أي سلام هذا الذي يسعى اليه بومبيو؟

26 أغسطس 2020آخر تحديث :
أي سلام هذا الذي يسعى اليه بومبيو؟
أي سلام هذا الذي يسعى اليه بومبيو؟

حديث القدس

قالت مصادر دبلوماسية مطلعة ان وزير خارجية الولايات المتحدة مايك بومبيو يسعى خلال جولته الحالية بالمنطقة للاعداد لمؤتمر سلام اقليمي، كما يقولون، وقد أكد بعد لقائه قادة اسرائيل وبالمقدمة نتانياهو ان واشنطن ملتزمة بالابقاء على التفوق العسكري لاسرائيل، وقد زار السودان في محاولة منه لكي يقوم بالتطبيع مع اسرائيل، كما فعلت دولة الامارات المتحدة.

وبالتأكيد فقد رحب القادة الاسرائيليون بالمواقف الاميركية هذه واشاروا الى جلسة مشاورات حول تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين واتفاقات التطبيع والتحالف مع دولة الامارات وكان الملف الايراني حاضراً لأن الطرفين يحاولان خلق عدو جديد لكي تتسع دائرة التطبيع العربية ولا سيما الخليجية مع اسرائيل.

وقد اكدت السلطة الفلسطينية ان بومبيو غير مرحب به بسبب مواقفه وبلاده من القضية الوطنية وبالمقابل فقد زار وزير الخارجية البريطاني دومنيك راب رام الله والتقى كبار المسؤولين الفلسطينيين وكرر موقف بلاده الرافض للضم أو مساعي الضم الاسرائيلي. وهذا موقف ايجابي يختلف كلياً عن موقف بومبيو المنحاز انحيازاً غير معقول للاحتلال بكل ممارساته.

ومن الواضح عن مساعي بومبيو لعقد مؤتمر سلام اقليمي لا يهدف الا للبحث عن مزيد من التطبيع بين الدول التي قد تشارك بالمؤتمر هذا في حال انعقاده، بينما تواصل اسرائيل سياسة التوسع كما يحدث في منطقة طولكرم حيث يخططون لاقامة منطقة صناعية على اراضي الضفة، وكذلك الاعلان عن مناقصات لربط مستوطنات الضفة بشبكة الغاز الاسرائيلية مما يشكل مزيداً من اشكال الضم، كما يقوم المستوطنون بعمليات تطبيق للضم في الاغوار تستهدف تغيير الواقع وسرقة اراضي المواطنين وذلك من خلال محاصرتها بالسياج واقامة خيام الاستيطان عليها.

ان اسرائيل تواصل يومياً القضاء على كل محاولات أو احتمالات وتوقعات السلام بهذه السياسة وبذلك يكون بومبيو وواشنطن السند الاساسي والقوي لكل هذه الغطرسة الاحتلالية وتتحول كل المساعي التي يقولون انها سلمية الى دعم للاحتلال بدون اي نقاش، وشعبنا لن يرضى بذلك بالتأكيد والمطلوب عربياً واسلامياً ودولياً التحرك العملي لردع هذه الغطرسة وعدم الاكتفاء ببيانات الشجب والادانة ..!!