أعلن الحرس الثوري الإيراني ، صباح اليوم الأربعاء، أن قاعدة عين الأسد التي تضم قوات أمريكية في غرب العراق “دمرت تماما” بعد قصف صاروخي إيراني “ردا مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني”.
وكان الجيش الثوري الإيراني قد أعلن إطلاق عدد من الصواريخ الباليستية على القاعدة المذكورة التي تتمركز فيها غالبية القوات الأمريكية الموجودة بالعراق، في حين تم سماع دوي انفجارات في مدينة أربيل بكردستان العراق.
وقامت وكالة فارس الإيرانية للأنباء بنشر مقاطع لعملية القصف.
وأفاد ضابط عسكري بالجيش العراقي، بوقوع خسائر مادية في القصف الصاروخي الإيراني على قاعدة “عين الأسد” التي تضم قوات أمريكية.
وقال الضابط – رفض الكشف عن هويته – وهو برتبة مقدم، أن “تسعة صواريخ استهدفت قاعدة عين الأسد بناحية البغدادي 90 كم غرب الرمادي التي تضم القوات الأمريكية”، مبينا أن “أعمدة النيران والدخان تصاعدت من القاعدة”.
وأضاف الضابط العراقي، أن “خسائر مادية وقعت بصفوف القوات الأمريكية” دون معرفة حجم الخسائر البشرية؛ لمنع القوات الأمريكية أية قوة عراقية من الاقتراب من مكان تواجدها”، مرجحا كذلك سقوط إصابات بصفوف القوات العراقية التي تتواجد في قاعدة عين الاسد”.
ولفت الضابط العسكري، إلى وجود طيران أمريكي كثيف فوق قاعدة “عين الأسد” تحسبا من هجمات أخرى تستهدف القوات الأمريكية”.
و أعلن البنتاغون أن إيران أطلقت فجر الأربعاء “أكثر من 12 صاروخاً” على قاعدتي عين الأسد وأربيل اللتين تستخدمهما القوات الأميركية في العراق، مشيراً إلى أنّه بصدد تقييم الأضرار ودرس سبل “الردّ” على هذه الضربة التي قالت طهران إنّها شنّتها انتقاماً لمقتل الجنرال قاسم سليماني بغارة أمريكية في بغداد الأسبوع الماضي.
وقال مساعد وزير الدفاع الأمريكي للشؤون العامة جوناثان هوفمان في بيان إن الوزارة تجري “تقييما أولياً للأضرار” وتدرس “الردّ” على الهجوم.
وأضاف أنّه مساء الثلاثاء “قرابة الساعة 5,30 (22,30 ت غ) من 7 كانون الثاني/يناير أطلقت إيران أكثر من 12 صاروخاً بالستياً على القوات الأميركية وقوات التحالف في العراق”.
وتابع البيان أنه من الواضح أنّ هذه الصواريخ أطلقت من إيران واستهدفت على الأقل قاعدتين عسكريتين عراقيتين تستخدمهما القوات الأمريكية وقوات التحالف في عين الأسد وإربيل”.
ولم ترد على الفور تقارير عن إصابات في القاعدتين.
زقال الجيش الأمريكي إن إيران شنت هجوما كبيرا بالصواريخ الباليستية على القوات التي تقودها الولايات المتحدة في العراق، بما قد يوقد شرارة جولة تصعيد جديدة في المواجهة الدائرة بين واشنطن وطهران.
وأضاف الجيش الأمريكي أنه يجري تقييما للأضرار وأي إصابات بشرية في قاعدة عين الأسد بالعراق، والتي زارها الرئيس دونالد ترامب في ديسمبر/ كانون الأول 2018، وبمنشأة أخرى في أربيل.
وقال جوناثان هوفمان، المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، في البيان “من الواضح أن هذه الصواريخ قد أُطلقت من إيران.
“نعكف على تقييم الوضع وردنا، وسنتخذ كل الخطوات الضرورية لحماية الجنود الأمريكيين والشركاء والحلفاء في المنطقة والدفاع عنهم.”
