دعم أوروبي واسع لمنظمة الصحة العالمية بعد قرار ترامب وقف التمويل

16 أبريل 2020آخر تحديث :
دعم أوروبي واسع لمنظمة الصحة العالمية بعد قرار ترامب وقف التمويل

أثار قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقف تمويل منظمة الصحة العالمية يوم أمس الأربعاء، موجة من الانتقادات من جانب الدول الأوروبية التي دعت أيضا إلى التضامن المشترك في المعركة ضد جائحة كوفيد-19.

وفي وقت سابق من يوم الثلاثاء، أعلن ترامب أنه أصدر تعليماته لإدارته بتعليق تمويل منظمة الصحة العالمية، متهما إياها “بسوء الإدارة الشديدة والتغطية على انتشار فيروس كورونا الجديد”.

مع ذلك، قال الاتحاد الأوروبي ودول أوروبية مختلفة “لا” لإلقاء اللوم والانقسام، مؤكدة دعمها والتزامها إزاء المنظمة الدولية المسؤولة عن الصحة العامة في العالم.

وقال جوزيب بوريل، الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، على تويتر: “نأسف بشدة لقرار الولايات المتحدة تعليق تمويل منظمة الصحة العالمية. ليس هناك سبب يبرر هذه الخطوة، في اللحظة التي نحتاج فيها إلى جهودهم أكثر من أي وقت مضى للمساعدة في احتواء جائحة فيروس كورونا الجديد والتخفيف من تأثيرها. لا يمكن تخطي هذه الأزمة التي لا تعرف حدودا بدون توحيد القوى”.

وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس عبر حسابه على تويتر: ” اللوم لا ينفع، الفيروس لا يعرف حدودا، يتعين علينا أن نتعاون بشكل وثيق ضد كوفيد-19″.

وأضاف “إن أحد أفضل الاستثمارات التي يجب أن تعززها الأمم المتحدة، خاصة منظمة الصحة العالمية التي تحتاج لتمويل، هو أن نعزز، على سبيل المثال، تطوير وتوزيع الاختبارات واللقاحات”.

وأكد المكتب الاتحادي السويسري للصحة العامة على دور المنظمة الأممية كـ “منظمة دولية رئيسية في هذه الجائحة”.

ونقلت وكالة الأنباء السويسرية (كيستون-أيه تي أس) عن المكتب قوله: “التعددية والتعاون الدولي أمران أساسيان لمحاربة كوفيد-19 معا بنجاح”.

وفي أيرلندا، أصبح نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية والتجارة سيمون كوفيني أول مسؤول إيرلندي كبير ينتقد قرار ترامب علنا، واصفا الخطوة بأنها” صادمة”و “لا يمكن الدفاع عنها”.

وكتب في تغريدة “هذا قرار لا يمكن الدفاع عنه وسط جائحة عالمية” عندما يعتمد الكثير من الناس المعرضين للخطر حول العالم على منظمة الصحة العالمية.

وأضاف “إن تقويض التمويل والثقة عمدا أمر صادم الآن”، مضيفا أن “هذا هو الوقت المناسب للقيادة العالمية والوحدة لإنقاذ الأرواح، وليس الانقسام وإلقاء اللوم!”

وفي يوم الأربعاء أيضا، سلطت بريطانيا الضوء على الدور الهام لمنظمة الصحة العالمية في قيادة الاستجابة الصحية العالمية.

وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في مؤتمر صحفي “إن موقفنا هو أن المملكة المتحدة ليس لديها خططاً لوقف تمويل منظمة الصحة العالمية، التي لها دور مهم تؤديه في قيادة الاستجابة الصحية العالمية”، مضيفا أن “فيروس كورونا الجديد تحدي عالمي ومن الضروري أن تعمل الدول معا لمواجهة هذا التهديد المشترك”.

وعبر القناة الإنجليزية، أعربت فرنسا عن أسفها لقرار الولايات المتحدة بشأن تعليق تمويل منظمة الصحة العالمية.

وقال المتحدث باسم الحكومة الفرنسية سيبيث ندياي في مؤتمر صحفي عقب اجتماع لمجلس الوزراء إن فرنسا تتوقع “عودة إلى الوضع الطبيعي” حتى تتمكن منظمة الصحة العالمية من مواصلة عملها.

وبالإضافة إلى ذلك، وصف وزير الخارجية الفنلندي بيكا هافيستو قرار الولايات المتحدة بأنه “انتكاسة كبيرة”.

وقال هافيستو إن “عمل منظمة الصحة العالمية ضروري خاصة هذه الأيام للتغلب على فيروس كورونا الجديد”.

وفي تناقض صارخ مع الخطوة الأمريكية، تعهدت الحكومة الفنلندية يوم الأربعاء بزيادة تمويلها لمنظمة الصحة العالمية من خلال العودة إلى مستوى 2015 أي 5.5 مليون يورو (6 ملايين دولار أمريكي).

وقالت الحكومة في بيان إن منظمة الصحة العالمية تقود الجهود العالمية للتحضير والاستجابة لآثار جائحة كوفيد-19، مشيرة إلى أن فنلندا تعد أحد نواب رئيس المجلس التنفيذى لمنظمة الصحة العالمية وتدعم منظمة قوية.

علاوة على ذلك، قدم بعض المسؤولين السابقين في منظمة الصحة العالمية الدعم للمنظمة.

وقال البروفيسور أنتوني كوستيلو، طبيب الأطفال البريطاني والمدير السابق لقسم صحة الأم والأطفال والمراهقين في منظمة الصحة العالمية، يوم الأربعاء، إن القرار ” سيضر للغاية بسمعة أمريكا في جميع أنحاء العالم” وخاصة إذا مضت الولايات المتحدة في تنفيذه.

وقال كوستيلو في برنامج تلفزيوني لراديو وتلفزيون أيرلندا (آر تي إي) إن منظمة الصحة العالمية قدمت دعما كبيرا لأفقر دول العالم من حيث الاختبارات والبحث والتطوير في مكافحة الجائحة.

وفي جنيف، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس في مؤتمر صحفي افتراضي إن منظمة الصحة العالمية تأسف لقرار الولايات المتحدة وقف التمويل. وأضاف أن الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية ستراجع أداء المنظمة في التصدي لجائحة كوفيد-19 “في الوقت المناسب”.

ودعا تيدروس جميع الدول إلى الاتحاد في النضال المشترك ضد المرض المشترك، لأنه “عندما نكون منقسمين، يستغل الفيروس الشقوق بيننا”، بحسب قوله.