cheap viagra free shipping. قال مكتب النائب العام في العاصمة أنقرة إن 42 شخصا قتلوا في أنقرة أثناء محاولة الانقلاب، وفقا لما ذكرته شبكة “ان تي في” الإخبارية التلفزيونية.
يبدو أن محاولة انقلاب عسكري في تركيا فشلت في الساعات الأولى من صباح السبت، بعد أن لبت الجماهير دعوة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان للنزول للشوارع للتعبير عن تأييده.
وتوجه إردوغان الذي كان يقضي عطلة على الساحل عندما وقع الانقلاب، إلى اسطنبول جواً قبل الفجر وظهر على شاشة التلفزيون وسط حشود من المؤيدين، خارج المطار الذي فشل مدبرو الانقلاب في تأمينه.
وفي وقت لاحق قال إردوغان للصحفيين في مؤتمر صحفي رتب على عجل، إن ذلك العمل يمثل عملاً من “أعمال الخيانة”، وإن المسؤولين عنه سيدفعون ثمناً باهظاً. وكانت هناك عمليات اعتقالات جارية لضباط تشمل رتباً كبيرة لتصل عملية تطهير الجيش إلى ذروتها.
وهزت انفجارات وأصوات إطلاق النار اسطنبول والعاصمة أنقرة في ليلة اتسمت بالفوضى، بعد أن سيطر جنود على مواقع في المدينتين وأمروا التلفزيون الحكومي بتلاوة بيان، أعلنوا فيه السيطرة على السلطة.
لكن بحلول صباح السبت، شاهد مراسلون من رويترز نحو 30 جندياً من المؤيدين للانقلاب، يسلمون أسلحتهم بعدما حاصرتهم الشرطة المسلحة في ميدان تقسيم بوسط اسطنبول.
وقد تم اقتيادهم في سيارات الشرطة بينما مرت طائرة مقاتلة مراراً على ارتفاع منخفض، مما تسبب في اهتزاز المباني المحيطة وتحطيم النوافذ.
وإذا نجحت محاولة الإطاحة بإردوغان الذي يحكم تركيا منذ 2003، فإنها ستمثل أحد أكبر التحولات في الشرق الأوسط منذ سنوات، فضلاً عن تحول كبير في أحد أهم حلفاء الولايات المتحدة بالمنطقة، في الوقت الذي تحتدم فيه الحرب على حدودها. ومن شأن فشل محاولة الانقلاب أيضاً زعزعة استقرار البلد المحوري.
وقبل العودة إلى اسطنبول، ظهر إردوغان على محطة (سي.إن.إن ترك) في اتصال عبر الفيديو، ودعا الأتراك إلى الخروج للشوارع للدفاع عن حكومته وقال إن مدبري الانقلاب سيدفعون ثمناً باهظاً لذلك.
وبحلول الساعات الأولى من صباح السبت، استمر المشرعون في الاختباء في الملاجئ داخل مبنى البرلمان في أنقرة، بعد أن تعرض المبنى لإطلاق النار من دبابات. وقال شهود إن دخاناً تصاعد من مكان قريب. وقال نائب معارض، إن البرلمان تعرض لإطلاق النار ثلاث مرات وأن أناساً أصيبوا.
وقال قائد عسكري تركي إن طائرات مقاتلة أسقطت طائرة هليكوبتر استخدمها مدبرو الانقلاب فوق أنقرة. وقالت وكالة أنباء الأناضول التي تديرها الدولة إن 17 شرطياً قتلوا في مقر للقوات الخاصة هناك.
ومع انقضاء الليل تحول الزخم ضد مدبري الانقلاب. وتحدت الحشود أوامر البقاء في منازلهم وتجمعوا في الساحات الرئيسية في اسطنبول وأنقرة، ولوحوا بالأعلام ورددوا الهتافات.
وفي حين أخذ أنصار الحكومة في اعتلاء دبابة قرب مطار أتاتورك في اسطنبول، قال أحد الرجال “لدينا رئيس وزراء ولدينا رئيس أركان ولن نترك هذا البلد ينهار.”
واتهم إردوغان ومسؤولون آخرون أنصار رجل دين مقيم في الولايات المتحدة بمحاولة الانقلاب. ونفت حركة الرجل أي دور في ذلك.
وأعلنت الولايات المتحدة دعمها الراسخ لحكومة إردوغان. وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، إنه أجرى اتصالاً هاتفياً مع وزير الخارجية التركي، وأكد “الدعم المطلق للحكومة التركية المدنية المنتخبة ديمقراطياً والمؤسسات الديمقراطية.”
وبدأ الانقلاب بطائرات مقاتلة وطائرات هليكوبتر تحلق فوق أنقرة، وقوات تتحرك لغلق الجسور فوق مضيق البوسفور الذي يربط أوروبا وآسيا في اسطنبول.
وشاهد مراسلون طائرة هليكوبتر تفتح النار في أنقرة. وقالت وكالة أنباء الأناضول إن طائرات هليكوبتر عسكرية أطلقت النار على مقر وكالة المخابرات.
وفي الساعات الأولى من محاولة الانقلاب، أغلقت المطارات وانقطع الوصول إلى مواقع التواصل الاجتماعي على شبكة الإنترنت.