يأتي الهجوم بعد ساعات فحسب من قول وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر إن للولايات المتحدة أن تتوقع ردا إيرانيا على قتلها القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني في ضربة بطائرة مسيرة يوم الجمعة.
وأحجم إسبر عن الخوض في تفاصيل أي تقييم مخابراتي قاد إلى ذلك التقييم أو التعليق بشأن تحركات عسكرية إيرانية قد تشي بنوايا طهران.
كانت رويترز أوردت أن سلاح الصواريخ الإيراني قد وُضع في حالة تأهب قصوى.
من جهته، قال البيت الأبيض في بيان إن الرئيس دونالد ترامب أحيط علماً بالهجوم وهو “يراقب الأوضاع عن كثب ويجري اجتماعات مع فريقه الأمني”.
وكان مصدر أمني عراقي أكد لوكالة فرانس برس سقوط تسعة صواريخ على الأقل ليل الثلاثاء الأربعاء على قاعدة عين الأسد الجوية في غرب العراق، حيث يتمركز جنود أمريكيون.
وقالت المتحدثة باسم البيت الابيض، ستيفاني جريشام، يوم الثلاثاء (بالتوقيت المحلي) إن الرئيس دونالد ترامب اطلع على تقارير عن هجوم على منشآت أمريكية في العراق وإنه يتابع الوضع.
وقالت جريشام في بيان “نحن على علم بتقارير عن هجمات على منشآت أمريكية في العراق. تم اطلاع الرئيس وهو يتابع الوضع عن كثب ويتشاور مع فريقه للأمن القومي”.تجدر الإشارة إلى أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، كان قد زار العراق يوم 28 ديسمبر/كانون أول المنصرم، والتقى الجنود الأمريكيين بالقاعدة المذكورة.
ويأتي هذا الهجوم الصاروخي، بعد نحو 24 ساعة فقط من ارتباك أمريكي مع إعلام الانسحاب من العراق ثم نفيه من قبل البنتاغون.
وكانت معلومات استخباراتية أمريكية كشفت عن تحركات عسكرية إيرانية، وسط تصاعد التوتر مع الولايات المتحدة إثر ضربة قاضية استهدفت، الجمعة الماضية، قائد فيلق القدس الإيراني، قاسم سليماني، والقيادي في ميليشيات الحشد الشعبي العراقي، أبو مهدي المهندس.
توعد الحرس الثوري الإيراني، الولايات المتحدة، برد “أكثر عنفاً وسحقاً” إذا ردت قواتها على الهجوم
وشكل هذا التطور تصعيداً كبيراً بين الولايات المتحدة وإيران، وهما حليفان لبغداد وسط مخاوف واسعة في العراق من تحول البلد إلى ساحة صراع بين واشنطن وطهران.
وكان الرئيس الأمريكي ترامب قد هدد، الإثنين، بفرض عقوبات على العراق إذا طالبت بغداد برحيل القوات الأمريكية بطريقة غير ودية.
وينتشر نحو خمسة آلاف جندي أمريكي في قواعد عسكرية بأرجاء العراق، ضمن التحالف الدولي لمحاربة تنظيم “الدولة”.
وهدّد الحرس الثوري الإيراني فجر الأربعاء بضرب “إسرائيل” و”حكومات حليفة” للولايات المتحدة في المنطقة، وذلك إثر إطلاقه صواريخ بالستية على قاعدتين عسكريتين تستخدمهما القوات الأميركية في العراق في قصف قال إنّه نفّذه انتقاماً لمقتل الجنرال قاسم سليماني بغارة أميركية في بغداد الأسبوع الماضي.
وقال الحرس الثوري، الجيش العقائدي للنظام الإيراني، في بيان “ننصح الشعب الأميركي بسحب القوات الأميركية من المنطقة منعاً لوقوع المزيد من الخسائر ولعدم السماح بتهديد حياة المزيد من العسكريين الأميركيين بسبب الكراهية المتزايدة للنظام” الأمريكي.وتوعد الحرس الثوري الإيراني، الولايات المتحدة، برد “أكثر عنفاً وسحقاً” إذا ردت قواتها على الهجوم الذي شنته قوات الحرس على قاعدة “عين الأسد” الجوية الأمريكية، بالعراق، فجر الأربعاء.
