حديث القدس
منذ احتلال إسرائيل للقدس الشرقية وبقية الأراضي الفلسطينية في عام 1967، وهي تستهدف المسجد الأقصى المبارك، خطوة خطوة، في إطار سياستها الرامية الى هدمه وإقامة الهيكل المزعوم مكانه من جهة، وتهويد المدينة العربية – الاسلامية من جهة ثانية، من خلال إجراءاتها الرامية لتغيير معالمها وتزوير تاريحها وكل ما هو عربي وإسلامي فيها.
ففي عام 1969، قام متطرف صهيوني بإحراق منبر صلاح الدين داخل المسجد الأقصى، وادعت دولة الاحتلال في حينه بأنه مختل عقليا، وما الى ذلك من مبررات هي أقبح من ذنب.
وبعد وقبل ذلك، قامت وتقوم دولة الاحتلال بحفريات أسفل المسجد وفي محيطه بعد أن استولت على حائط البراق، واتخذته مكانا لإقامة الصلوات التلمودية عنده، رغم ان هناك قرارات دولية تؤكد أن هذا الحائط هو جزء من المسجد الأقصى المبارك.
وتستغل دولة الاحتلال أية ظروف من أجل مواصلة تنفيذ إجراءاتها الرامية الى النيل من الأقصى، وحائط البراق وتهويد ما يمكن تهويده، وصولا الى اقامة الهيكل المزعوم مكان أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين.
فيوم أمس الأول وفي إطار سياستها التهويدية، واستغلالها لجائحة الكورونا، قامت دولة الاحتلال بتنفيذ حفريات جديدة بمحيط مسجد البراق، على مرأى ومسمع العالم قاطبة، وضاربة بعرض الحائط بكل القرارات الدولية والاتفاقات مع السلطة الفلسطينية وحكومة المملكة الاردنية الهاشمية، الى جانب مواصلة قطعان المستوطنين اقتحاماتهم اليومية للمسجد الأقصى وإقامتهم الصلوات التلمودية في ساحاته التي تعتبر جزءا لا يتجزأ منه.
إن هذه الانتهاكات الاحتلالية تتطلب من المجتمع الدولي وعلى رأسه الأمم المتحدة التحرك الفعلي وعلى أرض الواقع للدفاع عن قراراتها التي تعتبر مدينة القدس الشرقية مدينة محتلة، وأن على دولة الاحتلال الحفاظ على المقدسات الاسلامية والمسيحية فيها وفي جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة، خاصة وان للمسجد الأقصى مكانة خاصة وهامة لدى المسلمين والمقدسيين عامة، لأنه مسرى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
كما أن الجانب الفلسطيني مطالب برفع قضايا لدى جميع محاكم العالم لإرغام دولة الاحتلال على وقف انتهاكاتها ومحاولات تهويد الأقصى ومدينة القدس المحتلة.
فالاحتلال الذي يعتبر نفسه فوق القرارات والمعاهدات والاتفاقيات، يجب صده وإلزامه بتنفيذ هذه القرارات والاتفاقيات، وإلا فإن المنطقة ستبقى تغلي كالمرجل، وستنفجر في أية لحظة، الأمر الذي سيهدد الأمن والسلم العالميين، لأن شعبنا لن يستكين أو يرفع الراية البيضاء.
فإلى متى ستبقى دولة الاحتلال فوق الشرعية الدولية ؟