كشفت مصادر دبلوماسية فرنسية عن أنّ زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الثالثة إلى لبنان ستكون مختلفة عن سابقتيها، وخصوصًا في ما يتعلق بالإشراف المباشر على وضع الآلية التنفيذية للمبادرة الفرنسية موضع التنفيذ العملي، التي يقع في بندها الأول تشكيل حكومة المهمّة.
وقالت المصادر لصحيفة “الجمهورية” اللبنانية في عددها الصادر اليوم السبت، إنّ المستويات الرسمية الفرنسية باتت تقارب الملف اللبناني في هذه الفترة، “باعتباره أولوية جديّة، خلافاً لما كان عليه الحال قبل أسابيع قليلة”.
وأضافت أن أجواء الرئاسة الفرنسية لا تتحدث عن موعد محدّد لزيارة ماكرون لبيروت، معتبرة أنّ حراجة الملف اللبناني تفترض الّا تتأخّر هذه الزيارة بضعة أسابيع.
كمام لفتت إلى أنّ ما أشار إليه الرئيس الفرنسي حول التحقّق من أمور أساسية، مرتبط بالتحضيرات التمهيدية لهذه الزيارة، سواء في باريس أو مع الجانب اللبناني، علماً أنّ حركة الاتصالات الفرنسية مع القادة اللبنانيين لم تنقطع حتى ما قبل أيام قليلة.
وأشارت المصادر إلى ما أعلنته الخارجية الفرنسية في الساعات الأخيرة، عن أنّها تنشط في اتجاه لبنان، موضحة أنّ ذلك يشكّل إشارة فرنسية إلى أنّ الملف اللبناني موضوع على نار فرنسية حامية.
ولم تستبعد المصادر أن تسبق زيارة ماكرون إلى بيروت، زيارة تمهيدية يقوم بها وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان.
وكان ماكرون أعلن أمس الجمعة أنّه سيقوم بزيارة إلى لبنان بعد التحقق من أمور أساسية، معتبراً أنّ النظام اللبناني في مأزق بسبب الحلف بين ما سمّاهما الفساد والترهيب.
يذكر أنه كان تم تكليف سعد الحريري، في 22 تشرين أول/ أكتوبر 2020 بتشكيل حكومة جديدة تخلف حكومة حسان دياب الذي قدم استقالة حكومته في 10 آب/ أغسطس الماضي، على خلفية انفجار هز مرفأ بيروت في وقت سابق من ذاك الشهر.
وقدم الحريري للرئيس عون في التاسع من الشهر الماضي، تشكيلة حكومية من 18 وزيرًا، وفي المقابل قدم عون طرحًا متكاملًا حول التشكيلة الحكومية المقترحة، وتعثر حتى الآن تشكيل حكومة جديدة يريدها الحريري من الاختصاصيين، بعد 14 لقاءً بين عون والحريري.