” فرحة كبيرة لا تسعنا.. أرواحنا ردت علينا و عاد بيتنا لنا “، هذه كانت كلمات الفرح التي عبر بها الإبن” حازم زكى البكرى” ، بعد قرار طرد المستوطنين من المنزل المعروف باسم “بيت البكري” في منطقة تل الرميد بمدينة الخليل بالضفة الغربية المحتلة خلال 45 يوما.
ففي دليل جديد على صفقات التزوير التي تقوم بها عصابات المستوطنين وبتواطؤ حكومي اسرائيلي وضمن محاولاتهم لإفراغ البلدة القديمة في الخليل، انتزعت لجنة إعمار الخليل، قرارا يقضي بإخلاء المستوطنين من مبنى البكري، الواقع في منطقة تل الرميدة بالبلدة القديمة بالخليل، بعد صراع قانوني دام 15 عاما في أروقة المحاكم الإسرائيلية بمختلف أنواعها.
وقال البكري: “ما حدث كان كابوس عشناه طويلا، الآن نجرى ترتيبات مع لجنة إعمار الخليل للعودة واستلام المنزل بعد أن هجرنا وطرنا منه منذ 15 عاما تحديدا في العام 2005”.
وأصدرت محكمة الاحتلال المركزية في القدس قراراً يقضي بإخلاء المستوطنين من منزل عائلة البكري في مدينة الخليل بعد السيطرة عليه بالقوة عام ٢٠٠٥، هذا واستخدم المستوطنون أوراقاً مزورة أمام المحكمة للبقاء في المنزل عندما لجأ أصحابه لمحاكم الاحتلال.
وحول قرار إخلاء المستوطنين من بيت البكري، قال رئيس لجنة الإعمار-رئيس بلدية الخليل تيسير أبو سنينة: “هذه الأرض ستبقى فلسطينية، و نقول للمستوطنين لا أمل لكم في البقاء على هذه الأرض وسترحلون عنها، وأنه سيتم اتباع كل الوسائل المتاحة لتكون هذه الأرض والعقارات لأصحابها من الفلسطينيين”.
وأوضح أبو سنية، في حديث لقناة” الغد”، أن هذا مؤشر يدلل على أن المستوطنين ليس لهم أدنى حق في هذا البلد، وأن هذا القرار يشكل صفعة لكل المحاولات الهادفة لتفريغ البلدة القديمة من سكانها الأصليين، ويُعيد الحق لأهله مهما طال الزمن”.
وذكر أبو سنينة أنه سيتم تعويض أصحاب المنزل بمبلغ مالي يصل إلى 600 ألف شيكل، مبينا أن المنزل مكوّن من ثلاثة طوابق بمساحة 512م.
ومن جهته، ذكر توفيق جحشن محامي لجنة إعمار الخليل، بأن المحاكم الإسرائيلية عمدت إلى اتباع منهجية التسويف والمماطلة في الإجراءات القضائية من خلال قبولها دعاوى لا تحمل شكلا ولا مضمونا قانونيا، بهدف إطالة أمد مكوث المستوطنين في المبنى وثني لجنة إعمار الخليل عن المطالبة به.
وأضاف أنه بعد كافة هذه المقارعات القضائية التي استمرت 15 عاما، أصدرت المحكمة المركزية الإسرائيلية قرارا برد استئناف المستوطنين وإخلائهم، وتغريمهم عن الفترة التي مكثوا فيها في المبنى .
وتقع البلدة القديمة من مدينة الخليل -بما فيها المسجد الإبراهيمي- ضمن منطقة أطلق عليها “خ2” حسب “اتفاق الخليل” الموقع عام 1997 بين منظمة التحرير الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية، وتشكل نحو 20% من مساحة المدينة ويسكنها نحو 45 ألف فلسطيني، في حين تسلمت السلطة الفلسطينية المساحة المتبقية وأطلق عليها “خ1” ويقطنها نحو 220 ألف فلسطيني