لم يدر بمخيلة المواطنة “أم عائد كفينة” من سكان جباليا شمال قطاع غزة، أنها ستفقد مولودها الجديد بطريقة غامضة في أحد مستشفيات شمال قطاع غزة بعد ثلاثة أيام فقط على ولادته وقبل أن تتمكن من رؤيته ولو للحظة واحدة.
كفينة التي كانت ترى مولودها جنينا عبر أجهزة التصوير في إحدى العيادات الخاصة وهو بصحة جيدة، قالت، أنه أجريت لها منذ ثلاثة أيام عملية ولادة قيصرية في مستشفى بلسم العسكري شمال قطاع غزة. وبينت أن الأطباء وزوجها أخبروها بأن طفلها بخير وصحة جيدة ولكنه بحاجة للبقاء في حضانة للرعاية الطبية الاعتيادية، لافتةً إلى أن الأطباء رفضوا طلبها رؤية طفلها بعد ساعات من الولادة.
ويشير زوجها محمود إلى أنه سمح له مرة واحدة فقط لرؤية طفله من خارج غرفة الحضانة عن بُعد بعد ولادته وقد بدت صحته جيدة، مبينا أنه لم يسمح له فيما بعد على مدار 3 أيام من الولادة برؤية طفله وكان الأطباء يطمئنونه باستمرار أن حالته جيدة ولكن سيتم السماح بإخراجه من الحضانة بعد أن تتعافى والدته من آثار العملية القيصرية.
وذكر أن الأمن بدأ بمنعه من دخول قسم الولادة في المستشفى بذرائع واهية، وأنه لم يستطع وزوجته من رؤية طفلهما ومنعوا افادتنا بأية معلومة حول صحته سوى التأكيد أنه بخير ومنعونا من زيارته وحتى منعوني من زيارة زوجتي، كما قال.
وأشار إلى أن بعض الأطباء كانوا يتحججون أن منع زيارة الطفل تأتي تخوفا من تلوث الجو، موضحا أنهم كانوا يتحملون ويصمتون لتجنب مشكلة أكبر خاصةً وأنهم كانوا يتلقون وعودا أنهم سيأخذون الطفل بعد ثلاثة أو أربعة أيام من ولادته.
ولفت الى أنه توجه أمس الاثنين إلى المستشفى بهدف زيارة زوجته ورؤية طفله إلا أن الأمن رفض إدخاله قبل أن تقع بينهما مشادة، مبينا أنه لم تمر ساعات فقط على هذه الحادثة حتى عاد للبيت وتحدث هاتفيا مع زوجته التي استغربت منعه من الزيارة على الرغم من أن المستشفى كان يكتظ بالرجال الذين يسمح لهم بالدخول لزيارة زوجاتهم.
وأضاف “لم تمر سوى عدة ساعات أخرى حتى أبلغت بأن الطفل قد توفي وتم تسليمه بعد تكفينه لجدته، فعدت للمستشفى سريعا ومنعوني مرةً أخرى من الدخول وبعد مشادة جديدة سمح لي بذلك قبل أن اكتشف وجود كدمات كبيرة في وجه الطفل”.
وتابع “يبدو أن الطفل وقع منهم في قسم الحضانة وكانوا يحاولون إنقاذه ولكنهم فشلوا”، مبينا أن رواية الأطباء كانت متناقضة حول أسباب وفاته، فقد ادعوا وجود كيس على الرئتين ووجود مشاكل بجهاز القلب وأحدهم كان يتحدث عن شلل نصفي رغم أن حركة كانت تبدو طبيعية جدا بعد الولادة حين سمح لنا رؤيته عن بعد.
وذكر أنه حين توجه لدفن طفله كانت الدماء تنزف من أنفه بشكل كبير، معربا عن استغرابه مما جرى ، محملا إدارة المستشفى المسؤولية الكاملة ومطالبا بفتح تحقيق للوقوف على حقيقة ما جرى.
ومن جانبه قال المدير العام لمستشفى بلسم الدكتور محمد شحادة لـ القدس دوت كوم، أن الطفل كان يعاني من وجود كيس هوائي على الرئة اليسرى وأنه كان يعاني من التنفس وأدخل فور ولادته إلى الحضانة وكان يتم متابعته طبيا، مشيرا الى وجود صور أشعة وتقارير تفيد بأن الطفل فور ولادته كان يعاني من هذه المشكلة.
ونفى شحادة رواية العائلة حول منعها من رؤية طفلها، مبينا أنه في بعض الأحيان كانوا يمنعون لأسباب طبية بحتة حيث كان يتم متابعته على الدوام، كما نفى روايتها أنها لا تعلم بحالته منذ اللحظة الأولى.
وحول الكدمات التي ظهرت على وجه الطفل، أوضح شحادة أن الطفل بسبب ولادته القيصرية يعاني بشكل طبيعي من إزرقاق في الوجه وأنها لم تكن كدمات كما قالت عائلته، مشيرا إلى أن الطفل كان يتلقى تنفسا صناعيا وقد تكون أيضا أدت لوجود بعض العلامات على الوجه.
وحول نزيف الدم من أنف الطفل، نفى إمكانية حدوث ذلك خاصةً وأن كميات الدم في جسم الطفل محدودة جدا مقارنةً بالشخص الكبير، مؤكدا على استعداد المستشفى للمثول أمام لجنة تحقيق طبية للوقوف على حقيقة ما جرى. paidofebril.