جاء ذلك بحسب بيان صادر عن الحرس الثوري الإيراني، فجر اليوم، عقب إعلانها في وقت سابق، عن شنها قصف بالصواريخ الباليستية على القاعدة الأمريكية المذكورة الموجودة بمحافطة الأنبار، غربي العراق.
وقال البيان الصادر عن الحرس الثوري “إذا أقدمت الولايات المتحدة بالرد على الهجوم الذي استهدف قاعد عين الأسد، فسيكون ردنا أشد عنفاً وسحقاً”.
وفي تحذير للدول التي تستضيف على أراضيها قواعد أمريكية، شدد البيان على أنه “في جميع الأحوال سيتم استهداف مصدر الأعمال العدائية والعدوانية التي تستهدف إيران. ونحن لا نفرق بين النظام الصهيوني ولنظام الأمريكي المجرم فيما ارتكبوه من ذنب”.
وذكرت وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء صباح اليوم الخميس نقلا عن مصادر لم تكشف عنها أن حزب الله اللبناني سيضرب إسرائيل إذا ردت الولايات المتحدة على القصف الإيراني لقاعدة عين الأسد التي تضم قوات أمريكية في غرب العراق.
وطالب البيان الشعب الأمريكي بدعوة جنوده بالمنطقة إلى العودة للبلاد حتى لا يتعرضوا لمزيد من الضرر.
إلى ذلك، قال الرئيس العراقي برهم صالح في أول تعليق رسمي على القصف الإيراني على قاعدة عين الأسد الجوية بمحافظة الأنبار (غرب العراق) التي تضم أمريكيين، على موقعه في تويتر “بردا وسلاما على عراقنا الحبيب وأربيل عاصمة كردستان”.
ولم تعلق الحكومة العراقية على الفور.
و ذكرت شبكة (سي إن إن) الأمريكية صباح اليوم الأربعاء أن القصف الإيراني الذي استهدف قاعدة عين الأسد الجوية غربي العراق والتي تضم أمريكيين، أسفر عن سقوط ضحايا من العراقيين، دون تحديد أرقام.
وشددت وزارة الدفاع الأمريكية من جهتها على أنها “ستتخذ كل الإجراءات الضرورية لحماية جنودنا وشركائنا وحلفائنا في المنطقة”.
من جهة أخرى، ذكرت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) التابعة للنظام السوري أن هناك تحليقا مكثفا للطيران الأمريكي في الريف الشرقي لدير الزور، دون ذكر مزيد من التفاصيل.
و قال متحدث باسم عمليات الجيش الألماني إن الجنود الألمان في أربيل بخير بعد أن شنت إيران هجوما صاروخيا على القوات التي تقودها الولايات المتحدة المتمركزة في المدينة بشمال العراق.
وقال المتحدث “أنا على اتصال مع الرفاق في أربيل. إنهم بحالة جيدة في ظل الظروف”.
ويتمركز نحو 115 جنديا ألمانيا في أربيل.
وبدأت تداعيات الرد الصاروخي الإيراني بالظهور في مجال النقل الجوي، إذ قالت الخطوط الجوية السنغافورية، الأربعاء، إنها تحول مسار جميع الرحلات الجوية بعيدا عن المجال الجوي الإيراني.
وأضافت الشركة في رسالة بالبريد الإلكتروني “يتم تحويل جميع مسارات رحلات الخطوط الجوية السنغافورية بعيدا عن المجال الجوي الإيراني”، دون أن تحدد السبب.
وحظرت إدارة الطيران الاتحادية الأمريكية على شركات الطيران المدني الأمريكية التحليق في المجال الجوي للعراق وإيران والخليج وخليج عمان.