“العمال البريطاني” يعلق عضوية رئيسه السابق المؤيد لفلسطين

31 أكتوبر 2020آخر تحديث :
“العمال البريطاني” يعلق عضوية رئيسه السابق المؤيد لفلسطين

قد تشعل معاداة السامية حرباً داخل حزب العمّال البريطانيّ، حرب أطلقت شرارتها الأولى لجنة المساواة وحقوق الانسان داخل الحزب، بقرارها تعليق عضوية زعيم الحزب السابق جيرمي كوربن المؤيد للقضية الفلسطينية، بسبب تقرير حزبيّ يثبت وجود حالات دامغة معادية لليهود إباّن قيادته الحزب.

زعيم المعارضة كير ستارمر وصف نتائج التقرير بيوم العار على الحزب، مقدّماً اعتذاره لليهود في بريطانيا.

وفي التفاصيل، علّق حزب العمال البريطاني المعارض الخميس عضوية زعيمه السابق جيريمي كوربن، بعد أنّ وجدت هيئة رقابية حكومية أنّ الحزب “خرق قواعد المساواة خلال إدارته التي لا يمكن تبريرها لشكاوى متعلقة بمعاداة السامية”.

ويأتي القرار الصادم بعد أن أعلن كوربن رفضه قبول كافة استنتاجات تقرير لجنة المساواة وحقوق الإنسان العامة، في موقف معارض لرئيس الحزب الجديد كير ستارمر.

كما قال ناطق باسم الحزب إنّه “في ضوء تصريحاته التي أدلى بها اليوم وفشله في التراجع عنها بعد ذلك، علّق حزب العمل جيريمي كوربن على ذمة التحقيق”.

وتابع أنّ كوربن، الذي لا يزال يشغل مقعداً في البرلمان بعد تنحيه عن منصبه كزعيم للحزب، لن يعد أيضاً في صفوف نواب حزب العمال.

بدوره، تعهد كوربن بـ”الطعن بقوة” على قرار تعليق عضويته، ما قد يؤدي إلى إعادة فتح الحرب الداخلية في الحزب بين اليسار واليمين.

وقالت اللجنة البريطانية في تقريرها أنها عثرت على حالات دامغة قام فيها فريق زعيمه كوربن بالتهوين من شأن شكاوى الأعضاء اليهود أو التقليل من شأنها أو تجاهلها، وفي بعض الأحيان تدخل في شكل فعّال لدعم حلفائه المفضلين.

وفي أحد أول إجراءاته بعد تولي منصب كوربن في نيسان/أبريل، قدّم زعيم حزب العمال كير ستارمر اعتذاره للمجتمع اليهودي وقال إنّه يقبل كامل نتائج التحقيق الذي استمر سنتين.

إلى ذلك، قال ستارمر في مؤتمر صحافي “وجدت هذا التقرير صعب القراءة وهو يوم عار لحزب العمال”، وجدّد الاعتذار أيضا للأعضاء اليهود الذين شعروا بأنهم مجبرون على ترك الحزب بأعداد كبيرة في عهد كوربن.

وتابع “يمكنني أن أعدكم بهذا: سأتصرف. لن يخذلكم حزب العمال مرة أخرى. ولن نفشل مرة أخرى في معالجة معاداة السامية”.

كذلك، أكّد أنّ “حزب العمال يقبل هذا التقرير كاملا ودون مواربة”، وتعهد بالتنفيذ الفوري و”الكامل” لتوصيات التقرير.

ورداً على التقرير، قال كوربن إن معاداة السامية “بغيضة تماماً” وأصر على أن فريقه أطلق تغييرات داخلية لمعالجة المشكلة اعتباراً من عام 2018.

لكنه قال إنّه “لم يقبل كل ما توصل إليه من نتائج”، مضيفاً أن “حجم المشكلة تم المبالغة به بشكل كبير لأسباب سياسية من قبل خصومنا داخل وخارج الحزب، وكذلك من قبل الكثير من وسائل الإعلام”.

ورفض ستارمر توضيح إذا كان سيطرد الآن كوربن وحلفاءه من عضوية الحزب، قائلاً إن حزب العمال عانى من “فشل جماعي في القيادة”.

وفي السياق، أكّد أنّ “من ينفون المشكلة هم جزء من المشكلة”.

يشار إلى أن كوربن تقدم من المقاعد الخلفية في حزب العمال ليصبح زعيم الحزب في عام 2015 بعد عقود من نشاطه، بما في ذلك من أجل القضايا الفلسطينية.

وجذبت آرائه الاشتراكية القوية الآلاف من الأعضاء الجدد ولكنها تسبّبت في صراع أيديولوجي عميق مع عناصر آخرين.

قرار تعليق عضوية جيرمي كوربن من الحزب يشبه برأي المراقبين، هو قرار طوني بلير في تسعينيات القرن الماضي عندما ألغى مبدأ الالتزام بالاشتركية من دستور حزب العمّال.

وتحوّل دفع التيار اليساري المحسوب على كوروبن إلى القلق من توجّهات حزب العمّال الجديدة، فضلاً عن قلقهم على مصير زعيمهم الذي ينتظر أن يحدّد في العاشر من كانون الثاني/ديسمبر المقبل.

وتعليق عضوية جيرمي كوربن من حزب العمّال، هو بلا شكّ جرس إنذار لكلّ مؤيّد للقضية الفلسطينية، فقيادة حزب العمال تقدّم برأي انصار كوروبن أوراق اعتماد في سبيل الوصول إلى السلطة، على حساب وحدة الحزب ومواجهة طروح حزب المحافظين اليمينية.