالة والتنمية في البرلمان “لن نتردد في تلقين حفتر الدرس اللازم حال واصل اعتداءه على أشقائنا الليبيين والحكومة الشرعية للبلاد”.
وصرح وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو -عقب مغادرة حفتر موسكو دون توقيع اتفاق وقف إطلاق النار- إن ذلك “أظهر من يسعى للسلام، ومن يريد الحرب في ليبيا”.
في المقابل، ذكرت قناة 218 الليبية الموالية لحفتر عبر موقعها الإلكتروني -دون الإشارة إلى مصدر معلوماتها- أن رئيس حكومة الوفاق طلب خلال المباحثات في موسكو التي جرت عبر اجتماعات منفصلة للأطراف الليبية، عودة قوات حفتر لمواقعها التي سبقت 4 أبريل/نيسان 2019، وهو اليوم الذي بدأت فيه قوات حفتر هجومها على العاصمة طرابلس.
وأضافت القناة أن وفد الحكومة التابعة لحفتر رفض طلب السراج، في حين ضغط الجانب الروسي بشكل كبير على الأطراف الليبية لتوقيع الاتفاق.