أعادت حادثة وفاة رضيع لم يتجاوز بضعة أسابيع وهو يوسف طوطح في حضانة غير مرخصة في قرية كفر عقب شمال القدس المحتلة إلى الأذهان حادثة تعرض أحد الأطفال في بيتونيا للذبح على يد شاب مضطرب نفسيا في حضانة منزلية غير مرخصة لوالدته قبل بضعة أشهر.
من جانبها، فتحت الشرطة والنيابة العامة حسب المتحدث باسم الشرطة المقدم لؤي ارزيقات، تحقيقا بوفاة الرضيع طوطح الذي توفي أثناء تواجده في حضانة غير مرخصة بكفر عقب، شمال مدينة القدس المحتلة.
وأوضح ارزيقات، في اتصال هاتفي مع “وفا”، أن الرضيع طوطح وصل إلى مجمع فلسطين الطبي متوفيا، وأن قوة من إدارة المباحث العامة وقسم التحقيق بشرطة ضواحي القدس تحركت فورا إلى المستشفى وباشرت التحقيق.
وتابع أن رئيس نيابة رام الله علاء التميمي قرر التحفظ على الجثة وتحويلها إلى معهد الطب الشرعي للوقوف على أسباب الوفاة، كما قرر إغلاق الحضانة وتوقيف المسؤولة عنها بعد أن أجريت معاينة لها.
من جانبها قالت مها أمان الله المتحدثة الإعلامية باسم وزارة التنمية الاجتماعية، لـ “وفا”، إن الحضانة غير مرخصة وغير ملتزمة بقانون الحضانات الفلسطينية.
وأضافت أمان الله أن الوزارة لا تتحمل أية مسؤولية عن الحضانات العبثية غير المرخصة وستصدر وزارة التنمية الاجتماعية دليل الإجراءات لترخيص لحضانات، والدليل يحذر من وضع الأطفال في الحضانات غير المرخصة ومن يساعد ويسهم في عمل الحضانات غير المرخصة يلاحق قانونيا، والوزارة لا تتحمل مسؤولية ما تقوم به هذه الحضانات غير المرخصة وبينها الحضانة التي توفي فيها الطفل طوطح، ولا يوجد لديها أي ملف داخل وزارة التنمية الاجتماعية.
وقدمت أمان الله التعازي لعائلة الطفل وحذرت الأهالي من وضع أبنائهم في الحضانات غير المرخصة.
إلى ذلك، قال مدير دائرة الحضانات في الإدارة العامة للأسرة في وزارة التنمية الاجتماعية بريغيث بريغيث، لــ “وفا” إنه يوجد 3 حضانات مرخصة في كفر عقب والحضانة التي توفي فيها الطفل طوطح ليست مرخصة أبدا ولم تتقدم بطلب ترخيص أيضا للوزارة حسب القانون.
وقال إن لدى التنمية الاجتماعية 12 مشرفا موجودا في الميدان للرقابة على 160 حضانة مرخصة في فلسطين، ويوجد 20 حضانة أخرى قيد الترخيص، ونحن نعمل مع الشركاء الخمسة الأخرين في الرقابة على الحضانات لوضع معايير ونظام اعتماد وجودة خدمة للحضانات ودليل لعمل المربيات.
وأضاف، أن “الوزارة تعتمد على الشكاوى المقدمة من المواطنين بشكل مباشر ويتم متابعتها واتخاذ إجراءات بها إذا سجلت مخالفات من قبل الحضانات، وقمنا بمخالفة وإغلاق 6 حضانات وأنذرنا 3 حضانات وتم إعادة تعديل وضعها”.
وفي سياق متصل، قال بريغيث إنه تجري الرقابة على ملفات الموظفين العاملين في الحضانات، وأن تكون المربيات قد استوفت الشروط المحددة في لائحة تنظيم دور الحضانة، ويجري التأكد عند كل زيارة من هذا الأمر، كذلك يجري التأكد من وجود سجل لكل طفل في الحضانة بعد القيام بفحص طبي له فور دخوله للحضانة.
وقال إن “ملفات التجديد والترخيص للحضانات يجري فحص تخصص المربيات ومواءمة أوراقهن لما هو مطلوب في اللائحة التنفيذية، ونأخذ تعهدا خطيا من أصحاب الحضانات بالالتزام باللائحة الخاصة بتنظيم عمل دور الحضانة”.
وفيما يتعلق بالحضانات البيتية التي تديرها ربات بيوت قال بريغيث، إنه لا يوجد شيء يسمى الحضانات البيتية، ففي لائحة تنظيم دور الحضانات لا تتضمن مراقبة الحضانات البيتية، وهذا جزء من النقص في اللائحة، مشيرا إلى أنه في السابق كانت الشؤون الاجتماعية تراقب هذه الحضانات وتقوم بترخيص بعضها وإغلاق بعضها الأخر أما اليوم فلا يوجد في القانون مادة تتيح مراقبة هذه الحضانات وتنظيم وضعها.
وبين أن الوزارة أصدرت تعليمات بالتركيز على زيارة الحضانات وتفقدها أيضا في المناطق المهمشة والمناطق “ج”، لتصويب وضع الحضانات هناك، لكن المشكلة في الإمكانيات رغم أن الطاقم العامل في الرقابة يبذل جهده، فكيف لمحافظة مثل الخليل بها قرابة 800 ألف مواطن يوجد فيها مراقب واحد على الحضانات.؟؟
وناشد مجددا الأهالي متابعة أبنائهم والتأكد من وجود ترخيص في الحضانات، وعدم وضع أبنائهم في حضانات غير مرخصة وغير مستوفية للشروط.
بلال غيث كسواني dydrogesterone.
