بقلم : الأسير أسامة الأشقر.
الأخ الرئيس أبو مازن حفظه الله
الأخوة أعضاء اللجنة التنفيذية
الأخوة رئيس وأعضاء الحكومة الفلسطينية المحترمين جميعا.
تحية الوطن والقدس والشهداء.
لا يخفى على أحد فينا صعوبة المرحلة التي يعيشها شعبنا، فنحن نمر بأخطر منعطف تاريخي منذ النكبة فإسرائيل بكل أذرعها بدأت فعليا بإتمام وإنجاز كل مخططاتها الاستيطانية والتهويدية وهذا المخطط المزمع تنفيذه في الأول من تموز هو تتويج لما بدأته منذ العام 1967 بخطة إيجال ألون والهدف الأساسي منه هو القضاء نهائياً على أي فكرة قد تؤدي لإقامة دولة فلسطينية في المستقبل الأمر الذي يعني إنهاء أي حلم أو القضاء نهائياً على حلم الشعب الفلسطيني مما سيفضي في المحصلة النهائية لإدامة الاحتلال وبدء الاستفراد بكل موقع جغرافي على حدة بخلق الكانتونات المحاصرة وبدء التضييق عليها وعلى ساكنيها لنصل للمرحلة الأخيرة وهي فتح باب الهجرة بعد أن تضيق سبل العيش بالشعب الفلسطيني ومن ثم يدفع دفعاً للخروج من وطنه مما يحقق الغاية القصوى المتمثلة بإقامة الكيان الصهيوني على كامل التراب الفلسطيني من البحر إلى النهر.
مما سبق ذكره نجد أنه لزاماً على كل حرٍ وشريف وصاحب ضمير وطني وإنساني وأخلاقي أن يقف لحظة ويفكر بمستقبل هذا الشعب وتضحياته التي امتدت لأكثر من قرنٍ من الزمن وأن يبدأ فعلياً بمراجعة حساباته لأن بعد ذلك الجميع سيكون خاسر وكلنا إلى طريق الضياع والتشريد كما حصل في العام 1948 وهذا ليس من باب التشاؤم بل هذا هو المخطط الصهيوني المعلن عنه من قبل الأحزاب اليمينية الإسرائيلية، ولذلك ومن منطلق ما نشعر به جميعاً من الحاجة الماسة لوقفة حقيقية ووقفة استثنائية بعيداً عن الحسابات وبعيداً عن المراهنات على تلك القوى وغيرها، فقد جرب الشعب الفلسطيني المراهنة على غيره منذ العام 1917 وماذا كانت النتيجة .
لهذه الأسباب المعروفة لدى كل ذي عقل وحس وضمير نتقدم بهذه المبادرة لتكون منطلقاً لبرنامج عمل فعلي للوقوف في وجه هذه الخطة ومقاومتها فالشعب الفلسطيني قادر ولديه الإمكانات الكافية لمقاومة هذه الخطة، كل ما في الأمر أن أسباباً موضوعية وذاتية جعلته في حالة خمول وتردد للفترات السابقة مما يحتم علينا استنهاض الهمم من جديد وبعث الأمل من جديد للوقوف في وجه أخطر مخطط يهدف لتصفية والقضاء على كل أحلام الشعب الفلسطيني، من هنا نطرح بعض الأفكار التي نأمل مناقشتها والبناء عليها بما فيه خير لشعبنا وقضيتنا.
أولاً: المباشرة عملياً بتقليص الفجوة الحاصلة منذ زمن بعيد بين القيادة بمختلف أذرعها ومواقعها مع الشعب الفلسطيني والجماهير على الأرض.
ثانياً: بناء خطة إعلامية تشمل كل وسائل الإعلام الحكومية والخاصة وبدء حملة ضخ إعلامي مركزة لاستنهاض شعبنا بكل مكوناته وشرائحه وفئاته العمرية للوقوف في وجه هذا المخطط الرامي لتصفية قضيتنا.
