تركيا تطوي خلافها مع اسرائيل … وأردوغان يتحدث عن إنجازاته لصالح غزة

28 يونيو 2016آخر تحديث :
تركيا تطوي خلافها مع اسرائيل … وأردوغان يتحدث عن إنجازاته لصالح غزة

birth control pills online pharmacy. أوضح الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الشروط التي سبقت توصل بلاده إلى اتفاق لتطبيع العلاقات مع إسرائيل والجهود والمبادرات التي رافقت مسار التفاوض.
وقال إن العلاقات مع إسرائيل مرت بمرحلة عصيبة عقب حادثة استشهاد عشرة أتراك في الاعتداء على سفينة “مافي مرمرة”، التي كانت تحمل مساعدات للفلسطينين عام 2010.
كلام أردوغان جاء في كلمة ألقاها الاثنين، في مأدبة إفطار أعدتها الرئاسة التركية، لعدد من المواطنين في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة.
وأشار أنه كانت هناك مبادرات، عقب الحادثة، من جانب العديد من الأطراف، وعلى رأسها الولايات المتحدة، من أجل تسوية القضية، مضيفًا: “من البداية قلت إنه يجب تحقيق ثلاثة شروط من أجل تسوية العلاقات مع إسرائيل. وهو ما قلته عندما كنت رئيسًا للوزراء، ورئيسًا للجمهورية”.
وأوضح أن الشرط الأول كان تقديم إسرائيل اعتذارا رسميا لتركيا، مشيرًا أن “رئيس الوزراء الإسرائيلي قدم شخصيًّا هذا الاعتذار لي، وشهد على ذلك الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، عام 2013”.
ولفت إلى أن الشرط الثاني كان “دفع إسرائيل تعويضات لذوي الأبرياء الذين استشهدوا في حادثة “مافي مرمرة”، وهذا الشرط، الذي تم التوافق عليه مبدئيًّا، وتحقق بعد التأكيد على أن مبلغ التعويضات هو 20 مليون دولار”، موضحًا أن إسرائيل ستدفع مبلغ مليوني دولار لحساب يفتح في المصرف عن كل شهيد.
أما الشرط الثالث، فتمثل في رفع الحصار عن غزة لتحسين ظروف معيشة الفلسطينيين المقيمين في القطاع، والذي كان غاية شهداء “مافي مرمرة”، الذين بذلوا أرواحهم لأجله، بحسب الرئيس التركي.
وفي هذا الصدد أشار إلى تأكيده على ضرورة حل مشكلة البنية التحتية لشبكتي الكهرباء والماء في غزة، بموجب الاتفاق، الذي تم التوصل إليه أمس في روما، مضيفًا: “لأن الطاقة تزوَّد أربع أو ست ساعات في اليوم، والظلام مخيم في أغلب الأوقات”.
ولفت إلى أنه اقترح إرسال سفينة قادرة على تزويد القطاع بالكهرباء، أو مده بالطاقة من محطة تشغلها ألمانيا في المنطقة، إضافة إلى تجديد بلاده لجميع الشبكات في غزة، موضحًا أن هذا الطلب أيضًا لقي قبولًا من جانب إسرائيل.
وأفاد أردوغان أن المشكلة حاليًّا في الماء، “ولهذا اقترحنا تحلية ماء البحر أو شراء الماء، أو التنقيب عنه، وهذا قبلوه أيضًا، بل إنهم أفادوا بإمكانية تقديمهم 50 مليون متر مكعب من الماء”.
وتابع “ستصل المساعدات، في المجالات الغذائية والصحية والسكنية والاحتياجات الرئيسية، إلى غزة عن طريق تركيا، وسنرسل قبل العيد(الفطر) سفينة تحمل 14 ألف طن من المساعدات”.
وأشار إلى أنه سيتم إنجاز مشروع المدينة الصناعية في جنين بالضفة الغربية، حتى يستفيد منه الفلسطينيون.
وأوضح الرئيس التركي أنه بحث مسألة تطبيع العلاقات بين تركيا وإسرائيل مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس، مشيراً أن المسؤولين الفلسطينيين يقيمون الوضع بشكل إيجابي.
وقال أردوغان “رفضنا لغاية اليوم أي شروط أو ضغوط من شأنها الإخلال بحقوق الفلسطينيين، أو إيذاء أرواح شهداء سفينة مافي مرمرة، ولن نقبل بذلك”.
وأضاف: “إن شاء الله سنتخذ خطوات سريعة من أجل تفادي الضرر الذي عاشه الفلسطينيون في غزة منذ سنوات طويلة”.
وأشار أردوغان أن أول سفينة تركية محملة بعشرة آلاف طن من المساعدات الإنسانية ستتحرك يوم الجمعة المقبل باتجاه ميناء أشدود، لنقلها إلى قطاع غزة قبيل عيد الفطر.
ولفت أنهم “في الوقت الذي يبذلون فيه جهوداً لحماية حقوق أخوتهم الفلسطينيين في القطاع والضفة الغربية، فأنهم لم ينسوا أبداً مسألة القدس والمسجد الأقصى”.
في سياق آخر، قال الرئيس التركي، إنه أعرب عن حزنه لحادثة إسقاط الطائرة الروسية، في رسالته إلى نظيره الروسي فلادمير بوتين.
وتطرق أردوغان، في كلمته، إلى أزمة اللجوء التي يعاني منها الاتحاد الأوروبي، قائلاً “لم يستطع الاتحاد الأوروبي احتواء أزمة اللاجئين الذين تعتبر أرقامهم قليلة بالنسبة للاتحاد”.
وشدد أنه “لو كانت الجهات الدولية قبلت باقتراح تركيا، وتقديم الدعم لها، بخصوص إيجاد حل للأزمة السورية منذ بدايتها، لما وصلت المنطقة إلى ما آلت إليه اليوم”.
وأضاف “قلت لهم تعالوا ننشئ منطقة آمنة شمالي سوريا، فارغة من الإرهاب، ونقوم بتدريب المعارضة المعتدلة”، مردفًا “لو كان المقترح التركي نفّذ الآن لما وصل اللاجئون إلى أوروبا، أو تركيا، وكان سيعيشون في أمان وهدوء بتلك المنطقة”.
ومضى بالقول “في نهاية المطاف مالذي حدث؟ فقد نحو 600 ألف سوري بريء مظلوم أرواحهم، على أيدي المنظمات الإرهابية، وقوات النظام الملطخة أيديها بالدماء، على مرأى العالم”.
وتابع أردوغان “قضوا تحت القنابل الفوسفورية، والبراميل المتفجرة”، مستدركًا “لكن لا تنسوا أن حق المظلوم لا يضيع، وسيأتي اليوم الذي يحاسب فيه كل من شارك في المجازر التي ارتكبت في سوريا”.