وسيطر جنود على قناة (سي.إن.إن تورك) التي أعلنت حظر التجول في عموم البلاد وفرض الأحكام العرفية. وقرأ مذيع بياناً بناء على أوامر من الجيش، الذي اتهم الحكومة بتقويض سيادة حكم القانون الديمقراطي والعلماني. وقال البيان إن “مجلساً للسلام” سيدير شؤون البلاد وسيتولى ضمان سلامة السكان.
وفي أعقاب ذلك انقطع بث قناة (سي.إن.إن ترك) لكنها استأنفت البث في الساعات الأولى من صباح السبت.
وذكرت وكالة أنباء الأناضول أن رئيس هيئة الأركان التركية محتجز مع آخرين “رهائن” في العاصمة أنقرة، لكن رئيس الوزراء بن علي يلدريم قال في وقت لاحق إنه عاد للقيادة.
* ليس انقلاباً ضعيفاً
في وقت سابق في مساء يوم الجمعة، بدا الانقلاب قوياً. وقال مصدر بارز في الاتحاد الأوروبي “يبدو انقلاباً مدبراً بشكل جيد نسبياً من قبل مجموعة كبيرة من الجيش وليس مجرد عدد قليل من الضباط. سيطروا على المطارات ويتوقع سيطرتهم على محطة التلفزيون قريباً. يسيطرون على عدد من النقاط الاستراتيجية في اسطنبول.”
وكرر المصدر “نظراً لحجم العملية من الصعب أن نتصور أنهم سيخفقون في بسط السيطرة، ليسوا مجرد عدد قليل من الضباط.”
وكان دبلوماسي أوروبي يتناول العشاء مع السفير التركي بإحدى العواصم الأوروبية، عندما وصلتهم الأخبار العاجلة على هواتفهم المحمولة.
وقال الدبلوماسي بعد إنهاء حفل العشاء، “من الواضح أنه ليس انقلاباً صغيراً وضعيفاً. شعر السفير التركي بصدمة بشكل واضح وأخذ الأمر على محمل الجد.. لكن يبدو أنه في الصباح سيكون لهذا تداعيات هائلة على تركيا. لم يأت هذا من فراغ.”
ولتركيا ثاني أكبر قوة عسكرية في حلف شمال الأطلسي، وهي أحد أهم حلفاء الولايات المتحدة في الحرب على متشددي تنظيم الدولة الإسلامية الذي استولى على مساحات واسعة من الأراضي في العراق وسوريا.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إن الأحداث لم تؤثر على العمليات ضد الدولة الإسلامية من القاعدة الجوية الأمريكية في قاعدة إنجيرليك بتركيا.
وتركيا أحد الداعمين الرئيسيين لمعارضي الرئيس السوري بشار الأسد في الحرب الأهلية السورية. وتستضيف تركيا 2.7 مليون لاجئ سوري وكانت في العام الماضي منصة انطلاق لأكبر تدفق للمهاجرين على أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
واندلع إطلاق النار ابتهاجاً في العاصمة السورية دمشق، مع انتشار تقارير عن الإطاحة بإردوغان وخرج الناس إلى الشوارع للاحتفال هناك وفي المناطق التي تسيطر عليها الحكومة في مدينة حلب المقسمة.
وتخوض تركيا حرباً ضد انفصاليين أكراد، وتعرضت لسلسلة هجمات بالقنابل وإطلاق النار من بينها هجوم قبل أسبوعين شنه متشددون إسلاميون على المطار الرئيسي في اسطنبول أودى بحياة أكثر من 40 شخصاً.
وألقى مسؤولون أتراك في محاولة الانقلاب باللوم على أتباع رجل الدين البارز المقيم في الولايات المتحدة فتح الله كولن، الذي كان يؤيد إردوغان ذات يوم قبل أن يصبح من أحد خصومه. ويقول تحالف كولن إنه يدين أي تدخل للجيش في السياسة.
وشغل إردوغان منصب رئيس الوزراء منذ 2003، ثم انتخب رئيساً للبلاد في 2014 مع خطط لتغيير الدستور لمنح الرئاسة الشرفية إلى حد كبير سلطات تنفيذية أوسع.
وتمتعت تركيا بطفرة اقتصادية خلال الفترة التي قضاها إردوغان في السلطة، وعززت أيضاً نفوذها بشكل كبير في المنطقة. لكن معارضي إردوغان يقولون إن حكمه أصبح شمولياً بشكل متزايد.
ولفترة طويلة توترت علاقات حزب العدالة والتنمية الحاكم مع الجيش والقوميين في البلاد، التي تأسست على مبادئ العلمانية بعد الحرب العالمية الأولى. وللجيش تاريخ من الانقلابات للدفاع عن مبادئ العلمانية لكنه لم يسيطر على السلطة مباشرة منذ عام 1980.
وقال رئيس الوزراء بن علي يلدريم، إن مجموعة داخل الجيش حاولت الإطاحة بالحكومة وإن قوات الأمن استدعيت “للقيام بما يلزم”.
وأضاف يلدريم قائلاً في تصريحات بثتها قناة (إن.تي.في) الخاصة “بعض الأشخاص قاموا بغير سند قانوني بإجراء غير قانوني بعيداً عن تسلسل القيادة.”
وقال “لا تزال الحكومة التي انتخبها الشعب تتولى المسؤولية. لن ترحل هذه الحكومة إلا حين يقول الشعب ذلك.”