ثالثاً: نقل حياة الشعب الفلسطيني بالكامل للأماكن المهددة ( الأغوار) حيث البدء بإقامة مخيمات تتسع لعشرات الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني تكون كل حياتهم بمختلف جوانبها في هذه المخيمات ونبدأ بإيفاد الجامعات والمدارس من فوق سن الثانية عشرة وجزء مهم من الأجهزة الأمنية والوزارات والنقابات المختلفة وكل فلسطيني قادر على الوصول والتخييم في هذه الأماكن وأن لا يقتصر الأمر على عشرات أو مئات فقط، ونبدأ فعلياً بزراعة الأرض وتعميرها وتوفير كل سبل الحياة لهؤلاء الناس لفترات طويلة من الزمن.
رابعاً: إلزام كل المصانع والشركات بتوفير كل احتياجات الجماهير التي تقيم في تلك المواقع.
خامساً: مقاطعة كل ما يتعلق بإسرائيل بقرار سيادي رسمي بلا مواربة ومعاقبة ومحاسبة كل مخالف مهما كان حجمه وأياً كانت صفته.
سادساً: عدم استخدام أي وسيلة قد تأخذها إسرائيل ذريعة لقمع تلك التجمعات واستخدام القوة تجاهها والبقاء فقط في إطار الهدف الاستراتيجي المتمثل في البقاء والإقامة في تلك الأماكن.
سابعاً: تسخير كل الطاقات والإمكانات الحكومية والشعبية لإنجاح تلك المهمة الوطنية المقدسة.
ثامناً: إبلاغ كل السفارات والقنصليات والممثليات الأجنبية بالخطة وإيفاد طواقمها وممثلين عنها ليكونوا مع طواقمهم الإعلامية مشاركين وشهوداً على المقاومة الشعبية الفلسطينية.
تاسعاً: هذه لحظة وساعة الحقيقة التي يجب على الجميع إدراك خطورتها لذلك يجب دعوة كل الفصائل بكل مكوناتها للانعقاد الدائم ليس بالمكاتب وإنما على الأرض أرض المقاومة الشعبية في الأماكن المهددة.
عاشراً: جعل الأغوار وكل المناطق المهددة مناطق ذات أولوية وطنية قصوى ترتبط فيها كل جوانب الحياة الفلسطينية من تعليمية واجتماعية وثقافية واقتصادية وغيرها.
الأخوة الأعزاء إن ما تواجهه القضية الفلسطينية الآن يحتم علينا الخروج عن المألوف هذه المرة فالتعويل على الدول العربية أو الغربية لم يجلب لنا شيء وقد جربنا ذلك كثيراً لذلك يجب أن نعول هذه المرة على قدراتنا وإمكانياتنا ونخوض معركة كرامة وطنية لإنقاذ حلمنا وحلم الأجيال القادمة وكل من يفكر بأنه سينجو وحده فهو مخطئ كلنا سندفع الثمن، الشعب الفلسطيني بكل فئاته ومكوناته وشرائحه سيدفع الثمن من كرامته وأرضه وعيشه وسيجد نفسه مشرداً في دول أخرى إذا لم نستيقظ في هذه الحالة التي نعيشها الآن وبأسرع وقت ممكن ولتكن بداية تنفيذ هذه الخطة في الأول من تموز مع بداية الضم وعدم التأخير والمناورة والمساومة على مبادرة هنا أو اقتراح هناك لأن إسرائيل لن تلتفت لأياً كان إلا بعد إنهاء ما بدأته فهي وضعت نصب عينيها خارطتها الجغرافية من البحر إلى النهر ولا شيء سيوقفها إلا الشعب الفلسطيني إذا ما أثبت هذه المرة قدرته على الثبات والصمود والاستمرار لأن الاستمرار ولوقتٍ طويل يجلب الخسارة لإسرائيل وإسرائيل غير قادرة على تحمل الخسائر وليس لديها الإمكانية والإبقاء على مشروع ستجد أنه يُخسرها، آمل مخلصاً أن نرتقي هذه المرة بمستوى خطورة المرحلة فبعد ذلك لا يلومن أحدا إلا نفسه لأننا كلنا سنكون في محاكمة مع التاريخ الذي سيكتب أنه في زماننا تم القضاء على حلم الشعب الفلسطيني نهائياً مع الاحترام.