أزمة «مماطلة وتسويف»..لبنان يواجه «ولادة متعثرة» للحكومة

5 يناير 2020آخر تحديث :
أزمة «مماطلة وتسويف»..لبنان يواجه «ولادة متعثرة» للحكومة

تحذر الدوائر السياسية في بيروت، من تأخر تشكيل الحكومة الجديدة، مشيرة إلى أن تشكيل الحكومة يمثل في ظل الظروف الراهنة «عمل استثنائي في ظروف استثنائية»، وأن الولادة المتعثرة للحكومة ترجع إلى إشكاليات مماطلة وتسويف من القوى السياسية، رغم تدهور الأوضاع  في وطن على مفترق خطير جداً، بعد أن كشفت الثورة المستور، وحددت الأمراض في الحياة السياسية والاقتصادية والمالية والتربوية والتعليمية والصحية والأمنية والبيئية، الناتجة عن الفساد والفاسدين .

عمل إستثنائي في ظروف إستثنائية

وأكد محللون سياسيون في بيروت، أن ضرورات تشكيل الحكومة وبسرعة، أشبه  بـ «عمل إستثنائي في ظروف إستثنائية»، من أجل تعويض ما فات لبنان من مستلزمات الصمود والبدء تديريجيًا في إستيعاب المرحلة الدقيقة، وإن كانت الحكومة ستتألف عاجلًا أم آجلًا، على رغم التباينات في وجهات النظر بين أطراف القوى السياسية، وخاصة بين  الرئيس المكّلف حسّان دياب وبين  «التيار الوطني الحر» من جهة، وبينه وبين  «حزب الله» وحركة «امل» من جهة ثانية، إذ يرفض  «دياب» عودة أي من الوزراء في الحكومة السابقة،  إلاّ أن هذه الإشكالية لا تبدو مستعصية على الحل بعد تأكيد رئيس الجمهورية  العماد ميشال عون، أنه سيبذل كل الجهود من أجل أن تولد الحكومة في أسرع وقت، وذلك لأن وضع البلاد لا يحتمل المزيد من المماطلة والتسويف.

 

ماذا ستفعل الحكومة ومن أين ستبدأ؟

ويرى المحلل السياسي اللبناني، زهير الماجد، أن هناك عجزا «مشبوها» للسياسيين  الذين يقفون متفرّجين أمام عثرات تشكيل الحكومة، رغم  الإشكاليات الطفيفة التي لن تكون سببًا جوهريًا في تأخر قيام الحكومة، وحتى رغم الضغوطات التي تمارس على الرئيس المكّلف «حسان دياب» في الشارع  السني، الذي يعبّر عن رفضه له، وإعتباره غير ممثل له، الأمر الذي قد يكون عاملًا غير مساعد، في حال تأخر التفاهم على الصيغة النهائية للحكومة.

وأضاف المحلل السياسي أن  هناك من يبذل أقصى الجهود من أجل تذليل ما تبقى من عقد من أمام ولادة طبيعية للحكومة، وفي حقيقة الأمر فإن الأهم من كل ذلك هو، ماذا ستفعل هذه الحكومة ومن أين ستبدأ، في ظل الوضع المأسوي التي تعيشه البلاد، من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه بالنسبة إلى الوضع المالي المتعثر وإعادة الثقة بالقطاع المصرفي، أي هل تستطيع الحكومة الجديدة أن تتخذ  قرارات في مستوى ما تفرضه المرحلة الراهنة، وهل ستكون في المستوى المطلوب سياسيًا.

 

  • ورغم كل الأجواء المتفائلة بقرب الولادة «الطبيعية» للحكومية، تبددت هذه الأجواء، ليرحٓل التأليف الى مواعيد جديدة غير محددة..وكل ذلك يحتاج إلى عمل إستثنائي في ظروف إستثنائية جدًا، بحسب تقارير وسائل الإعلام اللبنانية

المخاض الحكومي متعثر

ورغم التحديات الخطيرة والداهمة التي فرضها اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني، على المنطقة عموما ولبنان في شكل خاص، والتي تفترض جهوزية داخلية لمواجهة اي تداعيات محتملة لانتقال الصراع الاميركي الايراني الى مستويات المواجهة المحمومة أمنيا وعسكريا، يستمر المخاض الحكومي متعثرا، بحسب تقرير صحيفة النهار اللبنانية، ورغم خطورة الأوضاع المالية والاقتصادية التي تهدد البلاد بانفجار اجتماعي وبافلاس وانهيار محتم.

ورغم مشاهد تحركات الانتفاضة الشعبية التي تتفلت من عقالها وتنزلق إلى أعمال الشغب والتكسير، وسط غياب أي أفق واضح على المديين القصير والمتوسط، تستمر العقد المهيمنة على الملف الحكومي، ضاربة بعرض الحائط كل التحديات الراهنة، وحتى اللاحقة منها والتي ستكون النتيجة الحتمية لاستمرار حال المراوحة والمماطلة التي تزيد الأوضاع تعقيدا وهشاشة في وجه الرياح العاتية الضاربة من كل حدب.

 

لبنان دخل مرحلة  الشلل العام

ويشير تقرير الصحيفة اللبنانية إلى صورة المشهد الحكومي وتعقيداته، والذي يلقي بثقله على الرئيس المكلف حسان دياب الذي بدأ يستشعر الألغام الموضوعة في طريقه،  رغم أن لبنان وعلى ما هو عليه بحاجة الى عمليات انقاذية سريعة لانه دخل في الشلل العام الذي يستلزم العناية الفائقة، من اخصائيين في كل مناحي الحياة، حيث لم تعد تنفع المعالجات الروتينية مع التخفي وراء الحزبية والطائفية والمذهبية التي فقدت صلاحيتها الى غير رجعة، وأن اي توجه أو محاولة تفعيل لدور هؤلاء سيسقط لان ما فعلوه منذ الاستقلال الى اليوم ادى الى انهيار عام شامل في البلد.

 

  • وسيكون على  رئيس الحكومة المكلف «حسان دياب» مواجهة الشارع الذي عاد إلى تحركاته الغاضبة وإلى تقطيع أوصال المناطق باغلاق الطرقات إحتجاجا على تكليفه بداية، وعدم تمكنه من إنجاز حكومة ترضي الحراك الشعبي ، إضافة إلى إنتظار ما ستؤول إليه التطورات في المنطقة لا سيما بعد إغتيال قائد فيلق القدس، اللواء  سليماني،  بغارة أمريكية في  العراق وإنعكاس ذلك على  لبنان.