وصفت وزيرة الخارجية السودانية مريم الصادق المهدي زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للسودان أول من أمس السبت، بـ”المختلفة” عن سابقاتها، مشيرة إلى أنها جاءت في وقت اشتدت فيه حاجة البلدين لبناء علاقة استراتيجية من أجل التنمية والاستقرار.
وفي مقابلة مع صحيفة “الشرق الأوسط” اللندنية نشرتها اليوم الاثنين، قالت :”هذا حديث معلوم بالضرورة، بيد أن هذه المرة مختلفة، لأن البلدين جرّبا التخلي عن بعضهما، وجرّبا محاولات الهيمنة والتدخل في شؤون بعضهما، دون أن يفضي ذلك إلى النجاح في كلا البلدين”.
وفيما يتعلق بموضوع “سد النهضة” الإثيوبي، أعلنت اتفاق البلدين على قيادة الاتحاد الأفريقي للمباحثات.
وحول إعلان إثيوبيا أنها ستشرع في الملء الثاني لبحيرة السد في تموز/يوليو المقبل، قالت: “هذا وضع يعرضنا كلنا للخطر، لكن بالنسبة للسودان فالخطر قريب جداً. صحيح أن مصر تواجه تحديات في أمنها المائي، لكن السودان سيعطش مباشرة بعد الشروع في الملء، بما يهدد حياة 20 مليون سوداني”.
وأوضحت أن الخرطوم والقاهرة اتفقتا على تنسيق مواقفهما وعلى تحرك دبلوماسي موسع أفريقي لشرح خطورة الملء الأحادي للسد للقادة الأفارقة، ومخاطر التصرفات الفردية التي تقوم بها إثيوبيا. وتابعت: “في الوقت ذاته سيكون هناك تحرك مع المجتمع الدولي، خاصة الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والولايات المتحدة”. لكنها أضافت قائلة إن للبلدين خيارات أخرى – لم تكشف عنها – إذا أصرت إثيوبيا على الملء الأحادي.
من جهة أخرى، وصفت المهدي الوضع على الحدود السودانية – الإثيوبية بأنه على وضعه، ولم يشهد مستجدات جدية.
ووصفت العلاقة السودانية – الإثيوبية بأنها “استراتيجية”، وقالت إن السودان حريص جدا عليها، وبالتالي بعد إكماله لترسيم الحدود فهو منفتح لأي معادلة تعاون مشترك مع إثيوبيا.
وأرجعت وزيرة الخارجية صمت السودان في الرد على إثيوبيا برغم الحملات الإعلامية الكبيرة التي تستهدفه، إلى مراعاته للأوضاع الإثيوبية الداخلية المحيطة برئيس الوزراء آبي أحمد. وأضافت: “آثرنا أن نكون أكثر تفهماً للمعادلات الداخلية، والأوضاع السياسية في إثيوبيا”.