بقلم:جيمس زغبي
أجرى المعهد الأميركي العربي استطلاعَ رأي على امتداد الولايات المتحدة على الناخبين الأميركيين العرب في الأسبوع الثاني من شهر أكتوبر. وكان من بين نتائج الاستطلاع أن 59% من العرب الأميركيين أعلنوا أنهم، حين يذهبون إلى مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم لاختيار رئيس الولايات المتحدة، سيصوتون لصالح المرشح «الديمقراطي» جو بايدن بينما أعلن 35% منهم أنهم يدعمون إعادة انتخاب الرئيس دونالد ترامب. وإجمالا، يحظى جوزيف بايدن باستحسان 74% من الناخبين الأميركيين العرب بينما هناك 25% فقط منهم لا ينظرون إليه نظرة تأييد. ونسبة التأييد وعدم التأييد لترامب تقف في مستوى راكد عن 48% يؤيدونه و51% لا يؤيدونه. بل هناك غالبية من «الجمهوريين» الأميركيين العرب لهم وجهة نظر مؤيدة لبايدن.
وإحدى العلامات الإيجابية القليلة لصالح دونالد ترامب هي أنه حفّز الدعم وسط «الجمهوريين» الأميركيين العرب، وأعاد بعضهم إلى تأييد الحزب «الجمهوري» بعد أن كانوا قد توقفوا في العقدين الأولين من القرن الحالي عن إعلان الانتماء للحزب. وهناك 40% من الأميركيين العرب ينتمون للحزب «الديمقراطي» بينما هناك 33% ينتمون للحزب «الجمهوري»، وهذه فجوة صغيرة بين الحزبين. والفجوة الحزبية التي كانت تقف وسط الأميركيين العرب عند 40% لـ«الديمقراطيين» و38% لـ«الجمهوريين» عام 2000 اتسعت في كل دورة انتخابية منذئذ. وبحلول عام 2016، أصبحت الفجوة 52% لـ«الديمقراطيين» مقابل 26% لـ«الجمهوريين». ونسب الانتماء للحزبين اليوم تشبه تلك التي كانت في عامي 2002 و2004 حين كانت 39% لـ«الديمقراطيين» و31% لـ«الجمهوريين». ونتيجة لهذا، فرغم أن بايدن يتقدم كثيراً على ترامب في انتخابات هذا العام، لكن الهامش أقل على نحو ما كانت الفجوة عليه بين هيلاري كلينتون ودونالد ترامب.
ففي عام 2016، كانت هيلاري كلينتون تتقدم على دونالد ترامب بواقع 58% مقابل 25% لترامب وسط الأميركيين العرب مع عزوف عدد كبير من الأميركيين العرب من «الجمهوريين» عن التصويت. وفي انتخابات العام الجاري، يتفوق المرشح «الديمقراطي» وسط كل الجماعات السكانية العربية تقريبا لكن بهامش صغير نوعاً ما عن الرئيس باراك أوباما عام 2008. ويتقدم بايدن وسط الكاثوليك بواقع 55% له مقابل 43% لترامب. ووسط المسلمين بواقع 60% مقابل 30% لترامب وبين المواطنين الذي حصلوا على الجنسية حديثاً بواقع 64% مقابل 23% لترامب. وبايدن يحظى بأكبر هامش وسط الناخبين الأميركيين العرب الشباب بواقع 67% مقابل 27% لترامب، ووسط المواطنين كبار السن بواقع 66% مقابل 26% لترامب.
وحين سُئل الأميركيون العرب عن القضايا التي يشعرون أنها الأهم في حسم اختيار المرشح الذي سيصوتون له في هذه الانتخابات، من بين 14 قضية سياسية طرحت عليهم، أعلن 40% منهم أن قضية اهتمامهم الأولى هي «تدهور العلاقات العنصرية في الولايات المتحدة حالياً». وتلا هذه القضية قضايا العمل والاقتصاد التي أشار إليها 23% وقضية الرعاية الصحية بنسبة 21% والبيئة وتغير المناخ بنسبة 17% وقضية التأمين الاجتماعي وميديكير بنسبة 10%. وفي كل هذه القضايا- فيما عدا «الوظائف والاقتصاد»- حظي بايدن بتفضيل على ترامب بهامش كبير. وقضية تدهور العلاقات العنصرية تظهر بقوة وسط الناخبين الأميركيين العرب مع قول 70% منهم أن لديهم وجهة نظر إيجابية للاحتجاجات التي امتدت عبر البلاد لدعم حياة السود، كما تبنى 74% وجهات نظر انتقادية لممارسات الشرطة في الولايات المتحدة.
وكان حسم الصراع الإسرائيلي الفلسطيني هو قضية السياسة الخارجية الوحيدة التي تقدمت على القائمة السابقة من الاهتمامات لكن لم يدرجها أولوية أولى إلا 5% من الناخبين الأميركيين العرب. لكن فيما يتعلق بتحديد قضايا اهتمامهم الأساسية في الشرق الأوسط، أعلن 45% من الأميركيين العرب أن حسم الصراع الإسرائيلي الفلسطيني من أولى اهتماماتهم. وتلا ذلك «تلبية المشكلات الإنسانية للشعب السوري» و«معالجة الأزمات السياسية والاقتصادية المستمرة في لبنان». ورأى الثلثان أن الرئيس دونالد ترامب غير كفؤ بينما رأي الثلث أنه كفوء في معالجة كل من نقاط الاهتمام الحيوية تلك. وأعلن 49% من الناخبين الأميركيين العرب أنهم يعتقدون أن بايدن سيكون أفضل من الرئيس الحالي في تحسين العلاقات الأميركية مع العالم العربي بينما أعلن 33% منهم أنهم يعتقدون عكس هذا.
الإقبال على التصويت سيكون مرتفعاً للغاية في هذه الانتخابات مع إعلان أكثر قليلاً من 80% من الأميركيين العرب أنهم سيذهبون إلى الإدلاء بأصواتهم على الأرجح. وأعلن معظم «الديمقراطيين» منهم (بنسبة 52%) أنهم إما سيصوتون مبكراً بالذهاب شخصياً إلى مراكز الاقتراع أو عبر البريد بينما أعلن معظم «الجمهوريين» منهم (بنسبة 62%) أنهم سينتظرون حتى يوم الانتخابات للإدلاء بأصواتهم. والمثير للاهتمام أن هناك نسبة تبلغ 75% من الناخبين من مؤيدي ترامب يخشون ألا يجري إحصاء أصواتهم، في مقابل 63% من مؤيدي بايدن يعتقدون هذا. وأصوات الأميركيين العرب ستكون مهمة للغاية في الولايات التي يحتدم عليها المنافسة مثل ميشيجان حيث يمثلون نحو 5% من الأصوات وفي أوهايو وبنسلفانيا حيث تتراوح نسبة أصواتهم بين 1.7% و2% من الناخبين المحتملين.